ما هكذا يكون الحجاب

ما هكذا يكون الحجاب

الذي دعاني للكتابة عن موضوع الحجاب هو تعرض الحجاب للتشويه من قبل رجال الموضات ومصممي الأزياء والتُجار متخذين كثير من نساء المسلمين الضعفاء وسيلة حيث أصبح كثير من اللباس الذي يفترض أن يكون بعيدا عن الزينة أصبح هو نفسه زينة تتزين به النساء وصار موضة وميدانا تتنافس فيه نساءنا، بل أصبح مظهرا للوجاهة والتفاخر والغنى!!! لا أعتقد أن الغني وهو الله جل جلاله يرضى عن نساءٍ يؤمن به ويتبعن دينه أن يصبحن سلعة يسوّقن أنفسهن ويستعملن ما فرض الله عليهن (الحجاب) وسيلة لعرض زينتهن في الشوارع والمناسبات!!! يا سيدتي أنت أكرم من كل ذلك.

الحجاب فرض على كل مسلمة بالغة وليس رمزا تضعه المرأة المسلمة على رأسها كيفما تشاء فالحجاب دين والدين لا ينفع معه التقنين، يقول الله تعالى: “وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” النور:31، أمر الله في الآية السالفة المسلمة أن تحفظ بصرها وتغضه عن الرجال وألّا تتزين وتبدي هذه الزينة في الشارع لعامة الناس وأمرها سبحانه أن تستر جسدها بلباسها لا أن تتزين به وتتبرج وتجوب الأسواق الليل والنهار.

وينهى الله أن تبدي المرأة زينتها حتى وإن كانت عجوزا فقال سبحانه: “وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” النور:60، فالزينة لها أثر على نفوس الرجال فمن باب أولى ألا تُبدي صغار النساء زينتهن في الشوارع فالعفاف لنسائنا أولى، فيجب أن يكون ثوب المرأة فضفاضا أي ليس ضيقا وأن يكون الثوب أو القماش ثخينا ليس شفافا يظهر ما دونه.

وفي أمر صريح للنبي صلى الله عليه وسلم يأمره ربنا جل جلاله بأن يأمر آل بيته ونساء المسلمين بستر وتغطية أجسادهن برداء غير ملفت للأنظار لا بالرسوم ولا بالألوان الجذابة وما شابهها فتتخذ مثلا عباية ذات لون واحد هاد لا شيء عليه أو فيه غير ملفت للنظر أو ملحفة “فراشية” أو ما في حكمها قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً” الأحزاب:59.

يا سيدتي الحجاب الشرعي دلالة على احترام صاحبته وحسن خلقها وثقتها بنفسها وبدينها وهي بالتالي في الغالب ستنال الإحترام التي تريده من قبل الناس إذا خرجت في الشارع لحاجة تقضيها. أما إذا ارتدت المرأة لباس ضيق كلبس البنطلون موضحا جسدها مع تغطية رأسها أو بعضه كما تفعل كثير من النساء فهذا ليس بحجاب، أو كالتي تلبس لباس قصير ولاصق على جسدها يبين مفاتنها فهل هذا يقبله ربنا؟ كما نلاحظ انتشار الجلابيب ذات الأكمام الواسعة التي تكشف ساعد المرأة كاملا فما هذا؟ أو التي ترتدي العبايات أو الجلابيات المزركشة والملونة والغريبة في طريقة تفصيلها وشكلها حتى أصبح الحجاب موضة تتبعها نساؤنا كما يحلو للمصمم رسمه يكشف من جسدها جزءا ويخفي آخر أو يضع عليه زركشات لمّاعة لتجذب الناس وكأنها في حفلة راقصة وليست حجابا مفروض من رب العالمين ستحاسب عليه وعلى كل صغيرة وكبيرة!.

إنه لمن المؤسف أن تصبح المسلمة أضحوكة يتلاعب بها أصحاب الأزياء والمتاجر فتجد عباية أو جلابية مفتوحة من الأمام أو من الخلف أو من الجانب أو الجانبين شفافة مطرّزة بأشكال فضية أو ذهبية حتى أن العباية تحتاج لعباية أخرى لتسترها وعبثا تقنع إحداهن، بل تجدها تدافع عن مثل هذه الأشكال الغريبة فواحدة لليل وعباية للنهار وأخرى للسهرة ورابعة للزيارة وهي لا تدري أنها مضحوك عليها مسلوب عقلها وإرادتها فصارت تابعة لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا، عجيبٌ هذا الأمر!.

يا أيتها المسلمة يجب أن تعرفي أن الجهل بالحجاب هو جهل بالدين وهو مصيبة فهل تريدين اللباس عادة وموضة تُجارين وتحاكين فيها من حولك أصابوا أو أخطأوا وتكونين إمّعةً رهينة عابدة لنفسك وهواك ورغباتك؟ أم تريدين اللباس عبادة ونُسكا تتقربين به لله جل جلاله وتحفظين به نفسك في هذا العالم المادي وتتفردين فيه بالاستقلال التام عن عبادة الشهوات والرغبات والموضة فتَسلمين بعقلك وجسدك وحينها فقط ستذوقين بقلبك حقا حلاوة عبادة الله وحده لا شريك له، فالإيمان ذوق راق في كل شيء وأخلاق عالية وحلاوة تشعرين بها في القلب.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً