حتى لو كنتَ شعبي عام

حتى لو كنتَ شعبي عام

اسمع “يا أنت” سواء كنتَ من اتباع جهة أخرى أو من أتباع رجل آخر أو حتى من أتباع القذافي، ليس مطلوب منك اليوم أن تهلل ولكن فقط ألا تقلب الحقائق ولا تزورها ولا تغالط الناس.

قد نقبل منك أن تقلل من قيمة العمل الكبير في سرت اليوم كما يفعل التلفزيون الليبي، لكن من غير المعقول قلب الحقائق على رأسها. إذ لا يمكن أن يكون “كوبلر” أكثر وطبية منك وهو الذي لم يأكل مرة بازين ولم يلبس مرة جرد أم أن العلة في الجرد والبازين؟! فمن منا لا يعرف أن “قذاف الدم” هو الذي استدعى داعش سرت وهو الذي وفر لها البيئة الحاضنة هناك، ومع ذلك لا نطلب منك أن تعيد مثل هذا الكلام عن قذاف الدم ولكن على الأقل لا تقلب النتائج يا رجل ولا تغالط الناس لا احتراماً للناس ولكن احتراماً لنفسك – على أقل تقدير.

ثم حتى لو كنت مؤدلج أو مُجند أو كنت من الماضي لا يصح ، خاصة أنك قبل أيام كنتَ تتوسل في العالم لو يدخل ويفك أسر هذه المدينة المنكوبة ، فها هي أطراف المدينة والقرى المحيطة بها تتنفس هواء غير هواء داعش ، وها هي أدوات لأطباء ليبيين وأمواسهم ومشارطهم تتقدم وتفتح على قلب المدينة لتجتث جذور الورم الذي زرعه قذاف الدم في قلبها ، فلا ينبغي “يا أنت” تحت أي ظرف وتحت أي مُسمى أن لا ترتقي إلى مستوى كوبلر الألماني ، أم أن في الرجل ما ليس فيك ، وقيمة الإنسان المتفوق التي زرعها الفيلسوف الألماني “نيتشه” في داخله غير القيمة الشعبية التي زرعها الفيلسوف الليبي “بودبوس” في داخلك . فأنا أعرف ثمة اختلاف جذري بين الشعبي والمتفوق، وأعرف أن الشعبي هو (كاش بونادم) أو هو شعبي عام بمفهوم تلك المرحلة، لكن ذلك لا يعفيك من بوح الحقيقة حتى لو كنتَ “يا أنت” شعبي عام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً