موند أفريك: الجزائر ترفض عرضاً فرنسياً للإصطفاف في ليبيا والسيسي تائه بين واشنطن وباريس

موند أفريك: الجزائر ترفض عرضاً فرنسياً للإصطفاف في ليبيا والسيسي تائه بين واشنطن وباريس

نشر موقع موندافريك الفرنسي الأربعاء 27 مايو مقالا لرئيس تحريره نيكولا بو تحدّث فيه عن الحرب الدائرة في ليبيا و تطوّراتها الجديدة بعد سقوط قاعدة الوطية الإستراتيجية في يد قوات الوفاق.

وأعتبر نيكولا بو أن الإمارات وفرنسا يشجّعان مصر على النزول بثقلها العسكري في ليبيا لترجيح الكفّة لصالح المشير المتقاعد خليفة حفتر وميليشياته تحت مسمّى “الحرب على الإرهاب” على حساب حكومة الوفاق في طرابلس.

وأضاف المقال بأن “الريح تعكس إتّجاهها” في ليبيا حيث تمكّنت الطائرات التركية المسيّرة من حسم معركة تحرير قاعدة الوطية الإستراتيجية على تخوم طرابلس والتي لا تبعد سوى بعض عشرات الكيلومترات عن الحدود التونسية بعد سنوات من سيطرة ميليشيات حفتر عليها.

وأعتبر نيكولا بو بأن هذه الهزيمة التي أوقفت تقدّم قوّات حفتر نحو طرابلس مثّلت خيبة أمل حلفائه الدوليين في أبوظبي، باريس وموسكو لأنها أطاحت بكل الإستراتيجية التي رسمها وزير الخارجية الفرنسي إيف لودريان وصديقه محمد بن زايد وليّ عهد أبوظبي المستاء جدا من الكفاءة العسكرية للجيش التركي والتي قلبت المشهد رأسا على عقب لصالح حكومة السرّاج، بعد أن أوشكت ميليشيات حفتر على الحسم العسكري، فلا مرتزقة فاغنر الروس الذين استأجرتهم أبوظبي، ولا الأسلحة الإماراتية المتدفّقة عبر الحدود المصرية نحو الشرق الليبي ولا حتّى الضربات الجوّية الخاطفة وغير الدقيقة التي نفّذها سلاح الجوّ المصري تمكّنت من منافسة الكفاءة العسكرية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تغيّر الموقف الأمريكي

وأعتبر الموقع الفرنسي المختصّ في الشأن الإفريقي والمغاربي و منطقة الساحل بأن الإنتكاسة العسكرية لميليشيات حفتر دفعت واشنطن إلى التموقع بشكل شاقولي إلى جانب حكومة الوفاق حيث نشر البنتاغون في رسالة تحذيرية لموسكو، صورا للطائرات الروسية المقاتلة ميغ-29 وسو-24 والتي كانت متّجهة من روسيا إلى الشرق الليبي عبر إيران وسوريا.

وأردف رئيس تحرير الموقع الفرنسي بالإشارة إلى أنّه و بحسب مصادر عليمة في الجزائر فإن معسكر فرنسا،الإمارات و مصر يخشى تقدّم قوّات الوفاق في جنوب شرقي ليبيا و لا سيما في ترهونة والجفرة و هو ما يعني بشكل مؤكّد نهاية طموح هذه الدول في عسكرة ليبيا ووضعها تحت حكم الرجل القوي حفتر ، و ترى فرنسا أن الجنوب الليبي هو مفتاح إفريقيا و منطقة الساحل.

وأعتبر “بو ” أن الديبلوماسية الفرنسية تنوي لعب دور مركزي في المنطقة إذ حاول جان ايف لودريان (وزير الخارجية الفرنسي) الإقتراب من النظام الجزائري و إقناعه بضرورة تهدئة النزعة الإمبريالية العسكرية التركية في ليبيا و كبح جماحها لكن دون جدوى.

مصر تائهة…

وحول الموقف المصري إعتبر المقال بأن فرنسا تحاول دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو النزول بثقل بلاده العسكري في النزاع الليبي، فباريس متأكّدة بأنّ الماريشال الليبي أصبح عاجزا عسكريا، و يحتاج لإسناد إقليمي قويّ، غير أن مصر تائهة بين حلفائها الغربيين ،فالسيسي يحافظ على علاقاته جيّدة مع صديقه لودريان الذي يزوّد النظام القمعي المصري بأسلحة مكافحة الشغب ويغضّ الطرف عن الإنتهاكات الخطيرة لنظام السيسي ضدّ حقوق الإنسان، لكن في ذات الوقت لا يمكن للديكتاتور المصري أن يغضب حليفه التاريخي الولايات المتّحدة الأمريكية مع تغيّر موقف واشنطن من الحرب الليبية لصالح حكومة الوفاق مع إنتصاراتها الاخيرة ميدانيا.
وأضاف نيكولا بو أن وزير الخارجية الفرنسي صاحب النظرة الإستراتيجية الثاقبة يقرأ ألف حساب لأيّ مواجهة عسكرية مباشرة مع تركيا في ليبيا ،و هو أمر لا يروق أيضا لجنرالات العسكر في مصر و إن كان ذلك مرغوبا بشدّة لدى الإماراتيين.

واختتم الصحفي الفرنسي مقاله بالإشارة إلى ان الرئيس المصري قد تورّط في مستنقع سيناء وهو متردّد جدا في فتح أيّ جبهة قتال أخرى، و بحسب بعض المعلومات الإستخباراتية المنشورة في موقع maghreb confidentiel فإنّ تطوّرات الحرب في الجنوب الليبي في ترهونة والجفرة ستكون محدّدة للموقف المصري.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

طارق عمراني

كاتب تونسي

اترك تعليقاً