حدث معي ليلة أمس

حدث معي ليلة أمس

مقال (1)

لا أحد منكم يعلم أن الطريق الرئيسي لتهريب البشر يمر قريباً من قريتي، وأن سيارتهم المملوءة بالأفارقة تقف في مكان ما لتقوم بعملية التسليم والاستلام، فتعود السيارات الفارغة لتملأ من جديد من أدغال افريقيا وتذهب السيارات التي امتلأت لتوها شمالاً.

ليلة أمس جمعتني جلسة بأحد مهربي البشر. كانت جلسة ممتعة ومؤلمة في آن.

لا وقت معي لأكتب عنها الآن، لكن مما استشفيته منه لو أنني قطعت الطريق على إحدى تلك السيارات العابرة للجنوب وافتككتُ منها أفريقياً واحداً فسعره يتفاوت من الـ1000 دينار إلى 200 دينار. وحين سألته عما لو قمتُ بعملية قطع الطريق هل سأجد مَن يشتري من هذا الأفريقي؟ فقال نعم وفي نفس اليوم. وماذا لو قدتُ بنفسي مليشيا وقطعتُ طريق رتل مملوء بالأفارقة؟ فقال سوف اشتريه أنا بسيارته. وماذا لو كانوا جميعهم من السنغال؟ سوف اشتريهم منك بـ 500 للرأس الواحد. وماذا لو كانوا جميعهم من الحبش الاتيوبيين؟ أووووو سوف تأخذ على الرأس 1000 دينار في نفس الوقت. وماذا لو كانوا من هوسا النيجر؟ أنا لا أشتري الهوسا ولكن قد تجد مَن يعطيك 150 أو 200 دينار. وماذا لو كانوا جميعهم من الليبيين؟ سكت الرجل قليلاً ثم ابتسم ظاناً أنني أمزح معه. وما كان ليُصدق لو لم أقسم له أنني لا أمزح.

لقد أفسد هؤلاء الساسة الأوغاد علينا كل شيء. كلهم لا استثني أحداً وجعلونا نفكر في الهجرة برفقة الحبش وغير الحبش. حتى ليخال لي أحياناً أنهم ما جاءوا إلا ليزينوا حقبة القذافي ووجه القذافي.

————————————————————————–

يكذب عليك يا مصراته مَن يقول لك أن العالم يريد بنياناً مرصوصاً في ليبيا، ويكذب عليك مَن يقول لك ان الاعلام يريد هزيمة داعش في سرت، فما العالم وما الاعلام وما داعش إلا في خندق واحد وما أنت ومعك آخرين إلا في خندق آخر، فكم أتمنى لو تفاجئيهم وتتوجي انتصاراتك في سرت بجلسة على طاولة واحدة مع حفتر. ومهما كانت نتيجة الجلسة ومهما كان حجم التنازلات على الطاولة فلن تدفعي أكثر مما تدفعين اليوم. وحفتر ليس سيئاً بالشكل الذي يصفونه..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً