سحبوا البساط من تحت الثوار واستولوا على مقاليد الأمور فى ليبيا فهل تعرفونهم ؟؟!!

سحبوا البساط من تحت الثوار واستولوا على مقاليد الأمور فى ليبيا فهل تعرفونهم ؟؟!!

فى بداية السبعينيات وبالتحديد فى سنة 1971 / 1972م م كانت أول سنة لى بكلية الهندسة بجامعة طرابلس بمنطقة سيدى المصرى الزراعية حيث إنتقلنا كمجموعة من الطلبة بمدينة درنه بعد أن تحصلنا على الشهادة الثانوية من مدرسة المرحوم إبراهيم الأسطى عمر المعروفة على مستوى التعليم فى ليبيا وما أن وصلنا إلى مدينة بنغازى إنتظرنا أمام محطة الحافلات بالقرب من السوق العام حيث قُمنا بشراء تذاكر الركوب فى حافلة الساعة الثانية مساءَ والتى تتجه إلى طرابلس لتصل على تمام الساعة الثامنة صباحاً فى اليوم التالى فإذا كانت الأمور طبيعية تصل الحافلة فى موعدها وإذا كانت غير ذلك ربما تتأخر لساعات أخرى ولأسباب خارجة عن الإرادة  ، إننى أعتقد أن تلك الحافلة يتذكرها طلبة المنطقة الشرقيه التى لا تسعفهم إمكانياتهم المادية من السفر على طائرات الخطوط الليبية ، لقد كانت مجموعتنا لا تزيد عن 20 طالباً منهم 8 طلبه من القسم العلمى و12 من القسم الأدبى توزعوا ما بين كليات (الطب والهندسة والعلوم والتربية والزراعة)  لقد كنا نطلب العلم حقيقة ولهذا تحمّلنا المشاق من أجل ذلك  فى تلك العاصمة التى كانت لا زالت مُزدهرة فى تلك الفترة نتيجة لنظام كان سائداً فى ليبيا وهو النظام الملكى الدستورى البرلمانى فى دولة العدل والمساواة والأمن والأمان غير أن معالم تلك الفترة سرعان ما بدأت تتضاءل وتتغير بسرعة نتيجة للإنقلاب العسكرى فى سنة 1969م الذى إستولى على الحكم فى ليبيا من خلال مجموعة من الضباط الصغار الذين لا زالوا فى سن المراهقة ويحلُمون بالجاه والهيمنة والسلطة والثروة والتحكم فى شعب بسيط له مستقبل قادم من خلال موارده النفطيه التى بدأت تُكتشف كل يوم وبمعدلات تفوق الخيال ، لقد حاول أولئك القياصرة الصغار الذين لا تتعدى مؤهلاتهم الشهادة الإعدادية والثانوية ومنهم الراسبين فيها بجدارة إضافة إلى بضع من الضباط الذين تحصلوا على شهادات متوسطة فى تخصصات قد لا تخدم المجتمع فى شئ سوى أن فلان لديه شهادة كبيره والكبير هو الله تعالى  حيث يقول المثل (عطّار فى قرية).!!

هنا أود التركيز على كلية الهندسة التى كانت حاضرة دائماً بما يحمله طلبتها من تطلّع إلى المستقبل حيث كانوا يتمنون أن السنة تنتهى بسرعة ليلتحقوا بالسنة الأخرى فقد كانت الدراسة بالكلية (خمس سنوات) وجامعة طرابلس معتمدة كجامعة دولية ويُقبل طلبتها فى جميع جامعات العالم للدراسات العليا ، وقد كان التنافس على أشده بين طلبة الأقسام الهندسية المختلفة وبالرغم من كل المعطيات تجد أن طلبة الأقسام الداخلية يتفوقون على غيرهم فى التحصيل العلمى والمراتب المتقدمة فهم لا يملكون سيارات ولا قدرة على إقتناء الملابس الباهضة الثمن ولا يملكون سوى القيمة المتبقية من المنحة المالية لطلبة الداخلى التى لاتزيد عن (25) دينار فى تلك الفترة.

المهم فى كلية الهندسة يمكن أن تُكتشف المواهب والقدرات العلمية والثقافية والأدبية والسياسية ناهيك عن الإنتماء الوطنى الحقيقى الذى يندرج فى الدفاع عن الطلبة وحقوقهم المشروعة من خلال إتحاد الطلبة .. فى تلك الفترة نحن طلبة القسم الداخلى نعرف جيداً من هم الذين برزوا من خلال ثقافتهم ووطنيتهم وتصدوا للفساد المستشرى فى تلك الفترة والتسلط من قبل النظام من خلال (جواسيسه) داخل الكلية وسيطرتهم على كل شئ داخل الكلية وهم الذين تمتعوا بإيفاد للخارج على حساب الدولة وهم لا يستحقون ذلك ولم نتعرف عليهم علانية إلا بعد أبريل 1976م وبما يُعرف بالسابع من أبريل ، أولئك العملاء الذين يُحاولون تسويق أنفسهم اليوم فى الصفوف الأمامية بعد إنتفاضة فبراير وأنهم كانوا أشهر من نار على علم فى مجال الإنتماء الوطنى والسياسى ، وهنا أقولها كلمة حق يُحاسبنى الله عليها كشاهد عيان أن من يُسوقون لأنفسهم فى القنوات الفضائية اليوم لم يكون لهم أى دور فى تلك الفترة سوى الإنحناء للوصول إلى مكاسبهم لأنهم برجماتيون فى مطالبهم يرفعون شعارات (وطى راسك يا طويل ـــ يا ودى قيلنا ـــ وإللى ما فيك مل تعلقك)  ومنهم من وصل إلى أن يكون رئيساً للوزراء ووزيراً لقطاع ووكيل وزارة ومدراء عامون فى بعض القطاعات ونواب فى المؤتمر الوطنى العام . ولكن هناك من يستحقون التقدير والإحترام وأقولها بأعلى صوتى أننى لم أجد واحداً منهم حتى اليوم تقدم فى الصفوف الأمامية لأنه لم يكن تابعاً لدولة خليجيه أو غربية أو تابعاً لدكاكين الأحزاب لتضغط على الساسة الجدد فى ليبيا من اتباعها لكى يتقدم الصفوف ، أقول ذلك لأنها  سُنة الحياة ليس كل المناضلين يصلون إلى أهدافهم بل أحياناً يسرقها منهم الإنتهازيون والمتطفلون والمنبطحون فى مرابيع القطريين والخانعون فى مكاتب المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية الذين ينتهجون الكذب ويرفعون شعار (تغرّب وأكذب ما يندرى عليك حد).

هؤلاء نقول لهم تغّرب واكذب كما شئت ، ولكن هذه معادلة قد يكتشفُها الوطنيون فى الوطن العزير علينا وليس عليكم وفى الوقت المناسب ، فنحن أهل الوطن ولسنا إسترزاقيين ولن نتاجر بخيرات الوطن ومستقبله ولا يمكن أن نقبل أن تتحكم فيه وفى سياسته دول قزمية عربية أو غيرها ، نقول لكم أن الوطنيين  لا تغيب عنهم الحقائق طويلاً ، فهم الذين لن ولم يتركوكم وشأنكم حتى يكتشفون حقائقكم وعلاقاتكم المشبوهة التى تربطكم بالدول الخليجية والغربية التى إحتضنتكم ليس حباُ فيكم ولكن فى الهيمنة على وطننا وثرواته ولهذا منحتكم جوازات سفر تختفون ورائها بالرغم من أنه لم يُعرف عن الكثير منكم أنهم معارضون حقيقيون للنظام السابق.

هنا أذكر حقيقة للتاريخ قد لا يعرفها إلا البعض ممن عاصروا ذلك فى جامعة طرابلس وبنغازى خلال السبعينيات أنه لا يمكن لأى قرار إيفاد أن يصدر فى إيفاد طلبة للخارج وخصوصاً أمريكا وبريطانيا وإيرلندا إلا بعد تأشيرة (القذافى) شخصياً وبرسالة من وزير التعليم آن ذاك وبتوقيع زُمرة اللجنة الثورية المركزيه كما كانت تُسمى فى بداية السبعينيات وإذا كان لديكم مستندات غير ذلك فهاتوا بها للرأى العام ، واليوم للأسف نشاهد البعص ممن  يتشدوق بالوطنية والإنتماء الوطنى ومعارضتهم للنظام فى تلك الفترة وهنا أقسم لو كان أحدكم غير مؤيد للنظام السابق لن يتحصل على الموافقة أبداً هذه حقيقة تلاحقكم إلى يوم القيامة ، ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم أول من إستفاد من ذلك النظام فقد تم إيفادكم ودرستم درجة الماجستير والدكتوراه على حساب ليبيا ومن وافق إلى أيفادكم هو (الطاغيه) وكنتم على إتصال مع أتباعه فى اللجان الكُفريه أمثال خيشه وكوسه والمجدوب وغيرهم وبمجرد أن إستكملتم الدراسة أصبحتم شبه معارضين بينما الواقع يقول غير ذلك  (حبه فوق وحبه تحت) ومنكم من زار ليبيا أكثر من مرة وقام بالتدريس فى جامعاتها بينما هناك شرفاء حُرموا من دراستهم العليا علناً وبوثائق رسميه وأنتم لا تقدرون على مواجهتهم !!! واليوم  تصدرون القرارات من خلال تقلدكم المناصب فى الحكومة لإيفاد أبناء الوزراء ووكلاء الوزارات وغيرهم من أتباعكم الذين إنحنوا فى أمريكا وإنبطحوا فى قطر !!! ونسيتم أولئك الشرفاء الذين لم يتسولوا أو يتوسلوا أمام مكاتب كوسه والشريف وخيشه والهنشيرى بالرغم من أنهم أقدر منكم علمياً وأخلاقياً ووطنياً ،، أفلا تخجلون من الكذب والإدعاءات الباطلة ، هذا الكلام موجه لمن يعرفون أنفسهم ولا داعى لذكرهم بالإسم فنحن تربينا على القيم والأخلاق وحب الوطن وليس بإستطاعتنا ذكر أسمائهم نظراً لتركهم أو طردهم من هذه المناصب إلى غير رجعة فربما الحكومة القادمة ستكون إستثنائية أو أكثر إنتماءً وإنصافاً لأصحاب الحقوق المشروعة الذين تعرضوا للظلم أيام الطاغية حقيقة وليس إدعاءً ولا يتاجرون بذلك للوصول إلى مراكز أو مناصب كما يفعل البعض.

 فبالأمس القريب سلّّمتم حكومة من أفشل الحكومات التى عرفتها ليبيا على مدى التاريخ لا لشيئ إلا لأنكم أنتم من قادتها فما بُنى على باطل فهو باطل !! ، لقد غادرتم ليبيا مباشرة بعد التسليم والإستلام دون إعتماد الجهات المُحاسبية والرقابية وهذا خطأ فاضح ولربما يكون مُبيتاً ويصل إلى حد الجريمة  فمغادرتكم ليبيا إلى مواطنكم الأصلية قطر وأمريكا وبريطانيا وإيرلندا وغيرها تحملون على جبينكم الخزى والعار من قبل الشعب الليبى الذى سيظل يلعنكم حتى تتجلى الحقائق وتتضح الصورة ومعرفة أين صُرفت أموالنا المُعتمدة لميزانية 2012م وهى (68) مليار وأين إختفت ولا نقبل أن تكون إبتسامة السيد عبدالرحيم الكيب العريضة الثعلوبية ثمناً لفشله وفشل حكومته المستوردة وأما وضع يده على قلبه أثناء عزف النشيد الوطنى يظن أنه يوهمنا أنه يُحب ليبيا أكثر من أى مواطن ليبى عاش الأمرين فى وجود النظام السابق ، فإذا كنت تحب ليبيا حقيقة نُريد أن تكشف لنا ذمتك المالية وذمة من معك من الوزراء القطريين عفواً الليبيين فى البطاقة الشخصية وجواز السفر  وهذا من حقنتا يا سيد الكيب. والله على ما أقول شهيد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

  • عبدالباسط عامر

    السلام عليكم

    يجب ان نتكاتف على بناء ليبيا كل قدر جهده, توجيه اصابع الاتهام لا يخدم البلاد الان. علينا بالاستغفار والدعاء والعمل البنا كي نتعافى بسرعه ونلحق بالركب ونسبقه انشاء الله.

    حفظ الله ليبيا وكل من يحبها

  • مهندس / فتح الله سرقيوه

    استاذ / عبدالباسط عامر … فى ظل هذه الأمور المتفاقمة ألا ترى أن الوضع بدأ يدعوا للخوف والحذر ، فهل تظن أن حسن النية فى هذا الوقت أمراً مُستحباً !! بل أقول لك إنه أثر تأثيراً سلبياً على سير الدولة الوليدة وساستها الجدد ، فإذا لم تُوجه أصابع الإتهام لأعداء الثورة الواضحون فى الصورة … فمن هو إذن الذى يعرقل فى مسيرتنا .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً