مأساة التدريب الطبي بليبيا – كارثه لا يمكن السكوت عليها؟

مأساة التدريب الطبي بليبيا – كارثه لا يمكن السكوت عليها؟

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

عندما تسمع النشيد الوطني الليبي وخاصة كلمات ( لقد تحررنا وحررنا الوطن)، تغمرك السعادة وتقول فعل الوطن تحرر ولكننا لم نتحرر بعد من عدة مأسي وعقد ولدتها ثقافة اربعين سنة من حكم المقبور واعوانه.  عقدة اللامبالاة والتسيب وافشال الاخرين وعدم الاقتناع بأن هذا الشخص احسن مني وممكن أن يؤدي خدمة ممتازة لشريحة ما بالمجتمع الليبي. البعض يقول أن التدريب الطبي مش وقته الان. فعلا هذه ممكن أن  نقولها في شهر نوفمبر أو ديسمبر 2011م او حتي ابريل 2012م. التدريب الطبي في ليبيا يعاني من مأسي كثيره وهو لا يحتاج الى تعطيل اكثر لأن أن لم نقوم بتدريب الاطباء الجدد التدريب الجيد ، فهم اخطر شيء علي المريض ولن ينهض هذا القطاع. تدريب الاطباء ليس وحده وانما تحسين الخدمات وتطويرها وخلق نظام جديد موازي للقديم هو من الضروريات ويجب أن يتزامن مع تدريب الاطباء حيث خلق بيئة صالحة هو من ضروريات نجاح التدريب بصفة عامة وفي كل المجالات. كل سنة يتخرج مئات الاطباء الصغار وهم متلهفين ومستعدين للقيام بواجبهم اتجاه مرضاهم. لقد تعبوا 7 سنوات من الدراسة الصعبة وهم الوحيدون ليس لديهم عطل صيفية وهم الوحيدون يتدربون ليل نهار وليس مثل الطلبة الاخرين. يدرسون بلغة مختلفة وصعبة حيث لم يتعلموها كما تعالمانها نحن قبل دخولنا الجامعة. احلامهم تكسرت عندما يلتحقون بالأقسام المختلفة في جميع مستشفيات ليبيا. ليس هنالك برامج لتدريبهم ومن يشرفون عليهم لا يمنحونهم الوقت الكافي ولا الطريقة الصحيحة لتعليمهم وتدريبهم وصقلهم حتي يكونوا اطباء اكفاء. هنالك عدد من الزملاء يبدلون جهد لتعليم بعض هؤلاء ولكن العباء يتحمله الجميع وخاصة ممن اختيروا بأن يكونوا اعضاء هيئة التدريس بجميع الكليات ومجلس التخصصات. حيث يتقاضى هؤلاء راتب لا باس به ولكن لا وجود لمن يراقبهم في ادائهم ولا من يقيمهم في طرق تدريسهم حيث الكثيرون منهم  لم يتعرض او يستعمل طرق التدريس الحديثة لهؤلاء الاطباء. أنا لا الومهم وخاصة الكثير منهم يبدل في جهد لإيصال المعلومة للطالب والطبيب ولكن الطرق مازالت قديمة وتطورت طرق التدريس ولكنها لم تصل الي ليبيا بعد. اجتهادات يقوم بها البعض لتطبيق هذه الطرق ولكن بالطريقة الخطاء حيث لم يتلقوا تدريبا أو اخد ورش عمل او دورات تدربيه. أنا متأكد أن لديهم الرغبة الصادقة في تعليم الجيل الجديد من الاطباء ولكن الطريقة هي المشكلة.

مجلس التخصصات يعاني من الكثير من المشاكل واولها سوء القيادة وعدم قدرتها علي تفعيل التدريب أو استحداث انظمه جديدة وقوية من شأنها رفع كفاءة الاطباء الجدد والمتدربين والمدربين. الجميع يدور في حلقة مفرغة وسبق وأن تحدثنا مع وزير الصحة ولكنه اصر بأن لجنة الاتحاد الاوروبي تقوم بعمل من اجل تغير التدريب. عقدت هذه اللجنة ورشة عمل في اغسطس 2013م وعلي اساس انها ستقوم بعمل ورشة اخري في نوفمبر 2013م ولكنه لم تقم بهذا. الي هذه اللحظة لم تقوم بعمل اي شيء غير ما قامت به من عرقلة تحديث واختيار قيادات جيدة للنهوض بهذا المرفق. لقد قامت بعرقلة تنصيب رئيس جديد لمجلس التخصصات كما قالها الوزير د نورالدين دوغمان حيث اعترضت علي الاسم وقالت بأنها ستقوم بتطوير المجلس وتقسيمه الى اربع فروع وهي فكرة جيدة وسبق وأن طرحتها بنفسي ونشرتها وعلي هذا الرابط. لكن الى اليوم لم تقم بشيء رغم أن الاتحاد الاوروبي خصص 8 مليون يوروا لهذه اللجنة لتطوير الخدمات الصحية ومند شهر مارس 2013م وهي تشتغل ولكن لا شيء علي ارض الواقع. هل فشلت هذه اللجنة في مهمتها. فعلا فشلت وسبق وأن تكلمت وعارضت عملها لأنها وضعت العربة قبل الحصان. لم تشتغل في خطوط متوازية وابعدت الكثير من الخبرات واقصتهم وهذا باعتراف بعض اعضاء اللجنة لي وهو متعمد ومعلن في كثير من المناسبات. كرؤية لتحسين الخدمات الصحية والتدريب، فهي جيدة ولكن من يقودونها لا يدركون العمل القيادي وليس لدهم استراتيجيات في وضع هذه الرؤية محل تطبيق. الاولي بهم أن قاموا بتنظيم القطاع الصحي وخلق نظام جديد مما من شأنه رفع الخدمات الصحية وفي نفس الوقت التدريب الطبي والرعاية الصحية الاولية. هذه الخطوط الثلاث المتوازية هي العمود الفقري لهذا القطاع. لكنهم اخدوا العربة وهو التدريب الطبي ونسو أن الحصان هو تحسين الخدمات الصحية ورفع كفاءة الرعاية الصحية الاولية. سامحهم الله علي ما قاموا به وهنالك من احترمه واقدره ولكن هنالك منهم يجب أن يوجه الى باب الخروج ويترك الفرصة لمن هم اكفاء منهم .

لقد ضاع الطبيب الجديد بين الاقسام والمدربين ومجلس التخصصات وهم يعانون في الكثير من المشاكل. وزير الصحة غير مهتم  بالتدريب الطبي ولا يعرفه ولم يمارسه ولا يعرف عنه شيء و لا يعير له اهتماما. التدريب الجيد والمنظم والمراقب سيرفع من كفاءة الطبيب ويحسن العلاقة بين المواطن والطبيب وتتحسن الخدمات الصحية وترجع الثقة المفقودة بين المريض وقطاع الصحة بليبيا. لقد اهمل التدريب للأطباء بصفة خاصة والتمريض والفنين بقطاع الصحة بصفة عامة. لقد اهملته السيدة الحمروش ولا تعرف بأن هنالك مجلس التخصصات ولم تزره ولا تعرف حتي اين هو. د دوغمان اهمله وقال سيكون من ضمن خطته ولكنه لم يفعل شيء ولم يغير حتي قيادته والتي لا ترقي بمستوي المسؤولية . الجميع يصيح ويحاول أن يقول للسيد الوزير بأن التدريب اصبح من أسوء الاشياء في جميع المستشفيات ولا يوجد جسم يقوده حيث عدم الالتزام من بعض  المدربين ولا تجد من يراقب المتدربين ولا المدربين. المدربين هم نفسهم  ولم يتغيروا من زمن المقبور بعضهم جيد وبعضهم سيء ولم يشرف عليهم احد ولم يقيمهم احد. الزوار الاجانب انقطعوا كثيرا ومن يأتي لا يرجع حيث البطاء في المعاملات من قبل وزارة الصحة ومجلس التخصصات وكذلك رداءة المستوي لدي المتدربين  وهذا نتيجة عدم وجود مراقبة شديدة علي المتدربين والمدربين. الخبرات الجيدة تركت المستشفيات الحكومية وذهبت للقطاع الخاص ومن الصعب علي المتدرب أن يلتحق بالمدرب في القطاع الخاص. لا توجد جهة رقابية علي الاطباء سوء لضمان حقوقهم أو متابعتهم واصدار رخص للعمل. المواطن لا يثق في الطبيب الليبي  نتيجة عدة عوامل واهمها سوء التدريب للمتدربين مما يفرز اطباء ليس لهم تلك الكفاءة العالية .

لا ننسي بأن الجميع يحاول تقديم خدمات للمرضي وحسب الامكانيات. هنالك جيش كبير من الاطباء والتمريض والعاملين بهذا القطاع، يقدمون في خدمات كثيرة وجيدة ولكن ما ينقصهم هو تدريب هؤلاء الاطباء الجدد وغير الاطباء والرفع من كفاءتهم لكي يأخذوا مكانهم بين هذه الطواقم ونرقي بالخدمات الصحية. نحي كل من يقدم خدمة للمريض الليبي ونشد علي ايدهم وأنا متأكد بأن الجميع يحاول ويحاول جاهداً في التجفيف علي المواطن ولكن لا يوجد من يساعدهم في الرفع من كفأتهم اكثر واكثر وكذلك تدريب الاجيال الجديدة وبأحسن الطرق. الحلول تكمن في الاتي:

1-تغير قيادات مجلس التخصصات والبداء في تفعيل التدريب ومراقبة المدربين والمتدربين

2-عمل دورات للرفع من كفاءة المدربين

3-عمل دورات للرفع من موظفي مجلس التخصصات

4-الاسراع بفصل التدريب علي الامتحانات وتحت هيئات مختلفة وتتبع جميعها مجلس اعلي للتدريب الطبي

5-حث لجنة الاتحاد الاوروبي في الاستعانة بالخبرات الليبية بالخارج والداخل في مجال التدريب الطبي  وتحديث مناهج كليات الطب وطرق الامتحانات

6-حث لجنة الاتحاد الاوروبي بأن تقوم بتحديث ووضع خطة لتغير النظام الصحي بليبيا وبأسرع وقت واعتماد الخصخصة كشرط أساسي لتحسين هذا القطاع

7-حث لجنة الاتحاد الاوروبي بأن تبحث عن شخصية ليبية أو اجنبية لقيادة الرعاية الصحية الاولية وتنظيمها لأنها احد اساسات تحسين الخدمات بهذا القطاع

8-يجب تطعيم هذه اللجنة بكفاءات اخري والبداء في برنامج وطني شامل والابتعاد عن فكرة الاقصاء والفتن لأن الجميع مهنيون ويشتغلون من اجل المريض والمتدرب والمدرب

9-يجب تخصيص ميزانية لا تقل عن 50 مليون دينار سنوياً لصرف على تطوير التدريب الطبي بليبيا وتحسينه

10-يجب خلق بيئة جيدة وتكافؤ الفرص للجميع وفتح باب اختيار القيادات أمام الجميع والابتعاد عن التعين المباشر ويجب خلق روح التنافس لصالح هذا القطاع

“وزير الصحة يتحمل المسؤولية التامة في فشل التدريب الطبي واهماله واي مريض يموت نتيجة خطاء طبي هو مسؤول عليه ويجب مقاضاته في اهماله والبداء في تطوير التدريب الطبي”

لقد كتبت هذه الكلمات لما شاهدته من تسيب في التدريب الطبي وكذلك معناة الاطباء الجدد في ايجاد من يأخذ بأيديهم ويدربهم التدريب الجيد والحديث والنهوض بهم. كذلك معناة المواطن وتشرده في تركيا والاردن وتونس ودول اوروبا. اهدار المال العام علي العلاج في الخارج رغم اننا اكثر دول شمال افريقيا في انتاج الاطباء ولدينا اكثر من 50الف ممرضة واكثر عدد من كليات الطب والتقنية الطبية والتمريض ولكن المنتوج قليل الكفاءة والخبرة ولا نقوم بتدريبهم التدريب الجيد بعد تخرجهم من هذه الكليات. أنها فعلا مأساة يعاني منها الطالب والمتدرب والمدرب واكثر واحد يعاني هو المريض والذي وجدت من اجله كل هذه الاشياء. وزير الصحة ليس مهتم والدولة الليبية مشلولة ولجنة الصحة بالمؤتمر الوطني العام بعيدة كل البعد عن هذا القطاع وما يهمها الا عرقلة المشاريع بتهمة السرقة . كل ما نقوله هنا هو الغاية منه تحسين التدريب والتنويه بأن التدريب الطبي قد اهمل كثيراَ و لا احد يعرفه الا من عاشره واشتغل به وتخرج علي يده مئات الاطباء بدول اوروبية ودول اخري وأنا وكثير من الزملاء مازلنا نقوم بهذا الي هذا اليوم. اتمني من المسؤولين عن التدريب الطبي في ليبيا أن يلتفتوا له ولو بالقليل وأن يستفيدوا من خبرة زملائهم وأن نبتعد عن سياسة التخوين والاقصاء والجميع يريد ان يساعد . لا نريد مناصب ولا نريد شكراً ولكن نريد أن تتحسن  الخدمات الصحية بليبيا ويتحسين التدريب الطبي في ليبيا حتي نخفف من معناة المريض الليبي.

ليبي حرة وستبقي حرة بعون الله

 

خواطر اليوم 27 فبراير 2014م(

 عندما تسمع النشيد الوطني الليبي وخاصة كلمات ( لقد تحررنا وحررنا الوطن)، تغمرك السعادة وتقول فعل الوطن تحرر ولكننا لم نتحرر بعد من عدة مأسي وعقد ولدتها ثقافة اربعين سنة من حكم المقبور واعوانه.  عقدة اللامبالاة والتسيب وافشال الاخرين وعدم الاقتناع بأن هذا الشخص احسن مني وممكن أن يؤدي خدمة ممتازة لشريحة ما بالمجتمع الليبي. البعض يقول أن التدريب الطبي مش وقته الان. فعلا هذه ممكن أن  نقولها في شهر نوفمبر أو ديسمبر 2011م او حتي ابريل 2012م. التدريب الطبي في ليبيا يعاني من مأسي كثيره وهو لا يحتاج الى تعطيل اكثر لأن أن لم نقوم بتدريب الاطباء الجدد التدريب الجيد ، فهم اخطر شيء علي المريض ولن ينهض هذا القطاع. تدريب الاطباء ليس وحده وانما تحسين الخدمات وتطويرها وخلق نظام جديد موازي للقديم هو من الضروريات ويجب أن يتزامن مع تدريب الاطباء حيث خلق بيئة صالحة هو من ضروريات نجاح التدريب بصفة عامة وفي كل المجالات. كل سنة يتخرج مئات الاطباء الصغار وهم متلهفين ومستعدين للقيام بواجبهم اتجاه مرضاهم. لقد تعبوا 7 سنوات من الدراسة الصعبة وهم الوحيدون ليس لديهم عطل صيفية وهم الوحيدون يتدربون ليل نهار وليس مثل الطلبة الاخرين. يدرسون بلغة مختلفة وصعبة حيث لم يتعلموها كما تعالمانها نحن قبل دخولنا الجامعة. احلامهم تكسرت عندما يلتحقون بالأقسام المختلفة في جميع مستشفيات ليبيا. ليس هنالك برامج لتدريبهم ومن يشرفون عليهم لا يمنحونهم الوقت الكافي ولا الطريقة الصحيحة لتعليمهم وتدريبهم وصقلهم حتي يكونوا اطباء اكفاء. هنالك عدد من الزملاء يبدلون جهد لتعليم بعض هؤلاء ولكن العباء يتحمله الجميع وخاصة ممن اختيروا بأن يكونوا اعضاء هيئة التدريس بجميع الكليات ومجلس التخصصات. حيث يتقاضى هؤلاء راتب لا باس به ولكن لا وجود لمن يراقبهم في ادائهم ولا من يقيمهم في طرق تدريسهم حيث الكثيرون منهم  لم يتعرض او يستعمل طرق التدريس الحديثة لهؤلاء الاطباء. أنا لا الومهم وخاصة الكثير منهم يبدل في جهد لإيصال المعلومة للطالب والطبيب ولكن الطرق مازالت قديمة وتطورت طرق التدريس ولكنها لم تصل الي ليبيا بعد. اجتهادات يقوم بها البعض لتطبيق هذه الطرق ولكن بالطريقة الخطاء حيث لم يتلقوا تدريبا أو اخد ورش عمل او دورات تدربيه. أنا متأكد أن لديهم الرغبة الصادقة في تعليم الجيل الجديد من الاطباء ولكن الطريقة هي المشكلة.

مجلس التخصصات يعاني من الكثير من المشاكل واولها سوء القيادة وعدم قدرتها علي تفعيل التدريب أو استحداث انظمه جديدة وقوية من شأنها رفع كفاءة الاطباء الجدد والمتدربين والمدربين. الجميع يدور في حلقة مفرغة وسبق وأن تحدثنا مع وزير الصحة ولكنه اصر بأن لجنة الاتحاد الاوروبي تقوم بعمل من اجل تغير التدريب. عقدت هذه اللجنة ورشة عمل في اغسطس 2013م وعلي اساس انها ستقوم بعمل ورشة اخري في نوفمبر 2013م ولكنه لم تقم بهذا. الي هذه اللحظة لم تقوم بعمل اي شيء غير ما قامت به من عرقلة تحديث واختيار قيادات جيدة للنهوض بهذا المرفق. لقد قامت بعرقلة تنصيب رئيس جديد لمجلس التخصصات كما قالها الوزير د نورالدين دوغمان حيث اعترضت علي الاسم وقالت بأنها ستقوم بتطوير المجلس وتقسيمه الى اربع فروع وهي فكرة جيدة وسبق وأن طرحتها بنفسي ونشرتها وعلي هذا الرابط. لكن الى اليوم لم تقم بشيء رغم أن الاتحاد الاوروبي خصص 8 مليون يوروا لهذه اللجنة لتطوير الخدمات الصحية ومند شهر مارس 2013م وهي تشتغل ولكن لا شيء علي ارض الواقع. هل فشلت هذه اللجنة في مهمتها. فعلا فشلت وسبق وأن تكلمت وعارضت عملها لأنها وضعت العربة قبل الحصان. لم تشتغل في خطوط متوازية وابعدت الكثير من الخبرات واقصتهم وهذا باعتراف بعض اعضاء اللجنة لي وهو متعمد ومعلن في كثير من المناسبات. كرؤية لتحسين الخدمات الصحية والتدريب، فهي جيدة ولكن من يقودونها لا يدركون العمل القيادي وليس لدهم استراتيجيات في وضع هذه الرؤية محل تطبيق. الاولي بهم أن قاموا بتنظيم القطاع الصحي وخلق نظام جديد مما من شأنه رفع الخدمات الصحية وفي نفس الوقت التدريب الطبي والرعاية الصحية الاولية. هذه الخطوط الثلاث المتوازية هي العمود الفقري لهذا القطاع. لكنهم اخدوا العربة وهو التدريب الطبي ونسو أن الحصان هو تحسين الخدمات الصحية ورفع كفاءة الرعاية الصحية الاولية. سامحهم الله علي ما قاموا به وهنالك من احترمه واقدره ولكن هنالك منهم يجب أن يوجه الى باب الخروج ويترك الفرصة لمن هم اكفاء منهم .

لقد ضاع الطبيب الجديد بين الاقسام والمدربين ومجلس التخصصات وهم يعانون في الكثير من المشاكل. وزير الصحة غير مهتم  بالتدريب الطبي ولا يعرفه ولم يمارسه ولا يعرف عنه شيء و لا يعير له اهتماما. التدريب الجيد والمنظم والمراقب سيرفع من كفاءة الطبيب ويحسن العلاقة بين المواطن والطبيب وتتحسن الخدمات الصحية وترجع الثقة المفقودة بين المريض وقطاع الصحة بليبيا. لقد اهمل التدريب للأطباء بصفة خاصة والتمريض والفنين بقطاع الصحة بصفة عامة. لقد اهملته السيدة الحمروش ولا تعرف بأن هنالك مجلس التخصصات ولم تزره ولا تعرف حتي اين هو. د دوغمان اهمله وقال سيكون من ضمن خطته ولكنه لم يفعل شيء ولم يغير حتي قيادته والتي لا ترقي بمستوي المسؤولية . الجميع يصيح ويحاول أن يقول للسيد الوزير بأن التدريب اصبح من أسوء الاشياء في جميع المستشفيات ولا يوجد جسم يقوده حيث عدم الالتزام من بعض  المدربين ولا تجد من يراقب المتدربين ولا المدربين. المدربين هم نفسهم  ولم يتغيروا من زمن المقبور بعضهم جيد وبعضهم سيء ولم يشرف عليهم احد ولم يقيمهم احد. الزوار الاجانب انقطعوا كثيرا ومن يأتي لا يرجع حيث البطاء في المعاملات من قبل وزارة الصحة ومجلس التخصصات وكذلك رداءة المستوي لدي المتدربين  وهذا نتيجة عدم وجود مراقبة شديدة علي المتدربين والمدربين. الخبرات الجيدة تركت المستشفيات الحكومية وذهبت للقطاع الخاص ومن الصعب علي المتدرب أن يلتحق بالمدرب في القطاع الخاص. لا توجد جهة رقابية علي الاطباء سوء لضمان حقوقهم أو متابعتهم واصدار رخص للعمل. المواطن لا يثق في الطبيب الليبي  نتيجة عدة عوامل واهمها سوء التدريب للمتدربين مما يفرز اطباء ليس لهم تلك الكفاءة العالية .

لا ننسي بأن الجميع يحاول تقديم خدمات للمرضي وحسب الامكانيات. هنالك جيش كبير من الاطباء والتمريض والعاملين بهذا القطاع، يقدمون في خدمات كثيرة وجيدة ولكن ما ينقصهم هو تدريب هؤلاء الاطباء الجدد وغير الاطباء والرفع من كفاءتهم لكي يأخذوا مكانهم بين هذه الطواقم ونرقي بالخدمات الصحية. نحي كل من يقدم خدمة للمريض الليبي ونشد علي ايدهم وأنا متأكد بأن الجميع يحاول ويحاول جاهداً في التجفيف علي المواطن ولكن لا يوجد من يساعدهم في الرفع من كفأتهم اكثر واكثر وكذلك تدريب الاجيال الجديدة وبأحسن الطرق. الحلول تكمن في الاتي:

1-      تغير قيادات مجلس التخصصات والبداء في تفعيل التدريب ومراقبة المدربين والمتدربين

2-      عمل دورات للرفع من كفاءة المدربين

3-      عمل دورات للرفع من موظفي مجلس التخصصات

4-      الاسراع بفصل التدريب علي الامتحانات وتحت هيئات مختلفة وتتبع جميعها مجلس اعلي للتدريب الطبي

5-      حث لجنة الاتحاد الاوروبي في الاستعانة بالخبرات الليبية بالخارج والداخل في مجال التدريب الطبي  وتحديث مناهج كليات الطب وطرق الامتحانات

6-      حث لجنة الاتحاد الاوروبي بأن تقوم بتحديث ووضع خطة لتغير النظام الصحي بليبيا وبأسرع وقت واعتماد الخصخصة كشرط أساسي لتحسين هذا القطاع

7-      حث لجنة الاتحاد الاوروبي بأن تبحث عن شخصية ليبية أو اجنبية لقيادة الرعاية الصحية الاولية وتنظيمها لأنها احد اساسات تحسين الخدمات بهذا القطاع

8-      يجب تطعيم هذه اللجنة بكفاءات اخري والبداء في برنامج وطني شامل والابتعاد عن فكرة الاقصاء والفتن لأن الجميع مهنيون ويشتغلون من اجل المريض والمتدرب والمدرب

9-      يجب تخصيص ميزانية لا تقل عن 50 مليون دينار سنوياً لصرف على تطوير التدريب الطبي بليبيا وتحسينه

10-  يجب خلق بيئة جيدة وتكافؤ الفرص للجميع وفتح باب اختيار القيادات أمام الجميع والابتعاد عن التعين المباشر ويجب خلق روح التنافس لصالح هذا القطاع

“وزير الصحة يتحمل المسؤولية التامة في فشل التدريب الطبي واهماله واي مريض يموت نتيجة خطاء طبي هو مسؤول عليه ويجب مقاضاته في اهماله والبداء في تطوير التدريب الطبي”

 لقد كتبت هذه الكلمات لما شاهدته من تسيب في التدريب الطبي وكذلك معناة الاطباء الجدد في ايجاد من يأخذ بأيديهم ويدربهم التدريب الجيد والحديث والنهوض بهم. كذلك معناة المواطن وتشرده في تركيا والاردن وتونس ودول اوروبا. اهدار المال العام علي العلاج في الخارج رغم اننا اكثر دول شمال افريقيا في انتاج الاطباء ولدينا اكثر من 50الف ممرضة واكثر عدد من كليات الطب والتقنية الطبية والتمريض ولكن المنتوج قليل الكفاءة والخبرة ولا نقوم بتدريبهم التدريب الجيد بعد تخرجهم من هذه الكليات. أنها فعلا مأساة يعاني منها الطالب والمتدرب والمدرب واكثر واحد يعاني هو المريض والذي وجدت من اجله كل هذه الاشياء. وزير الصحة ليس مهتم والدولة الليبية مشلولة ولجنة الصحة بالمؤتمر الوطني العام بعيدة كل البعد عن هذا القطاع وما يهمها الا عرقلة المشاريع بتهمة السرقة . كل ما نقوله هنا هو الغاية منه تحسين التدريب والتنويه بأن التدريب الطبي قد اهمل كثيراَ و لا احد يعرفه الا من عاشره واشتغل به وتخرج علي يده مئات الاطباء بدول اوروبية ودول اخري وأنا وكثير من الزملاء مازلنا نقوم بهذا الي هذا اليوم. اتمني من المسؤولين عن التدريب الطبي في ليبيا أن يلتفتوا له ولو بالقليل وأن يستفيدوا من خبرة زملائهم وأن نبتعد عن سياسة التخوين والاقصاء والجميع يريد ان يساعد . لا نريد مناصب ولا نريد شكراً ولكن نريد أن تتحسن  الخدمات الصحية بليبيا ويتحسين التدريب الطبي في ليبيا حتي نخفف من معناة المريض الليبي.

ليبي حرة وستبقي حرة بعون الله

د ناجي جمعه بركات

وزير الصحة سابقاَ

المكتب التنفيذي

ليبيا

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً