كلمة حق في ذكرى وفاة المجاهد رمضان بك السويحلي

كلمة حق في ذكرى وفاة المجاهد رمضان بك السويحلي

تمر علينا هده الأيام ذكرى وفاة المجاهد البطل رمضان السويحلي، الدي توفي في 24/08/1920. لهذا رأيت من الأهمية التذكير بدوره الهام في حركة الجهاد الليبي ضد الطليان وقد اخترت ما كتبه جريدة اللواء الطرابلسي التي رثت المجاهد رمضان بك السويحلي في عددها الرابع والأربعين الصادر في 16 سبتمبر 1920 بمقالة تحت عنوان (فقد عظيم من عظماء المسلمين) جاء فيها:

في يوم الأربعاء العاشر من ذي الحجة طوى بطل من أبطال المسلمين متصرف لواء الخمس والرئيس الشرفي لحزب الإصلاح الوطني رمضان بك اشتيوي السويحلي وأصبح بعد الحركة والجهاد خبرا من الأخبار تتحدث به الناس في قيامهم وقعودهم وأكلهم ومشربهم وإقامتهم، والناس فيه مشارب فمنهم من يبكيه لقرابة ومنهم من يبكي فيه الشجاعة والإقدام ومنهم من يبكي فيه حسن الإدارة ومنهم حاسد يشمت فيه أو عدو يسره نزول القضاء به، فالناس كما ترى أهواء وأغراض وما نحن إلا من الباكين، نبكي فقيد الإخلاص والثبات على المبدأ الواحد.

رمضان اشتيوي رجل وكفى لو أن تلك الكلمة دلت على الشجاعة والثبات والإقدام.

رمضان بك اشتيوي قام بما يجب عليه من خدمة الوطن وقد مات نظيف الساحة نحو وطنه وغير آسف على تقصير أو تفريط، لم يكن إلا أن يرحل لربه ويفتح المجال لغيره من معاصريه ليواصلوا الدرب ويعززوا صرح مجد بنته أيديهم في جهادهم كما هي سنة الله في خلقه.

إن الفقيد المرحوم قد أثبت لنا بالبرهان الحسي إنه يستخف بالمصاعب ويستحقر كل المشكلات في سبيل خدمة الوطن وقد عاش وساد بالإقدام ومات ضحية الإقدام.

فما على معاصريه من الرؤساء والزعماء إلا أن يبرهنوا لنا أن الإتحاد لا يستغنى عنه أحد في حال من الأحوال وإنه القوة التي لا تضارعها قوة.

كما كتب بعض القادة والمؤرخين المعاصرين حول دور “رمضان بك السويحلي”في حركة الجهاد الليبي ندكر منهم الجـنرال غراتسـياني الذي قال:

“رمضان السويحلي الأكثر ضراوة ، غير قابل للتحول معادي كبير ومعارض بارز للقضية الإيطالية في ليبيا”

أما الأمير شكيب أرسلان كتب:

“مثّل رمضان دوراً عظيماً، جاهد في الطليان، وكان صعب المقادة، مر العداوة مع أعداءه …”

وكذالك المؤرخ المعروف العلامة الطاهر الزاوي كتب يقول:

“قائد عظيم من قادة القطر الطرابلسي، اعتبرته إيطاليا عدوها الأول لأنه قوّض أحلامها وأذاقها سوء العذاب”

ويضيف بأن “مصراته كانت زعيمة الحركة الوطنية في ذاك الوقت؛ وأقوى هذه العناصر هي رياسة رمضان بيك السويحلي عليها… مصراته في عهده كانت الميزان الذي يوزن به سياسة الحرب في بلاد طرابلس كلها”

كما كتب المؤرخ الطاهر الزاوي حول وافاة رمضان السويحلي بقوله:

بأن “طرابلس فقدت هذا الرجل الفذ في أشد الأوقات حاجة اليه… كانت تعلق عليه آمالاً لا تنتهي… فانفرط بموته عقد هذه الآمال وذهب مع أحلام الحالمين.”

أما المجاهد أحمد الشريف فقد ، قال في وفاة السويحلي:

“قد بلغني ما أساءني من خبر مقتل المرحوم رمضان بك السويحلي، وقد تأسفت غاية الأسف؛ لأنه كانت حاصلة منه رهبة ومنفعة للبلاد.”

وكتبت “زعيمة الباروني” نقلا عن والدها الشيخ سليمان الباروني عند سماعه خبر وفاة رمضان… “فقدناك يا بطل الأبطال يا ركن الوطن”.

يقول تقرير بريطاني صدر في مايو 1920 أن رمضان بك “رجل صارم متمسك بالدين، لايمكن إفساده، وله شخصية قوية وذكاء، يحكم مستقلاً وله قوة كبيرة من الأتباع تبلغ أكثر من 10 ألاف رجل مسلح”

وقد علق الجنرال غراتسياني، حول وفاة السويحلي قائلاً:

“وهكذا كانت نهاية ألد خصوم إيطاليا، وأكبر الحاقدين عليها .. كان موته من حسن حظنا، لأنه كان حائزاً على صفات الزعيم البربري القاسي، الى جانب كفاءة سياسية عسكرية غير معتادة ،، كان يمتاز بمقدرة غير عادية على التنظيم العسكري والسياسي ، وهو من أقوى المتديّنين الأوائل؛ وكانت نهايته من حظنا ،، فقد كان زعيما كبيراً، ولو بقي على قيد الحياة … لكان أمامنا عملٌ كبير لمواجهته!”

والجدير بالذكر أن جثتة رمضان بك السويحلي لم تسّلم الى مصراته، فمات دون قبر معلوم، ولقي قرينه “عبد النبي بلخير” المصير نفسه في صحراء الجزائر! .. ويدكر ان السويحلي قد رفض عرض تهريبه، عقب محاصرته في إحدى بيوت قبيلة الصرارة، كما تقول الرواية الورفلية، تاركاً كلمته المشهورة والشجاعة في التاريخ الليبي:

“بيّ مقتول.. ولا بيّ هارب!

ومن المفيد التدكير بدور السويحلي في اعلان الجمهورية الطرابلسية وهي اول جمهورية في الوطن العربي والتالثة على مستوى العالم بعد الجمهورية الفرنسية والأمريكية.

هذا المقال يأتي تصحيحاً للتشويه المتعمِّد، وتوضيحاً وتوثيقاً لبعض المفاهيم والأحداث بالنصوص والمصادر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • عمار محمد السليمي

    عندما يتكلم المرء عن الشخصيات التاريخية، عليه من باب الانصاف أن يطرح ايجابياتها وسلبياتها ولا يكتفي بكلمات مكررة من هنا وهناك. يشهد التاريخ أن المرحوم رمضان السويحلي كان شجاعا، وكان مجاهدا عنيدا ضد الطليان، ولكن هذا لا يغطي ما شاب سلوكه من سلبيات كبيرة، إذ لا يستطيع أحد أن ينكر أنه كان مغامرا يبحث عن السلطة والرئاسة في قومه، ولعل ذلك هو السبب في حملته الطائشة على بني وليد، التي شق فيها صف الجهادا شقا صعب ترقيعه، واحدث فتنة لازالت مستمرة أذيالها إلى اليوم، وفوق ذلك انتهى وكل محلته (جيشه) نهاية مأسوية.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً