شرعية مثلث الخطر في ليبيا

شرعية مثلث الخطر في ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

من اخطر الصناعات البشرية هى صناعة الاجسام السياسية ويكمن الخطر في هذه الصناعة عندما لايجيد شعبا من الشعوب اختيار مواد الخام الأصيلة او اختيار المعادن الثمينة ذات الجودة لصناعته فان المنتج بعد صناعته يخرج منتجا رديئا لايوفر الا خسارة وافلاس.

ومن أردأ الصناعات هى الصناعة التي صنعها ابناء الشعب الليبي على حياتهم وعلى وطنهم وذلك بصناعة المؤتمر الوطني ثم لجنة ( الدستور ) ثم مجلس النواب وهى صناعة لم يتقن فيها المنتج الصناعي باختيار اصحاب العزم والعقل والشدائد فخرج منتجا رديئا ضارا وخطرا ومهددا للشعب الليبي ولليبيا  حتى أصبح وجود هذه الصناعة وبضاعتها الراكدة الخاملة خطرا على وجود الشعب الليبي وليبيا وهى صناعة لها مردود من البؤس والتعاسة لايحتملان  على غير طبيعة الأشياء ، بشرعية الانتخاب السياسي  ووراء استار وتحت أغطية شعارات مبادئ حدث فبراير وشعارات واوهام الديمقراطية ودولة ( الدستور ) اغرق المؤتمر الوطني ومجلس النواب ليبيا وشعبها في المحن والازمات والمآسي وأخذت لجنة ( الدستور ) تعبث بثوابت وطنية يتفق الليبيون بأنها لاتمس وبدل ان تكون لجنة فنية مهمتها صياغة الثوابت الوطنية دون جدال ثم صياغة مايريده الشعب الليبي،أصبحت هذه اللجنة هى الكاتبة والواضعة ( للدستور).

ان وجود هذه الأجسام الثلاثة في ليبيا هو وجود الخطر ووجود التهديد الحقيقي لليبيا وهو وجود يدفع بكل بوضوح الى نهاية ليبيا التي بدأت تنتهي بالفعل ومصيرها المحتم والقريب هو ضمها لدول الجوار المستقرة وتحول ابناء شعبها الى رعايا لهذه الدول او هجرتهم الى دول اخرى ، لم تعرف ليبيا نهبا وسرقة وإهدارا واختلاسا لأموالها دون ان يطال اللصوص عقابا  ولم تعرف امتدادا لأشد الجماعات تطرفا ولم تعرف نموا مخيفا للجرائم المروعة في حق المواطن الليبي  ولم تعرف فقرا ومعيشة بائسة ولم تعرف حروبا دامية مدمرة بين ابناء شعبها ولم تعرف تقسيما سياسيا بين حكومة في المنطقة الشرقية وحكومة في المنطقة الغربية ولم تعرف انتهاكا لسيادتها البرية والجوية والبحرية ولم تعرف بأنها محطا للسخرية والتندر في العالم  الا بوجود المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب ولجنة العقد الوطني العام  ( الدستور ) والواضح ان لاوظائف لهذه الأجسام الثلاثة الا نفث الاخطار بل ورعايتها رعاية فائقة والدليل تضخم وتعاظم هذه الاخطار من ولاية هذه الأجسام ولاشيء يبادرونه لتحجيم هذه الاخطار ، ليس صعبا ولا شدة ولا تعبا ان تكون ليبيا بلاد آمنة مستقرة خصبة في رخاء دون بلاء لو ان لهذه الأجسام ارادة وطنية وليس ارادة ذاتية كإرادتهم الآن التي تندفع للتمتع بما أتيح لهم من اموال ومزايا الى حد الفاحشة دون ان يقدموا شيئا لليبيا ، كل مايحدث في ليبيا تقع مسؤوليته على هذه الأجسام الثلاثة والعاجز والمتفرج والذي يقول نواجه عقبات من هذه الأجسام هو راعي ومعتني وحاضن ومرضع لهذه المخاطر ومكانه ليس في قمة السلطة الليبية  فعليه ان يجد مركزا ايوائيا يعيش فيه مع عجزه او عليه ان يبحث عن مقهى يأوي اليه و يتفرج منه على سير المارة لا ان يتفرج على معاناة الشعب الليبي او عليه ان يعتكف في بيته او مسجدا حتى لايواجه عقبات ، هذه هى الإماكن الانسب لهؤلاء وليس في المؤتمر الوطني او مجلس النواب او لجنة (الدستور) فوضع ليبيا وشعبها ليس بالوضع الهين ، انه خطير خطير جدا وتوصيف الخطورة الشديدة الواقعة على ليبيا وشعبها هو توصيف كبير لايكتمل حتى بمئات الصفحات وملايين الكلمات وستبلغ حتى اجيالا لاحقة وليس اجيالا حاضرة فقط ،انهم خطر .. خطر يقدم لاستمراره .. يعيد تكراره فيخالفون القوانين والمواثيق والاصول السياسية  ولايحترمونها فتنتهي ولاية المؤتمر الوطني فيمدد لنفسه وتنتهي المدة الممنوحة للجنة العقد الوطني العام ( الدستور )  فتمدد لنفسها وتنتهي ولاية مجلس النواب فيمدد لنفسه وهو تمديد لتدمير وانهاء ماتبقى من ليبيا وشعبها وتمديد للخطر العظيم على شعب .. على بلاد . ماذا يفهم عندما يكون وجود هذه الأجسام الثلاثة في قمة السلطة ووجود ليبيا ووجود شعبها مستحيلا مع وجود هذه الأجسام ؟ .. يفهم انهم أرادوا وجودهم حتى دون وجود ليبيا .. وجودهم حتى دون وجود الشعب الليبي  .

ان بقاء هذه الأجسام الثلاثة بأي صورة  هو بقاء للخطر وهو بقاء للتهديد وهو بقاء للتعاسة  ولابد من اعادة صناعة البضاعة السياسية في ليبيا من جديد فأسس صناعة البضاعة هى قائمة الآن وعلى الشعب الليبي واجب الخروج على هذه الاجسام وازالة وجودهم الخطير وذلك بحل الانحلال لهذه الأجسام التى حلت تلقائيا بانتهاء مدتها والتمسك بحكومة الوفاق الوطني التى أفرزتها الامم المتحدة والتي عليها صناعة اجسام وطنية جديدة ، صناعة لاتخطو الا بمعايير صارمة من الجودة والإتقان عبر الانتخاب الذي يكون بشروط جديدة وتعهدات قاسية صارمة ، ومنها شرط وتعهد كل ناخب بإخراج ليبيا من العواصف الهوجاء وعظائم البلاء في زمن محدد يحاسب عليه كل ناخب ولابد من حساب الاجسام الثلاثة على كل قطرة دم نزفت وكل دمعة انحدرت من ليبي او ليبية ، ادركوا ليبيا التى أدركتها المخاطر او حسبكم نهاية ليبيا والبحث عن وطنا بديل.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

  • كيف

    اعطينا الحل ياسيد ، الغرب حتى الفاشل فيهم يقفوا بجانبة حتى يصبح ناجح اما نحنوا نظل واراء كل من يحاول النهوض بالبلاد خير حتى يفشل ومن تم نآتي ونكتب كلام وكلام وكلام حتى يعكر الميزاج العام ونظل في غمة بدل ما تقول كلام يصفي ويهدئي من روع المواطن ولكن للاسف كلها تدعي الثقافة وكلها فهمه ،المتفرج خير من الاعب .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً