دس السم في العسل الأسود

دس السم في العسل الأسود

في وطني أصبح الفاضل دنيئاً وأصبح الحقير غنياً وأصبح الساذج والغبي فيلسوفا مؤدباً في عيون الناس..؟ الناس الذين يدعون أنهم أفضل ما يكون.. وهم عكس ذلك..! فمن أية طينة خلقوا وما أسوأهم وما أكثرهم في هذه الدنيا…

تلاشت القيم وتلاشت الأخلاق وأسدل الستار على الفسق والنفاق وقبح النوايا وتناقد الفكر من انفصام وانشقاق.. أقول الحقيقة ولو على قطع الأعناق الحق يقال والساكت عنه شيطان وما أكثر الشياطين والعياذ بالله..

شياطين الإنس هم أخطر وأكفر وأشد شرا وأكثر تزلفا وظلما بل وأكثر تهكما وحكرا واستغلالاً.. هذا والملائكة إن وجدوا..! من أعمال الشياطين أبرياء في عصرنا المزيف حالك السواد عصر الكذب والخداع والنصب والاحتيال عصر الانحطاط عصر المال وشراء الذمم عصر الضغينة والبغضاء عصر الكراهية والحقد.. بطون الناس تمتلئ بالعسل الأسود والسم مدسوس بداخله..

يا له من عصر أخرق ليته لم يولد ريثما ينظف نفسه من الشوائب والأوساخ.. عصر يهدم بيوتا بأعمدتها عصر يحرق اليابس والأخضر عصر يساوي بين الكلب والأسد..

عصر يعصر بني أدم ويقهره عصر تنامى فيه التمادي على حدود الله في الأرض..

عصر نزفت منه العين دما عصر يذرف منه القلب دمعا فهل يستوي الدم يوما بماء أحمر..؟ أم أن لكل شيئاً شيءٌ يشبهه ولكن لابد من أن اختلافا ما لربما بالجوهر أو بالمنظر..

آه على عصر لا يميز ولا يقدر ولا يرحم إلا من يوده ولو كان أبو الكبائر في عصره.. يغفر له ذنبه ويغسله.. يغطيه بسعف النخل أو بورق توت بل يغطي عين الشمس بالغربال.. ولو قام هذا العصر بفعلته تبقى دواوين وصفحات الأيام مسجلة بتواريخها. ويوم الحساب تدفع الفواتير كلها ويعلم المرء أن فرصة الإصلاح انتهت..

والوقت لا يجدي نفعا ولا يسعف…

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً