حفتر في روما: حماية المصالح الإيطالية في ليبيا

حفتر في روما: حماية المصالح الإيطالية في ليبيا

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

من غير أن الليبيون في حالة التأثر من الأزمات الحالية ومن مبشرات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية أمنة العجائب، نتركه للوطن في حيرة المستقبلية.

ليبيا اليوم تفتقد اليقظة النخبوية واستدراكها تسارع الأحداث السياسية الإقليمية التي تشهدها البلاد أو بالأحرى مشروعا مجتمعيا إصلاحيا وطنيا كان يجب العمل به من البداية.

عمل يخدم استقرار ليبيا وإعادة توحيد القوات المسلحة الليبية والمؤسسات السيادية الليبية مجددا تحت غطاء الدستورية الشرعية الليبية بعد ثورة السابع عشر من فبراير.

اليوم دعونا نتحدث عن الزيارة المفاجئة في مقابلة كبار المسؤولين الأمنيين الايطاليين، زيارة خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي الى روما العاصمة الايطالية، العاصمة التي تعمل على تبيان مسألة الانتخابات ومكافحة الإرهاب و تدفق المهاجرين على أرضيها من اجل مصالحها لتبحث هنا وهنالك لما يعمل على انجاز ذالك العمل العسكري والسياسي في نفس الوقت.

الزيارة الى روما لم تتوقف بمقابلة رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي بل كانت ضمن اللقاءات عددا من الوزراء بينهم وزير الداخلية ماركو مينيتي ووزير الدفاع و روبرتا بينوتي رئيس هيئة الداكان العامة والجنرال كلاوديو غراتسيانو.

ومع كل الاهتمامات الايطالية بليبيا، تعتبر شخصية المشير خليفة حفتر الأكثر إثارة وتساؤل وجدل بين الأوساط الدولية في هويته الوطنية الليبية، لقد ولد المشير في عام 1943 ميلادي في اجدابيا المنطقة الشرقية بولاية برقة التي استعادتها بريطانيا من ايطاليا.

أكمل المشير خليفة حفتر دراسته في أكاديمية المملكة الليبية بمدينة بنغازي عام 1966، ثم ذهب المشير الى مصر والاتحاد السوفيتي لاستكمال الفنون العسكرية والذي شارك في انقلاب سبتمبر مع العقيد معمر أبو منيار القذافي.

المشير خليفة حفتر كان على رأس الفرق الليبية في عام 1973 وقاتل في سيناء خلال حرب يوم الغفران، وهزم الجيش الليبي في معارك تشاد في عام 1987، والقي القبض علية وجنوده في الأسر في حرب تشاد وحكم عليه غيابيا بالإعدام من قبل العقيد الليبي معمر القذافي ولم تعترف القذافي به كقائد عام في الجيش الليبي.

انضم المشير خليفة حفتر الى الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، الى الجناح العسكري لها بزعامة الدكتور يوسف محمد المقريف، ثم تم نقله وجنوده بواسطة الاستخبارات الأمريكية المركزية الى زائر ثم الى كينيا ثم الى الولايات المتحدة وتحصل بعدها على الجنسية الأمريكية.

قام المشير خليفة حفتر بتدريب المعارضين الليبيين في مدينة فرجينيا، ولكن حكم عليهم جميعا بالإعدام من قبل القذافي بتهمة الخيانة العظمى، ثم عاد الى ليبيا مع بداية ثورة السابع عشر من فبراير 2011 لصبح المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية ومشاركا رئيسيا في معركة الكرامة ضد الإرهاب والتطرف.

المعروف من اهتمامات ايطاليا وضع الملف الليبي على الطاولة وبشكل مباشر مدعمه من الدبلوماسية الأمريكية التي تتحرك حاليا لجمع الأطراف السياسية الليبية المؤثرة على المشهد السياسي والعسكري.

رئيس الوزراء جوزيبي كونتي يحاول أن يوفق بين الطرفين القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر وفايز السراج رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني في عملية بسط الاستقرار من جهة ومن الجهة أخرى دعم المبعوث الأممي غسان سلامة للتسوية السياسية الشاملة بعنوان ” خطة العمل من أجل ليبيا”.

لقد جاءت زيارة القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر الى روما وسط خطوات ايجابية لحماية المصالح الايطالية في ليبيا، ولما ينتظره الكثير من الساسة الايطالية من الرجل القوي في برقة بصفته الرجل العسكري الذي بإمكانه أن يوفر امن الحدود والأمن الداخلي.

ربما فرصة ايطاليا الذهبية تكمن في تقريب وجهات النظر بين الطرفين العسكري والسياسي ومن أجاد حلول توافقية تعمل الى تكملة الخطة الخاصة بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة الى ليبيا، وينبغي القول بأن الرجل القوي في الشرق الليبي يعمل على سيطرة معظم المنشات النفطية.

وترتكز معظم مصالح ايطاليا من حيث الأهمية في المنطقة الشرقية ومن جيش وطني 40 ألف رجل تحت العتاد والسلاح وكذالك دعم القبائل الليبية للمشير خليقة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية.

أظهرت ايطاليا زخما جديدا للالتزام بالمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية وهذا تعبير حير الكثير ومن استيعاب مكانة رجل برقة للمحافظة على مصالح ايطاليا الإستراتجية والجميع ينتظر ما سيكون دور السياسي للمشير خليفة حفتر في ليبيا.

ومن تحقيق أهداف باليرمو، اتخاذ الخطوات الأولى في جمع الفصائل المختلفة وإعادة تشغيل الحوار في ما بينهم الذي يتسم بالمنافسة على السلطة والموارد في ليبيا، والتي تعتبره ذات الأرضية الصلبة للانطلاق نحنو تحيق مصالح ايطاليا في ليبيا.

بالإضافة الى فتح أفاق جديدة في الترابط والتكامل بين ليبيا وايطاليا في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية، وحماية المصالح المشتركة بين البلدين يجب تفعيل ” اتفاقيات الصداقة ” بين البلدين بموجب خمس مليارات دولار على مدى السنوات الخمس والعشرون القادمة.

فيما يعمل الاتفاق على تعويض ليبيا على الحقبة الاستعمارية لليبيا كان حدث مهم في عملية أفاق التعاون المستقبلي وإضافة للقضايا ذات الاهتمامات المشتركة في مجال الأمن والهجرة الغير منظمة من ليبيا الى ايطاليا حتى يكون التعاون تعاون مشترك بين البلدين المطلان على حوض البحر المتوسط.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

اترك تعليقاً