محمود جبريل يعلن “اسلامه” وبراءته من العلمانية!

محمود جبريل يعلن “اسلامه” وبراءته من العلمانية!

يبدو أن “الدكتور محمود جبريل” لم يجد مهرباً من أن يحشر جتتثه بين القطيع، وأن يتعلم ذات الصياح وذات قواعد النطاح الانتخابي الإلزامي في الربيع العربي. فلا مفر ..! فشروط اللعبة اما أن تكون اسلامياً أو علمانياً “ملحداً”..!

انه بالفعل منحدر هزلي لما يسمى بـ “الربيع العربي”. فهل يعقل بأن أقصى ما أفرزته هذه “الثورات” هو أن يتحول التنافس السياسي الى صراع “ديني” ما بين اسلامي ولا اسلامي؟ حتى في ليبيا ذات الـ 100% اسلام ولا دين آخر فيها غير الاسلام..؟؟!! وهذا بدل أن يكون التنافس بين المترشحين والأحزاب حول برامجهم التنموية والنهضوية التي أعدوها لهذه البلدان المتخلفة وما ينوون تقديمه لهذه الشعوب المنكوبة، وسبل الرقي بمجتمعاتها بعد عقود عجاف من الدكتاتورية والتخلف.

بقدر ما كان صادما أن يعلن جبريل على الملأ بأن “التحالف الذي يقوده لا علاقة له بالعلمانية” وكذلك حرصه على أن يكون برفقته بعض المشائخ وأن يتلو بعض الأيات من القرآن الكريم، بقدر ما كان محزناً أن ننجر إلى مثل هذا الاسفاف والابتذال وعدم احترام عقلية الناخبين وتسطيح طموحاتهم وأمالهم في حكوماتهم المرتقبة ليصبح كل هم المرشحين أن يثبت للشعب مدى تدينه أو البحث عن صك براءة من تهمة “التكفير” التي تصدح بها المساجد التي تحولت إلى منابر للدعايات الانتخابية، ومنابر لإلقاء تهم التكفير أومنح صكوك التزكية والغفران.

أليس هذا من نكد الدنيا على المرء أن يرى نخبة المجتمع ينزلقون هذا المنزلق وبدل أن يختار المواطن من يقدم البرنامج الإنتخابي الأفضل والأكثر ملائمة لضرورات المرحلة الحرجة لهذا الوطن وتحري السيرة العلمية للمرشح ومدى أهليته وخبرته، أصبح المواطن يبحث أن كان المرشح يستخدم شفرة حلاقة أم لا أو كم يرتفع ثوبه عن سطح الأرض…!

ويفترض أنه سواء ارتدى “المرشح” العمامة وعفى عن لحيته أو ولم يعفو عن لحيته أوتسامح بإرتداء “قبعة الراب” أو ظهر بلحية خجولة ليعلن “وسطيته” بين هذا وذاك .. وسواء إلتحق بركب “الشنَّه” أو قضى الساعات الطوال أمام المرآة يلوي قبعته حتى يقارب الشبه ما بين سحنته وسحنة “تشي جيفار” …! كل ذلك لا يهم الوطن في شيء..!

وكل أولئك يصطفون في طابور واحد لاهث نحو “العرش” مصدر “الأرق العظيم”. انهم أبدا لا يختلفون في الغاية وان اختلفت الوسيلة التي يمتطون للوصول الى السلطة. فلا تغريك العمامة ولا الشنة ولا قبعة الراب أو هيئة تشي جيفارا. وكل ما يعنينا حقيقة هو (برنامجهم) وماذا يريد أن يفعل وما لديهم من حلول لما تراكم منذ عقود .. هذا “إن” كان بينهم من تكرّم واقتطع بعضا من وقته ليفكر ماذا سيفعل من أجل ليبيا وأهلها. فكيف توقف مصير الأوطان عند سحنة المرشح أو طول شعر لحيته وقصرها..!

ثم إنه لا أحد منا يملك مقياساً يقيس به صدق هذا وإيمان ذاك ومدى تقوى فلان وورعه وقربه من الله، أو ان كان سيقيم دولة العدل أم دولة البغي والعدوان والانتقام “كما هو حاصل اليوم”… كما أنه لا أحد يستطيع أن يدعي بأنه أقرب وأكرم عند الله من أي مسلم آخر.

وإن كانت الشعارات الاسلامية تغير من الأمر شيئاً فإن القذافي لم يسبقه أحد على رفع شعار (القرآن شر يعة المجتمع) وخُذ ما شئت من شعاراته الأخرى من “حرية” و”عدالة اجتماعية” و”ديمقراطية” و”الشعب السعيد” صاحب السلطة والثروة والسلاح …! ولو أنه فعل الأخيرة وفتح مخازن “السلاح” منذ أول أيام الانتفاضة ليحرقها من بعده الى الأبد!

لا ندري في الحقيقة فهل بعد أربعة عقود من الشعارات لازال هناك امكانية لخداع الليبيين بمثل تلك الشعارات؟

لا ندري .. ربما…! رغم أن القاعدة تقول “بأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين” ..!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً