ليبيا.. البعد المنسي

ليبيا.. البعد المنسي

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة في الاتجاه الصحيح وكثيرا ما نبه وأوصى ذوي الاختصاص بأن الأمور تؤخذ بأوائلها وبالترتيب فما يجب أن يكون أولا لا ينبغي أن يأتي ثانياً أو اَخرا كما أكد فلاسفة الحضارة على أهمية الزمن واحتساب الوقت بالدقيقة والساعة والنهار والليل والأسبوع والشهر والحول والعقد.

فلماذا لا يدخل الزمن في ثقافتنا وحساباتنا الفكرية والسياسية ولم لا تكون لنا ساعة بداية ووقت للإنجاز والتمام ولماذا لا تجد الأفكار والبرامج الصائبة والنيرة طريقها إلى حيز التنفيذ بل لماذا لم نستوعب البعد الرابع بعد…؟ مازلنا نجتر ثقافة (يا من عاش.. المكتوب.. النصيب.. الخ) المتحضرون يخططون لسنوات قادمة أما نحن لم نعــد نستطيع التخلص من الماضي التليد.. العالم ينظر إلى المستقبل ونحن سجناء الأمس.

يا من تفهمون معنى الكلام دولتنا مهددة ومقلوبة رأساً على عقب وعربتنا أمام الجواد لأن ترتيب أولوياتنا أصابه خلل.. وها نحن على مشارف السنة السادسة من الديمقراطية الجديدة والإعلان الدستوري معطل وحكم الدائرة الدستورية في سلة المهملات والصراع داخل البيت الليبي بين الأشقاء على أشده فمن هو الرابح…؟

خلاصة القول إن الجذور أهم بكثير من الفروع ولولا الجذور ما قطفت الثمار التي تجود بها الأغصان!

إن الدستور هو الأصل والجذر الأول لبناء أية دولة حديثة وهو أبو القوانين وسيد التشريعات وهو السكة قبل القطار…! في غياب الدستور تكثر الاجتهادات وتتعدد الآراء وينعدم التخصص والكل لا يتحمل المسؤولية لأن الكل إذ ذاك يصبح كالقطيع يغري الذئاب.. فهل نحن كذلك؟!

وما توفيقنا إلا بالله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً