ما الواحات يا عزيزتي!!

ما الواحات يا عزيزتي!!

حين سألتها عن “فتحي المجبري” (عضو المجلس الرئاسي) كنتُ أظنه من بنغازي . فرجل بهذه الخصوبة وفي هذا التوقيت الضحل لا يأتي إلا من بنغازي – أو على الأقل هذا كان تصوري ، لكنها نقلتني إلى مكان آخر حين قالت لي إنه من الواحات ، ولم أُفاجأ ، لالا لم أفاجأ . فالواحات هي الأخرى مساحة خصبة في التواريخ الضحلة ، وإذا كان فتحي ينحدر من الواحات التي أنجبت “الفضيل بو عمر” فأنا قبله من الواحات التي أنجبت “سيدي قنانة”.

وما الواحات يا عزيزتي ما لم تكن “الفضيل” و”سيدي قنانه”.

ما الواحات ما لم يكن في طلع نخيلها لقاح الوطن الذي تغنى به قنانة وقاتل دونه الفضيل . ما الواحات ما لم تكن التمر وخبز التنور . ما الواحات ما لم تكن جدران الطين الطيب . ما الواحات ما لم تكن جامع وفقي وأطفال تحت إبط كل واحد منهم لوح محفوظ . ما الواحات ما لم تكن أمي وأبي وجدي وأنا وأحفادي . وأخيراً ما الواحات ما لم تكن السنوسية في الجغبوب.

قلتُ لها ذلك وما كنتُ اعرف أنها هي ايضاً من واحة أخرى غير واحتي وغير واحة فتحي المجبري ، إلا ساعة أكدت لي إن خصوبة بنغازي الدائمة التي لطالما ابهرتني ما كانت لتكون لو لم تسكنها أسر جاءتها معفرة من واحات ليبيا المختلفة ، ذلك أن رجال ونساء وأطفال الواحات حين يلجون مكان ما لا يلجونه إلا وهم معفرين بغبار طلع نخيلهم ، والأسر المعفرة يا عزيزي هي أسر خصبة . والخصوبة بطبيعتها حلوة وسرعان ما ينقلها الهواء وينثرها على طول الشارع الذي تنزل فيه.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً