لا تعويل على «باتيلي» وليبيا إلى التقسيم!

لا تعويل على «باتيلي» وليبيا إلى التقسيم!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

قاربنا على انتهاء 13 سنة، وما يسمى ببعثة الأمم المتحدة للدعم  تعمل في ليبيا وقد تناوب على رئاستها حتى الآن حوالي 8 مبعوثين بدء بالخطيب ، وايان مارثن ، وطارق متري والإسباني ليون والألماني كوبلر وغسان سلامة ثم ستيفاني وأخيرا باتيلي، ولا يزال الوضع في ليبيا يراوح مكانه، هذه البعثة التي كُلِفَت من قِبل مجلس الأمن للمساعدة ودعم الشعب الليبي في عودة الأمن والاستقرار بعد أحداث انتفاضة 17 فبراير 2011م والتي نتج عنها إسقاط نظام القذافي بعد معارك عسكرية تدخل فيها الناتو جوا وبحرا وبرا، وما ترتب عن ذلك من فوضى عسكرية وسياسية.

ومن خلال متابعة المشهد الليبي مع تعاقب المبعوثين الدوليين، تبين بما لا يدعو مجالا للشك أن البعثة الأممية تعمل وفق إملاءات بعض الدول المتنفذة في مجلس الأمن، وخاصة أمريكا ثم بريطانيا وفرنسا ، فهي التي تتدخل وتتحكم في مسارها، ولقد تأكد لنا أن دور البعثة قد اقتصر فقط على إدارة الأزمة في ليبيا والتعامل مع الوضع كما هو، دون التأثير فيه بغرض إنهاء الأزمة وإيجاد الحلول الناجعة، ما أدى إلى إدامة عمر الأزمة واستمرار الحال على ما هو عليه كل هذه السنوات الطويلة.

هذا الأمر جعل الليبيين يفقدون الأمل تماما في هذه البعثة وفي دورها، وتأكد أنها غير معنية بإيجاد الحلول للأزمة بقدر اهتمامها بكيفية إدارة الأزمة والحفاظ على استمرارها أطول مدة ممكنة، ولعل  في دعوة باتيلي الأخيرة لخمسة أطراف للاجتماع والحوار ما يؤكد ذلك، فهي في الواقع دعوة مبطّنة للفشل المسبق، حيث يدركون مسبقا عدم قبولها من بعض الأطراف، وبالتالي تعثّر الأمر وفشله، فلو كان باتيلي جادا لأكتفى بدعوة أربعة أطراف واستثنى الحكومتين، أو أنه جعلها سداسية ودعا الحكومتين معا، فماذا يمنع أن يجتمع ستة أطراف؟! أليس ذلك هو الممكن المفيد الذي يجعل مكنة اللقاء ميسّرة وبدون عوارض؟!.

ليبيا للأسف أوصلها من سيطروا على زمام الحكم بعد 2011م من “الهواديق” الذين وضعوا كل البيض في سلة واحدة، تحت تصرف الدول الأجنبية وبرعاية ما تسمى بعثة الأمم المتحدة، أوصلوها إلى طريق مسدود، ويبدو أنه لا أمل في اجتياز محنتها إلا بانقسامها، وهذا هو المصير المحتوم الذي يبدو أنه ينتظرالليبيين وفق ما خطط له من قبل الدوائرالإمبريالية التي ترصدت الأحداث وسخرتها لذلك الغرض.

اللقاء الأخير الذي جمع حفتر وعقيلة والمنفي في جمهورية مصر العربية قد يكون آخر اللقاءات قبل إعلان الانقسام رسميا، في حال عدم استجابة باتيلي لشروط معينة، وأغلب الحال أن أطراف من المنطقة الغربية هي من سيرفض تلك الشروط، وسيعرقلون التفاهم حولها، مما يعطي الإشارة لأطراف الشرق للإعلان عن قبولهم الانقسام بتعلّة أن أطراف الغرب هم الذين دفعوهم لذلك رغم المحاولات المتعددة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً