مدينة مزدة وجدار برلين الوهمي!

مدينة مزدة وجدار برلين الوهمي!

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لقد سجل التاريخ إن يفصل جدار خرساني مدينة برلين الألمانية إلى قسمين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, فأصبحت بذلك برلين مدينتين مختلفتين سياسيا واقتصاديا لكن القاسم الاجتماعي المشترك للشعب الألماني انتصر بعد ذلك فتم هدم ذلك الجدار وتوحدت الأمة الألمانية عام 1989

مدينة مزده الصغيرة التي تستلقي على إطراف جبل نفوسة الجنوبية, في نقطة التقاء مع الصحراء هاهي الآن يفصلها جدار وهمي إلى جزأين شمالي وجنوبي يذكرنا بجدار برلين!  لقد فعلت الفتنة ما فعلته في مزدة حينما تقاتل الإخوة والجيران بفعل الأشرار الذين سعوا في مزدة تخريبا ودمارا لا حدود له. مدينة مزدة التي كانت حاضنة وملتقى لقبائل مختلفة في منطقة القبلة بل هي حاضرة القبلة ومركزها, هاهي اليوم تعاني وتئن تحت واقع التخريب والدمار الذي ألحقه بها شلة من أبنائها العاقون حينما أشعلوا فيها نارا خلال شهر يونيو الماضي حيث قتل وجرح فيها الكثير  وتشردت بسبب ذلك الكثير من العائلات في موجة نزوح جماعي لا سابق له.

الوضع الحالي في مزده

وبرغم تدخل لجان الصلح وتهدئة الأوضاع وقدوم قوات لذات الغرض, إلا أن ذلك لم يدم طويلا,  فانسحبت القوات واللجان وتركت مزدة لمصيرها المحتوم!  أدى ذلك بالطبع إلى وقوع أحداث جديدة فتحكمت شلة مارقة عن القانون والشرع في مصير المدينة! وأجبرت السكان على العيش في رعب وخوف متلازمين, وفرضت تلك الشلة وبالقوة على السكان حالة من التقوقع حيث رسمت خطا وهميا فصل المدينة الى جزأين! ومنع التواصل بينهما او التعامل بحجة التقسيم القبلي. لقد تمادى الأشرار من أبناء المنطقة على فعل التخريب والتدمير فاستهدفوا تخريب وتدمير كل المباني العامة في محاولة منهم لتعطيل الحياة والخدمات في المدينة. كل المرافق العامة متوقفة الآن عن الخدمة بما فيها المصرف الوحيد وما يعانيه الأهالي في هذا الشأن بالخصوص, الدراسة الجامعية متوقفة في المعهد العالي أما الكلية فقد تم تشتيتها وتوزيعها على مناطق متباعدة خارج المدينة, الدراسة في التعليم الأساسي والمتوسط منقسمة الى جزئين وفق التركيبة القبلية!

الحلول المقترحة

إن الوضع الأمني المتدهور وحالة الاحتقان السائدة في المدينة الآن تستوجب مناشدة الحكومة بالتدخل العاجل لمعالجة الأمور وبأسرع وقت وذلك حتى لا ينفجر الوضع ونقترح لذلك ما يلي:

إرسال قوة أمنية للمدينة تحكم السيطرة على المدينة وعلى كل مداخلها وبواباتها

إنهاء كل مظاهر السلاح بالمدينة عن طريق القيام بحملة تفتيش وضبط المخالفين

تفعيل مركز الشرطة والمحاكم والنيابات والشروع في تقديم المتهمين والمتورطين في الأحداث للعدالة

توفير الحماية للمرافق الخدمية العامة وتفعيل الخدمات الأساسية بها

إعادة المدارس لطبيعتها السابقة واستئناف الدراسة في الكليات والمعاهد وتوفير الحماية الأمنية

الشروع في عملية المصالحة بين القبائل وإرساء مبدأ التوافق الاجتماعي

نأمل أن يلتفت المسئولين إلى الوضع الراهن في مزده ويقومون بالواجب وأنني على ثقة بان المخلصين من أبناء مزده سيؤازرونهم ويقفون معهم بكل قوة

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

  • فتحى

    السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة شكر يادكتور عبيد كلامك صحيح 100/% نبو الدولة تتحرك قبل مايقع الفاس فى الراس المشكلة كلها فى المطلوبين من القبائل ولو تم السيطرة عليهم انحلت مشكلة مزدة لان الناس فيه سوا من المشاشية او القنطرار تبى تعيش فى امان والمشكلة التانية السلاح الموجود فى مزدة يحرر فلسطين ضرورى من العيش فى سلام متل جميع المدن وشكرا

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً