كلما اتفقوا نقضه فريق منهم

كلما اتفقوا نقضه فريق منهم

لقاء وراء لقاء وإتفاق وراء اتفاق ونحن نترقب لعلهم يعقلون وينقضيَ الأمر ؟ ونحن نترقب لعلهم يتفكرون فيما آل إليه حالنا وحال بلادنا من نهب وقتل ودم واستباحة لأرضها ومائها ومالها من الصعاليك وما أكثر الصعاليك ؟ ونحن نترقب لعلهم يتذكرون ما آل إليه حال من كان قبلهم من ذل وهوان وخوف ورعب وتشريد وجوع ثم من ذلك قتل وزوال ولعلهم بذلك التذكر يكفوا عن السفه الذي هم فيه، فافعل ما شئت كما تدين تدان ؟ ولكنهم كلما تفاوضوا واتفقوا يخرج علينا من حيث لا نحتسب ولا ندري فريق من إحد أطراف التفاوض ليشكك وينتقد الإتفاق ويدعو لعدم إقراراه وكل فريق يأتي ويقدم حججاً وتبريرا لنفسه وللآخرين لنقضه الإتفاق، يتعاهدون ويتفقون اليوم وينقضونه في الغد فلما التفاوض إذا ؟ أخشى أن نصبح كاليهود الذين قال الله جل جلاله فيهم: “أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”، البقرة: 100.؟؟؟ هل جعلتم التفاوض بينكم لإضاعة الوقت وإطالة أمد الصراع ؟ أم أنكم تتفاوضوا لاستعراض قدراتكم ومهاراتكم في الخبث وسوء النية المبيتة مسبقا ؟ أم أنكم تتفاوضوا لتمكنوا أنفسكم وترسخوا أقدامكم في الحكم وإن كان ذلك كذلك فمن ستحكمون؟ أي وطن ستحكمونه؟ وهل تركتم وطن لتحكموه ؟ فمتى تتوقفوا عن كل هذا السفه متى تتوقفوا فلا أنتموا اتفقتموا ولا تركتم ؟؟؟!!!

قتلتم أمانينا وأحلامنا فأصبحنا نُهلل لكم ولكل اتفاق ترضونه أنتم لا نحن، نصفق لكم فأنتم كل شيء ونحن لا نساوي عندكم شيئا، نتتبع خطواتكم ورحلاتكم وأماكن راحاتكم ونهلل ونضحك لضحكاتكم بالرغم ما فعلتموه لنا جعلتمونا كالغريق الذي يتمسك بقشة عساها تنقذه بعدما كان يركب قاربا يخوض به أمواج البحر فهذا حالنا وحالكم. تبّا لدولة ولمجتمع يصير فيه اللص وفاقد الحد الأدنى من الأخلاق راعيا وحاكما وعسكريا مخضرما يدافع عن الوطن ويُشار إليه بالبنان ؟ فأي وطن هذا الذي يسوسه مصلحيٌّ منفعيٌّ ساقطا خُلقا ودينا ؟؟؟

جلس الجمعان من مؤتمر وبرلمان ومن تحت سقفيهما خرجوا وبمباركتهما تفاوضوا واختلفوا وتفاوضوا ثم اختلفوا والتقى الرئيسان في خطوة عجبا من حيث لا ندري ليلقيا بضلال الإختلاف ونقض الإتفاق وكأن ليس لديهما ما يتفقان عليه إلا الإختلاف ونقض الإتفاق بأي وسيلة حتى ولو أدّى ذلك للقائهما !!! أين كان الرئيسان طوال فترة التفاوض المزعوم والمدعوم بالإختلاف سلفا حتى ينقضي الأمر ؟ لعلكم تاركونا لما نحن فيه وللأمم لتصنع بنا ما تشاء وتقتدر فقد طال الصبر عليكموا حيث لا ينفع الصبر، ألا كفّا عنا وارفعوا أيديكُموا فقد إنكشف الأمر ولم يعد فيه ما لا يسَرُّ ولا يسُرُّ.  أيها الرئيسان: ناموا ولا تستيقضوا ما فاز إلا النُوّمُ ؟؟؟

دعوا الأمم تقضي ما سيقضي الله ولا يذر فأنتموا أثبتم أنكم دون الإتفاق فلا تستطيعوا بناء دولة ولا أنتموا شئتوا. يا من دون بناء الوطن كفاكم ما فعلتم به وبأهله فرحم الله إمرئ عرف قدر نفسه ووقف دونه فقفوا جانبا لعلنا نرى بصيص أمل من بعدكم فليبيا مليئة برجالها المخلصين القادرين عليها.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

التعليقات: 1

  • ramadan Emteres

    سئل جحا يوما:هل تستطيع ان تعدلنا مجانين هذه البلاد ؟ فقال لا إنهم كثر. ولكن استطيع ان اعد لكم عقلاءها.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً