ثورة الخبز فى ليبيا

ثورة الخبز فى ليبيا

سمحت مراقبة الأقتصاد بمدينة أجدابيا عبر كتاب صادر عنها أمس “الثلاثاء” موجها الى جهاز الحرس البلدى بالمدينة لأصحاب المخابز العاملة فى نطاق البلدية بأستخدام الدقيق غير المدعوم ، وحددت مواصفات رغيف الخبز من الدقيق غير المدعوم فى عنصرين أساسين “أن يكون وزن رغيف الخبز الناضج 120 جراما بسعر 250 درهما، ورغيف الخبز الناضج وزن 60 جراما بسعر 125 درهما”.

الجميع يعلم فى مدينة بنغازى بأن أزمة الدقيق وتقاعس الحكومة عن تزويد أصحاب المخابز بالدقيق المدعوم منذ زمن، وأصبح الدقيق مثل المرتبات حيث يتم تزويد المخابز بالدقيق مرة كل شهرين أو ثلاث بكميات تكفى المخبز لمدة أسبوع وبعدها يقوم صاحب المخبز بشراء الدقيق من السوق السوداء، شركة المطاحن تبيع الدقيق للمخابز بسعر 35 دينار للجوال ،بينما يتراوح سعره فى السوق السوداء من 73 الى 75 دينار للجوال الواحد ولافرق بين الدقيق المسرب من مخازن شركة المطاحن المدعوم وبين الدقيق الأستيراد الخاص من حيث السعر فى السوق الحر أو السوق السوداء.

هل تعلم بأن أصحاب المخابز لايتعاملون بتلك المواصفات التى تضعها مراقبة الأقتصاد والخاصة بوزن الرغيف من الدقيق المدعوم ولا بوزن الرغيف من الدقيق غير المدعوم ،فقد أصبح وزن الرغيف المتعارف عليه فى مدينة بنغازى سواء من الدقيق المدعوم أو غيره لايتعدى 30 جراما وبسعر 100 درهم للرغيف، وجهاز الحرس البلدى لايسمح له بمراقبة المخابز ألا فى حالة حصولها على الدقيق المدعوم فقط، ويتم التغاضى عن تلك المواصفات التى تم وضعها بخصوص وزن الرغيف وسعره، حيث هناك مخابز فى بنغازى تبيع الخبز الفرنساوى الطويل الذى لايتعدى وزنه 120 جراما بسعر 500 درهم للرغيف الواحد.

المواطن البسيط يقف فى طابور طويل أمام كل مخبز من قبل صلاة الفجر حتى يتحصل على حاجته من الخبز الذى أصبح أغلى سعرا من البسكويت، جميع المخابز تقفل أبوابها قبل صلاة الظهر ، وعلى المواطن أن يشترى خبزه من محلات البقالة بسعر أغلى أو من الخبز الذى يتم بيعه على قارعة الطريق.

نتسائل: هل تجهل الحكومة تلك المعاناة التى يتعرض لها المواطن من أجل الحصول على رغيف الخبز وبأى ثمن؟
بالطبع لا، الحكومة تعلم كل شىء وهى التى صنعت مايسمى بالسوق السوداء فى كل شىء ،وأتمنى من الأخوة المسؤلين فى الحكومة ومجلس النواب أن يطالبوا المجتمع الدولى بتوفير الدقيق للمواطن فى ليبيا بدلا من مطالبة المجتمع الدولى بتزويدنا بالسلاح.

لقد تعجبت كثيرا من الأخوة الذين قاموا بمهاجمة القرار الذى أصدره المجلس الرئاسى بخصوص أستيراد سلع بقيمة مليار ونصف المليار دولار برسم التحصيل ،وقالوا أن القرار تشوبه شبهة الفساد وتناسوا بأن الفساد الموجود الآن ليس بعده فساد، وربما عملية الأستيراد الجديدة ستخفف من الفساد الموجود الآن وخاصة بخصوص الدقيق ورغيف الخبز وباقى السلع التى تفتقد ليبيا أى مخون أستراتيجى منها وتستورد كما يقولون يوم بيوم ووجبة بوجبة وليس هناك أى مخزون أحتياطى منها وهذا مايجعل من المواطن البسيط صيد سهل لهؤلاء السماسرة واللصوص المتاجرين بهموم ومشاكل المواطنين البسطاء.

نتسائل: كيف سيتمكن المواطن البسيط المحاصر بكل هذه المشاكل والهموم ،الذى يتحصل على جزء من راتبه كل شهرين أو ثلاث ،أصبحت حياته مجرد طوابير ومن أجل أن يتحصل على حاجته ماعليه سوى التنقل من طابور الى أخر، نعم فالطوابير والنظام هى أهم سمات النظام الديمقراطى فى ليبيا.

نعم كيف سيتمكن هذا المواطن المحبط اليائس من المشاركة فى رسم مستقبل دولته المنتظرة؟

أرجو مساعدتى فى الأجابة وللحديث بقية

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

التعليقات: 6

  • عبدالحق عبدالجبار

    خوي سعيد رمضان المحترم ….انت سمعت بالجعان الحفيان العريان إللي ماشي يبي ينتخب …. قالوا له من سوف تنتخب قال صاحب الخبز والحذاء و الفرعة… سألوه و الوطن هل نسيتهقال لا بل وطني الان الخبز و الحذاء و الفرعة …هل سمعت حتي صوان بداء يدخل للعرس من باب الترشيح اخر الأخبار قال ان الكرامة تحارب الاٍرهاب في بنغازي و ان موتاها شهداء … مكنتش نعرف ان عنده مفاتيح الجنة… هم اخوان والا خوميني والا كله علي بعضة علي كل سكة المهم الكراسي ؟؟؟.

  • سعيد رمضان

    أخى الفاضل عبد الحق : سياسة الأكل على كل الموائد ينتهجها جميع المتصدرين للمشهد السياسى فى ليبيا ،فقد صدرت التعليمات للجميع ومن يخالف ذلك سيكون خارج اللعبة ، الشهر الماضى كنت فى مدينة بنغازى ورأيت ولمست هذا الكم الهائل من المشاكل والهموم التى تحاصر المواطن البسيط ، نعم لقد نجحوا فى عزل المواطن وحصر تفكيره فى كيفية الحصول على قوت يومه فقط ، أخى الفاضل من السهل جدا أن تتحصل على المخدرات بكافة أنواعها فى أى ركن من أركان المدينة ولكن من الصعب أن تتحصل على رغيف الخبز “الرغيف مجرد أسم فقط فالخبز فى بنغازى متساوى فى حجمه مع الموز المصرى الصغير ، وأتسائل كيف لمواطن لاعمل له سوى الزحام على المصارف وعلى المخابز وعلى محطات الوقود أن يجد وقتا للمشاركةفى رسم مستقبل دولته المنتظرة ؟ بكل أسف نفس السياسات الفاسدة السابقة تعيد نفسها وبنفس الكومبارس السابقين مع أختلاف المسميات والله يعوض علينا ويلهمنا الصبر أخى العزيز ولك تحياتى.

  • مفهوم !؟

    يستاهلوا خليهم يبحبحوا بالثني والكرامة .

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي مفهوم المحترم زي ما احنا متبحبحين بالرئاسي والاعلي بالسراج و اسماعيل ياسين و خاله … ماهو كله نفس الطبيخة ….اخي سعيد رمضان الفاضل عندما ارادت قريش تجويع الرسول صلي الله عليه وعلي اله وصحبه وسلم كان الرحيم اللطيف معهم و السبب معروف هل اخذ الليبيين هذا الدرس قدوة هل اخذوا الفرق بين انتصار بدر و هزيمة احد والاسباب للانتصار و الهزيمة .

  • مفهوم !؟

    أخي عبدالحق عبدالجبار بأختصار وبكل وضوح ، الشعب شبعان لحد الموت !!! ولو صحيح جعان لكانوا بحثوا على ساركوزي أخر لينقذهم من الموت ، والجيش الأحمر على أستعداد لتحويل ليبيا إلى سوريا تانية ، والرفس والطبيخة مازال لحد سنة 2025 ، تعيشوا وتشفوا ولا نتعلموا من الدروس الماضية ، شعب أغلبه منافق للأسف ، وحرام فينا هالوطن ( ليبيا ) .

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي المحترم مفهوم لا اخالفك كل ما قلت كلام حق ولو كان وجاع لهذا الوطن واهله

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً