هل تحكم ليبيا بجبهة تحرير……ليس بعيد!!!

هل تحكم ليبيا بجبهة تحرير……ليس بعيد!!!

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كتبت هذه الكلمات اثناء رحلت العودة وعلي متن الخطوط الافريقية وبعد ان قضيت عشرة ايام بليبيا وبعد 6 اسابيع فقط عن اخر رحلة لي لليبيا. لقد كان هذا بعد عيد الأضحى ولحظة تدهور الحالة الامنية ووقوع عدة مأسي وزادت يوم بعد يوم واصبح الخوف علي مستقبل ليبيا هاجس كل وطني يحب هذا الوطني. . لقد تحولت حياة الناس من حب لهذه الثورة الي خيبت امل كبيرة واحتقان وقلق علي مستقبل ليبيا. الكثيرون مازالوا يحبون الثوار الحقيقيون وكثيرون يحبون هذه الثورة لأنهم شعروا بأن كرامتهم ردت اليهم وكثيرون شعروا براحة نفسية يصعب وصفها عندما شاهدوا القذافي يقبض عليه ويتم اخراجه من فوهة ماسورة (طوبوا بالليبي). من شدة هذا الفرح ، وصف لي احد الاصدقاء انه يشاهد فيلم القبض علي القذافي كل يوم لكي يرتاح ويقول ان لديه كرامة الان. لقد فرحت الناس بالثوار ووقفوا معهم وكان تأييد الشارع الليبي لهم وكل اب وام واخ واخت و وقبيلة ومدينة وقرية فرحت بثوارها الحقيقيون والذين جلبوا الفخر لهم. لقد تعلقت قلوب كل الليبيين والليبيات بالجرحى واصبح هم الليبيين والليبيات في شهر 9 و10 سنة 2011 هو تخفيف معناة الجرحى والوقوف معهم وكم استوقفني من الناس وقال لي الجرحى امانة في رقبتكم يا حكومة. الكل يريد مساعدتهم والكل يكن لهم الاحترام وانا كنت احد هؤلاء ولا احد يقول في حقهم كلمة شر والي هذا اليوم. هم من ضحي وهم من دحر قوات الطاغية وهم من ضحوا بأطرافهم واجسامهم من اجل جعل الليبيين والليبيات ينعمون بالحرية والكرامة والفرح. هذا جاء من الثوار الحقيقيون وبقيادتهم ولكن نريدهم ان لا يأخذوا ليبيا الي طريق جبهة التحرير الجزائرية ونريدهم ان يكونوا نواة جيش وشرطة ليبيا وبعون الله.

الايام العشرة الماضية صارت بها احداث غريبة حيث النهب والاعتداء علي بعض ممتلكات الدولة واهلنا ببني وليد بعد تحريرها من ازلام المقبور وهذا خطاء مما جعل المؤتمر الوطني يصدر قرار بتقصي هذه الحقيقة لأنه من اصدر امر باجتياح هذه المدينة والتي لم يستطيع حمايتها بعد تحريرها. كذلك قتل عضو المجلس الوطني الانتقالي من الجماعات السلفية المتشددة بترهونة وتلاها اختطاف اربعة اخرين وقتل بعضهم. كذلك اقتحام المؤتمر الوطني وبإيعاز من عضو من المؤتمر الوطني والي اليوم المؤتمر الوطني لم يأخذ اجرء في هذا العضو. لقد حدث انقلاب ليلة 31/10/2012 واحتلال المؤتمر الوطني وطرد اعضاء وموظفي المؤتمر الوطني من فندق الريكسوس صبيحة 1/11/2012. هذا بحجة ان وزراء حكومة د على زيدان بهم ازلام النظام ومطالبة زيدان باستبعاد مجموعة منهم. حاولوا ان يرغموا رئيس الحكومة بالقبول بمطالبهم وهم يدعون انهم قادة الثوار. استجاب لبعض مطالبهم وحول خمس وزراء الي لجنة النزاهة والوطنية وتبعه بتحويل 19 وزير الى لجنة النزاهة والوطنية وطمأنة هؤلاء من يدعون انهم وصاة علي حقوق الثوار، بأن سيكون لهم حصة في هذه الحكومة بإعطائهم بعض الوكلاء. لقد رضخ رئيس الحكومة لهم ربما حفاظا علي ليبيا وهذا هو بداية الخطاء ولكن حفاظا علي نجاح هذه الحكومة وان لا تتكرر هذه الاخطاء ربما نقول له لا ترضخ اكثر. هذا هو ما جعل حكومة الكيب فاشلة حيث رضخ لثوار بنغازي بإرغامه علي التوقيع علي 60 مليون دينار بعد عدة اسابيع من توليه رئاسة الحكومة وعندما سائلوه بأن هذا غير صحيح” رد الكيب بأنه حل المشكلة” ثم توالت عليه التهديدات وصار يرضخ ويرضخ الي ان انهارت شخصيته واضاع سنة علي ليبيا وفرصة ثمينة له والي حكومته.

كذلك رضوخ المؤتمر الوطني والموافقة بنقل جلساته الي البيضاء او حتي مناقشة هذا الموضوع. عندما رشحوا اعضاء المؤتمر انفسهم لعضوية المؤتمر الوطني العام، الم يكن في حسبانهم بأنهم سيوجهون الشعب والثوار. اذا فعلا رضخوا للثوار او اشباه الثوار وذهبوا الي البيضاء، فهذا جبن ما بعده جبن. يجب ان يكونوا يد واحدة ويبقوا في طرابلس ويوجهوا هؤلاء بردعهم وحتي وان قتلوا 200 عضو فهذا يعتبر نصر لهذا الشعب ولهذه الثورة وسوف يقضي الشعب علي هؤلاء من اشباه الثوار. اذا رضخوا اليوم لمطالب هؤلاء ، سيرضخون غداء لمطالب اشباه الثوار بدرنه والبيضاء وبنغازي وممكن يلحقوا بهم مصراته والزنتان وسوق الجمعة وغيرهم احداث اخري من قتل في غريان و درنه وترهونة وطرابلس وسبها وبنغازي واختطافات وانفلات امني ليس له مثيل ويذكرني بالصومال و لبنان.

ستجد كثير من سيارات الشرطة الحمراء واللجنة الامنية العليا في كل مكان ولكن ليس لديهم لاحول ولا قوة. يوم امس كنت اعبر احد الشوارع بطرابلس واذا بسيارة تاكسي يطلق في مزمار سيارته وانا اهم بقطع الشارع. فقلت له” لماذا تفعل هذا وانا اقطع الطريق” قال لأنك تقف امامي واذا لم تبتعد سأدهسك، الشرطي لا يبتعد عنا اكثر من 2 متر. قلت للشرطي هذا ما قاله هذا التاكسي وانه لا يحترم المشاة، قال هؤلاء…… والتاكسي ذهب في حاله وذهبت في حالي وبعدها قلت في نفسي، انا غبي جدا واذا دهسني فأن احد لن يهتم . هذا حال من يقتل او يسرق بيته او يهان، لا وجود للقانون ولا وجود للأمن وهذا ما جعل حالات القتل كثيرة وحالات السرقات كثيرة وحالات المعاكسات كثيره وانتهاكات كثيرة واصبح كل شيء مباح واصبحنا نعيش في فوضي.

لقد تذكرت جبهة التحرير الجزائرية وكيف ساهمت في تحرير الجزائر وكيف تصارعت مع من يصنعون السياسات حتي تتمكن من حكم الجزائر والي هذا اليوم. هل ليبيا ستكون مثل هؤلاء ونعود لحكم الجنيرالات وحكم الفرد. هذا ما يريده اشباه الثوار وبعض قادة الثوار بليبيا. اذا فعلا يريدون هذا ، وربما هذا ما سيحدث حيث يعارضون تأسيس الجيش او الانخراط تحت مظلة الجيش او تسليم اسلحتهم للدولة. يقولون في الجزائر جبهة التحرير ونقول في ليبيا ثوار ليبيا. من يقرا الاحداث والتاريخ، لا يوجد فرق كبير والاحداث تتسارع والدولة فقدت هيبتها ويوم 31/10/2012 حدث انقلاب ولكن لم يحدث وخروج المتحدث الرسمي للمكتب السياسي لثوار ليبيا الاخ عادل الغرياني والقائه بيان يداع من قبل القناة الحكومية وكأن هنالك انقلاب جعلني اخاف علي ليبيا وتذكرت جبهة التحرير الجزائرية وماذا فعلت بالجزائر الي يومنا هذا ومازال جنرالاتها يتحكمون في الجزائر الي هذا اليوم. كل هذ يرجع الي مما سببته حكومة الكيب من مأسي وضعف في تسير الازمات والرضوخ لمطالب اشباه الثوار وان شاء الله لا يقع المؤتمر الوطني العام وحكومة زيدان في نفس المطب حتي لا تصبح ليبيا تحكم من قبل جنرالات الثوار وعلي غرار جبهة التحرير الجزائرية وبوزراء مدينيين يعينون من قبل هؤلاء اشباه الثوار وقادتهم.

الايام القادمة حاسمة وعصيبة علي المؤتمر الوطني ورئيس الحكومة وعليهم عدم الرضوخ لأي ضغوطات واذا رضخت لهؤلاء اليوم سترضخ للأخرين غدا سوء ليبيين او من دول أجنبية ” الطير الحر ينزل منازل عاليا مش منازل بومة”. كذلك المراهنة علي الشعب الليبي مهمة والخروج للشعب والتحدث وبكل شفافية للشعب والذي هو سيد الشارع للتخلص من هؤلاء. الشعب دائما سيد الجميع ولن يرضي ان تسرق هذه الثورة من قبل هؤلاء للزج بليبيا في طريق ملتوي وصعب ومخاطرات كثيره. لا نريد ان تسلك ليبيا مسلك الجزائر او لبنان او الصومال او العراق. ليبيا ليست بالبعيد عن هذا اذا رضخنا لهؤلاء ونسينا باننا قضينا علي المقبور واذا نسيتم يمكنكم الاستمتاع بفيلم القبض علي المقبور علي الرابط الاتي لعلنا نصحي ونضع ليبيا امام نصب اعيننا.

http://www.youtube.com/watch?v=ya3LHJnVGZc&feature=relate

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 1

  • حسن

    لماذا لا تتكلم عن الانقلاب الحقيقي الذي كان مخططا له و أفشله ثوار ليبيا في بني وليد التي تبكي على ازلامها . لا تدس السم في العسل

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً