هل ستتحول ليبيا الى مسرح جديد للصرعات او تنتصر ارادة الشعب

هل ستتحول ليبيا الى مسرح جديد للصرعات او تنتصر ارادة الشعب

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

كما يعرف البعض بان اليوم يصادف دكري اعلان الدستور الليبي 7 اكتوبر 1951م ودكري عبور الجيش المصري وهزيمة اليهود سنة 1973م. وها نحن نقترب من نهاية العام الثالث علي اندلاع ثورة 17 فبراير وكيف كان كفاح الشرفاء من الثوار والوطنين مند البداية على انجاح هذه الثورة . بفضل الله والثوار وارادة الشعب الليبي والناتو، نجحت هذه الثورة وأوصلها من قادوها الى بر الامان ولكن افشلها من كانوا يتفرجون تم قفزوا الى الامام واستولوا علي الحكومة والمؤتمر الوطني ومفاصل الدولة. هذا لا يشمل الجميع وهنالك شرفاء بالحكومة والمؤتمر وبعض ادارات الدولة يصارعون المتسلقين والافقين والجبناء. لقد قام البعض من هؤلاء بتطبيق ثقافة القذافي وما كان يطمح اليه لمدة 42 سنة من الفوضى والقتل والتعذيب والفساد المالي والاخلاقي. لقد اصبحت المتاجرة بالدين والوطنية هي كل ما تقوم به بعض المجموعات والتي سيطرت على الوضع السياسي بالقوة وفرضت نفسها في صنع القرار وقامت بأقصاء كل الشرفاء من الوطنين ومن ساهموا في انجاح هذه الثورة.

اليوم تباح اراضي ليبيا، ليس من الامريكان فقط ولكن من جماعات اخري غير ليبية وليبية والتي تنتمي الى جماعات متطرفة. هؤلاء هم من يقومون ببعض الاغتيالات وتنفيذ بعض مخططات الجماعات الأخرى. ليبيا اصبحت مستباحة من المليشيات والتي تعتمد على الجهوية والقبلية وكذلك علي توجهات دينية وغير دينية. اختطاف اي مواطن ليبي ومن داخل ليبيا، هو وصمت عار للحكومة والمؤتمر الهزيل. اذا فعلا كان هنالك ليبيون شاركوا في هذه العملية، فهؤلاء خونه للوطن والمواطن الليبي. فعلا اذا امريكا تريد القبض علي اي شخص، عليهم احترام سيادة تراب ليبيا ونحن لا يهمنا فكر هؤلاء الاشخاص ولكن هم ليبيون مثلهم مثل اي ليبي اخر. اذا تم الاثبات عليهم بأنهم ارهابيون فيجب محاكمتهم في ليبيا ولكن لا تملي شروطا على الليبيين. لكن من لا حول ولا قوة له، ماذا سيفعل ، سيسكت كما يسكت الضعيف عندما يركله من هو اقوي منه. من يريد ان يكون حر عليه ان ينزل منازل الصقور ومن يريد ان يعيش دليل فعليه ان ينزل منازل البومة.

ما زالنا في اجتياح الوزارات واليوم تم اجتياح ومحاصرة رئاسة الوزراء وهنالك مجموعة تطالب برواتبها. يقولون انهم لهم سنة لم يقبضوا شيء وهذا شيء مضحك وكيف كانوا يعيشون. ومن أسوء الاشياء ان تقوم الحكومة به ، هو الرضوخ لهم واعطائهم اموال نقدا وكل ما يريدون. زيدان يريد المحافظة علي الكرسي ويريد ان يبقي مهما كان ولكن هذا لا يمكن ويجب ان يفهم الجميع بأن الرضوخ مرة سيجعلك ترضخ دائما. انه يعرف بان ادائه صفر ولم يفعل اي شيء ولا يحترمه احد واخر شيء هو تلقيه صفعة على وجهه من الامريكان باختطاف احد المواطنين الليبيين رغم انه قبل اسبوعين كان معهم في امريكا والله يعلم ما الذي دار بينه وبين السي اي أ. نتمنى ان يكون شفافا وصريح ويخبر المؤتمر والشعب الليبي عما دار بينه وبين الحكومة الامريكية من اتفاقيات. نتمنى انها في صالح الشعب الليبي وزيدان لن يفعل شيء سيضر برصيده الوطني ولكن ما فعله الامريكان هو تهجم على الوطن الليبي ويجب ان يخاطبوا بلهجة شديدة وربما طرد سفيرتهم اذا تطلب الامر. نحن ضد الارهاب ويجب على الحكومة ان تعلن رسميا محاربتها للإرهاب والذي تمكن واصبح مركزه في ليبيا الان وتطلب المساعدة من المجتمع الدولي لمساعدتنا للقضاء على الارهابين والذين يروعون ويقومون بأعمال مشينه في ليبيا ويخططون لأعمال اكبر تسيء الى مكانة وشرف كل ليبي وليبيا.

قضية الجضران وناجي مختار وقضية اقفال مواني النفط سابقة خطيرة ويجب ان لا تمر مرور الكرام. المؤتمر جاد في رفع الحصانة عن ناجي مختار ولكنه نسي بأن يصدر قرار بالقبض على جضران والذي يصول ويجول ويقول انه حاكم اقليم برقة. ماذا فعلت الحكومة وماذا سيفعل المؤتمر بخصوص هذه الحادثة والتي سيكون لها خيوط طويلة ومتشعبة ومعقدة وكثيرون سوف ينفضحون. قضايا عدة تحدث وخاصة التهجم علي السفارة الروسية بعد مقتل احد الضباط من قبل فتاة روسية. من قام بهذا ومن هجم علي السفارة ولكن الروس كانوا مستعدين ولولاء استعدادهم لتكررت مسألة قتل السفير الامريكي وحدث نفس الشيء.

لنعرج قليلا على الخدمات الصحية وما الت اليه هذه الخدمات وما انجز خلال العشرة شهور الماضية. ماذا نقول وماذا يقول الشعب الليبي. مازلنا محلك سر ولجنة الصحة بالمؤتمر تعرقل في الوزير وتلومه في تأخر كل شيء. البطانة بجانب الوزير بعضهم جيد ولكن الاغلبية ليس لهم اي دور او خبرة في تسير هذه الوزارة او القطاع. اصبح المواطن والمريض لا يثق في اي شيء والجميع في تونس والاردن وتركيا والاخرون على شبابيك مقرات لجان العلاج بالخارج والتي هي في كل مكان. الأموال والتي رصدت للعلاج بالخارج قليلة والمريض لا يستكمل علاجه وبيداء في عراك مع المكتب الصحي ويهرول بين السفارة والمكتب الصحي لتمديد واستكمال العلاج. انا اؤيده ويجب ان يستكمل كل مريض علاجه قبل رجوعه للوطن واغلبيتهم يحتاجون شهرين الى ثلاثة. لا ننسى الحالة المزرية للمستشفيات بليبيا ولم يعمل شيء وحتي مشروع 12 مستشفى قد اوقف من قبل اللجنة الصحية بالمؤتمر والتي لا تعي ما تفعل ولم يكن اي عضو بها يوم ما من واضعي الخطط والاستراتيجيات لأى قطاع ولا حتي مستشفى. نتمنى منهم ان يراجعوا انفسهم ويسمحوا للوزير بالبداء في عدة مشاريع للرفع من معناة المواطن. كما لا يفتوني ان انوه لهذه اللجنة بأن لا تسمح لمنظمة الصحة العالمية بأبرام اي عقد او اتفاقية مع وزارة الصحة الليبية الا بعد التحقق من ان المبلغ والذي استلمته منظمة الصحة العالمية من المكتب التنفيذي ايامات الثورة وهو 100مليون يورو قد صرف على ما اتفق عليه وهو شراء ادوية ومعدات طبية فقط وارجاع ما تبقي لوزارة الصحة. سأسرد وقائع هذا المبلغ ودور منظمة الصحة العالمية في الموضوع ولكم الحكم.

مند اندلاع ثورة 17 فبراير ومنظمة الصحة العالمية تقف معنا وتحاول المساعدة في كل شيء. لقد جلبت بعض الموظفين اثناء الثورة وحاولوا عمل شىء ما ولكن للأسف لم نري اي شيء مثمر ولقد سببوا لنا بعض الارباك مما اضطرني لطرد اثنين منهم واستبدالهم بعدد اخر وكان هذا في شهر يوليو 2011. بعدها جاء موظف جديد واذكر انه من فلسطين وتحسنت العلاقات بيننا وقام بعدة اعمال ونشكره على هذا. لقد كان المدير الاقليمي الاخ سمير بن يحمد وهو من تونس الشقيقة وقام بعدة اتصالات بيننا وبين وزير الصحة السابق في عهد القذافي. حيث كانت هنالك قيمة مالية قد قام هذا الوزير بتحويلها الى هولندا لغرض شراء ادوية للمنطقة الغربية وجرحي كتائب القذافي. لقد تم الحجز علي هذا المبلغ من قبل الامم المتحدة ومجلس الامن، لأنها محولة من مصرف ليبيا المركزي وهذا المصرف تم تجميد معاملته حسب قانون 1973 الصادر عن الامم المتحدة بشأن مساعدة الشعب الليبي والحد من قتل الأبرياء. لقد كانت قيمة المبلغ 100مليون يورو. لقد زارني السيد سمير بن يحمد في يوليو 2011 وعرض علي بأن نوافق باستعمال هذا المبلغ ويمكن ان يفرج عليه واستعماله لشراء ادوية ومستلزمات بشرط تكون 50% للمنطقة الشرقية 50% للمنطقة الغربية. وافقت على الفور وقمت بإعطائه الادن ومكتوب بأن تستلم منظمة الصحة العالمية هذا المبلغ ويكون فقط لشراء الادوية والمعدات لليبيا فقط. بعد 3 اسابيع جاءني مرة اخري وقال بأن الامم المتحدة قد وافقت على الافراج لهذا المبلغ واستعماله في شراء ادوية ومعدات طبية وتطعيمات بعد ما قمت شخصيا بنداء أغاثه لمساعدتنا في شراء الادوية. بعدها مباشرة اعلنت هولندا انها افرجت على 100 مليون يورو من الاموال المجمدة بها لصالح الثورة الليبية. اخطرت رئيس المكتب التنفيذي وكذلك المجلس الوطني الانتقالي. قمنا بتكوين لجنة وبرئاسة السيد مختار ابورويص ومعه شخصان اخران وكلفناهم بالذهاب الى جمهورية مصر وكان هذا في منتصف شهر اغسطس 2011. لقد قامت هذه اللجنة بصرف مبلغ 27 مليون جنيه ليبي من هذا المبلغ حتي 30.11.2011. بعدها سلمت للدكتور فاطمة الحمروش وابلغتها بأننا اشترينا ما يكفي سنة كاملة من محاليل غسيل الكلي و6 اشهر تطعيمات وادوية تخدير ومسكنات وادوية سرطان و6 اشهر محاليل لعدد من اجهزة التحاليل بالمعامل وقمنا بحل عدة اختناقات. كل هذا بمساعدة منظمة الصحة العالمي وعن طريقها لأنها تشتري بسعر التصنيع واقل ب 30% من سعر السوق.

لقد قدمت تقرير الى حكومة الكيب واخطرتهم بهذا وطلبت منهم سحب باقي المبلغ من منظمة الصحة العالمية ولكن لم يحدث. قامت د فاطمة بأبعاد اللجنة واعتمدت شخص اخر بتولي العمل مع منظمة الصحة العالمية لأنهم رفضوا ارجاع المبلغ المتبقي وانهم سيتعاونون مع الوزيرة لشراء ادوية.

قبل 10 اشهر اتصلت بالأخلاء سمير بن يحمد والذي لم يكن متعاون وقال بأني لست مسؤول في الدولة ولا يحق لي سؤالهم. لقد ازعجني هذا واصررت عليه بأن يعلمني بما حصل والا سأخرج للأعلام. لقد اخبرني بأن د الحمروش صرفت مبلغ 60مليون دينار وان المبالغ المتبقية هي 40مليون دينار ويرفضون ارجاعها لوزارة الصحة رغم ان الوزارة لم تقم بشراء اي شيء ولمدة 6 اشهر عن طريق منظمة الصحة العالمية.

في شهر يناير 2013 قمت بأخطار وزير الصحة د نورالدين دوغمان ومدير ادارة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي بالوزارة وطلبت منهم التحقق من هذا. لقد اخبرني د عادل الطالب بأن كل شيء تحت التحكم وهو سيتابع الموضوع بنفسه وعلي ان لا اتدخل. الجميع لا يريد التعاون وتحدث مرة اخري مع الوزير ولكن للأسف لم يعير احد اهتمام. اتصلت بالأخ سمير مرة اخري ولم يعير اهتمام. اخبرت ديوان المحاسبة ولكن لا يعرفون شيء عن هذا المبلغ وليس في كراساتهم ولم يخبرهم احد حتي حكومة الكيب.

ارجو ان لا يتم عقد اي شيء مع منظمة الصحة العالمية الا بعد ما يتم ترجيع باقي المبلغ وتقوم لجنة من ديوان لمحاسبة بمراجعة كل المصروفات والتي تمت ايامات المكتب التنفيذي وكذلك ايامات الحكومة الانتقالية. هذا المبلغ ليس بسيط وهذه المنظمة ربما تكون نوياها حسنة ولكن تشبتها بعدم ارجاع المبلغ يدل على انها تريد الاحتفاظ به وصرفه في اشياء ربما لن ترجع بالخير علي ليبيا. كذلك المنظمة ومن خلال عملي معها خلال الثورة لم تقدم اي شيء لنا وحتي اننا رصدنا مبلغ 10مليون دولارا لشراء الادوية وبقت 3 اشهر ولم تقدم ولا حبة اسبرين لنا مما اضطرني الى الغاء العقد واعطاء المبلغ للحكومة التركية لمساعدتنا. المبلغ كان مخصص من الالية المالية المؤقتة ولم يكن بحساب وزارة الصحة .ارجو ايقاف التعاون مع هذه المنظمة الى حين التحقق في كيفية صرف هذا المبلغ وارجاع ما تبقي منه وبأسرع وقت.

ارجو من لجنة الصحة بالمؤتمر ان تهتم بهذا وانا علي استعداد للتعاون معهم حتي يرجع باقي المبلغ وانها اموال ليبية ويجب ان ترجع الي خزينة الشعب.

ليبيا ستبقي حرة بعون الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 1

  • محتار

    مش المؤتمر هو اللى فى يده الحل؟الحل عندنا نحن الليبيين مانخلوش لا مختار ولا جضران ولا اى واحد يخطر فى باله ان يرفع صبعه ويهددنا بيه..والا يقطع رزقنا ياويله اللى يفكر يذلنا زمن الخوف ولاء

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً