لماذا الآن يا سيادة المفتي

لماذا الآن يا سيادة المفتي

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

لك احترامك ولدار الافتاء كل التقدير والاحترام لجميع علماء الدين والحقيقة في ليبيا، الكثير من الكتاب والصحفيين يمتنعوا عن الاقتراب من المفتي لأسباب كثيرة ومنها كحالتي بسبب عدم بلوغنا العلم الديني لمنزلة كبار كتاب العلم للشيوخ الأفاضل.

يبقى لا اجتهاد مع النص والعلوم تأخذ وترد حسب كبار العلماء، ولا وجود للناسك المتعبد والشيخ المتصلب الذي يصل الله مع العباد فالدين عند الله هو الاسلام لا أوصياء عليهم ((فإن مع العسر يسراً إن مع العُسْرِ يسراً)).

فالدين عند الله هو التيسير على الناس وقضاء حاجة المحتاج، حتى يعكس ذلك العسر الى يسر، بتوضيح من العلماء لمثل هكذا أمور ولكن دور بعض العلماء أصبح يختلف باختلاف المنهاج فأصبح السهل هو الصعب عندهم في كثير من القضايا ومنها تحريم مبادلة الصك المصدق في المصارف بمبلغ مالي كاش و بنفس القيمة.

اليست المبالغ في المصارف هي قيمة محددة بحساب الشخص ومن ضمن أملاكه المنقولة وضمن قوانين والتشريعات النافذة للبلاد ،كيف يكون لأهل البلاد التنسيق بالبيع والشراء والثقة ان كان باب التحريم وصل إلى أن مبادلة الصك بالكاش ذات القيمة المالية المحددة هو محرم.

ولماذا هذا التوقيت بالذات لإعلان هذا التحريم ،واغلب المواطنين لهم فترات طويلة تعمل وتشتري وتغير وتقوم بتحويلات بنِسَب متفاوتة منها ربا ومنها محرم ومنها وصل إلى أبعد من ذلك و لم نرى قاضياً يضرب او حكومة تسجن او مفتي يصرخ.

بعد أن نزل الدولار وتوفرت السيولة في بعض المناطق من البلاد ظهر هذا التحريم من خلال إلحاح مذيع البرنامج للسؤال المفتي حول نقطة الصك والشيك لأرباب الأسر، ويعلم المتخصصين ان لا يمكن للمصرف أن يحافظ على قيمة السيولة نظراً لحجم قيمة المرتبات والمصروفات الا عند طريق فتوى تمنع الناس من إصدار صك لشراء الدولار وأخذ قيمة الصك كاش، حسب تعامل بعض من المصارف.

وهنا الخطأ الكبير بتحويل الدين الى لغة مصالح بين المتصارعين فأصبح كثير من الناس تتجاهل الفتوى بسبب حسبان هذا الشيخ لجماعة أو حزب ديني وحسبان الآخر على تيار وحكومة اخرى ،وهذا يريد الانصياع وضبط الأمور مع الحكومة المفروضة والآخر يحاول ضبط الميلاد النبوي وحالة العصيدة كل سنة كالعادة المعتادة والصراع المتشعب والمتصلب، ولا يتم مناقشة الدين لأجل رحابة صدر المسلمين والافراج عن كربة المكروبين.

فلا وجود لخلاف ديني بين الشرق والغرب بل الاختلاف بين الشيوخ على التحكم برقاب العباد وطحن مزيد من العظام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

التعليقات: 6

  • فتحى هويجي

    هى فتوى أذا أردت الاخذ بها فنعم العقل …… وأذا لم تؤخذ بها فهى غير ملزمة لك ….. الشيخ نصحك وأبر ذمته ألى الله وأنت حر فى مسعاك ….. فلا تحرض الناس ليسلكوا مسلك الجاهلية !!!

    • محمود

      كثير من المشائخ ومنهم صندوق الزكاة يعطي صك وياخذ كاش

      التحريم الجديد الذي ذكره المفتي استبدال الصك بالكاش بنفس القيمة ….ولَم نعلم اين النص او الاجتهاد في الأخذ بأصل التحريم

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي العزيز محمود ابن زنداح المحترم …. سلاماً من الله عليكم ورحمة منه ثم البركة …. هي حرام ذكرها المفتي او لم يذكرها ….اي انسان بسيط يعلم هذا فلماذا نريد ان نضع كل حلال و حزام علي ظهور العلماء هل بعض ما ذكر شيوخ الأزهر اخيراً لا يعلم جموع المسلمين انه خطاء …. اما ان تعطي شيك بقيمة وتستلم قيمة نقدية اقل …او تشتري بطاعة بشيك اغلي من ان تشتريها بالنقد فهذا والله اعلم حرام اليس كذلك يا اخي ….اما سؤالك عن التوقيت لا غبار عليه …. وعلي مفتي الديار الاجابة لماذا التأخر

    • ابن

      دائما وجودك مميز من خلال تعليقاتك البناءة أستاذ عبدالحق جبار ………كما قلت تبادل الصك بالمال مع اختلاف الرد المبلغ المالي فهو استغلال وحرام

      ولكن السؤال هو ان يكون الصك نفس الكأش يعني 1000كاش بصك1000نفسه هنا كان التحريم ،،،،واغلب الناس تشتري وتاخذ امرالها بنفس القيمة بل ان صندوق الزكاة يتعامل هكذا في معاملته كلها ….وهو لاصيق بدار الافتاء!!

  • عبدالحق عبدالجبار

    متأسف اخي محمود ابو زنداح و ليس ابن الاحترام قائم اتاسف علي الخطاء في كتابة الاسم نرجوا المعذرة …. انا اعتقد المفتي تكلم علي صرف الشيك او الصك باقل من قيمته مقابل الكاش او النقد … اخي محمود اين الذي يعطيك نقد بقيمة الصك اين هو في مزال رحمة و إللي عنده رحمة ما عنداش نقد

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً