من هم النواب الفاسدين؟ واستقالة الكوني

من هم النواب الفاسدين؟ واستقالة الكوني

خبر استقالة نائب رئيس المجلس الرئاسي “موسى الكوني” كان بمثابة الهدية الثمينة التي هبطت من السماء على مجلس النواب الذي قام بالأمس بتخصيص جلسة لمساءلة حكومة “عبدالله الثني” المؤقتة ومحافظ مصرف ليبيا المركزي البيضاء “على الحبرى”، وبعد أن بدأت بعض المداخلات الساخنة من قبل نواب غاضبين كان أحدهم “طلال مهيوب” الذى طالب رئيس الحكومة المؤقتة بالكشف علنا عن أسماء من أعتبرهم “النواب الفاسدين”؟

وفى مداخلة ساخنة أخرى قال النائب “ابوبكر الخمسي” قبل أن تسأل عن راتب محافظ مصرف ليبيا المركزي، أسأل عن رواتبنا وهناك من يستحق المحاسبة من النواب قبل الحكومة.

كعادته عقيلة صالح وبوصفه الرئيس للمجلس قام مسرعا بتعليق الجلسة وتأجيلها للغد، وها هو اليوم الثلاثاء قد خرج علينا مقرر مجلس النواب “صالح قلمة” ليحكي لنا ما سيحدث في جلسة اليوم مسبقا ولم يأت على ذكر سؤال النائب طلال مهيوب لرئيس الحكومة الذى سبق له بأن توعد في حال تمت مساءلته أمام مجلس النواب بأن يقوم بفضح النواب الفاسدين بالمجلس، السيد مقرر مجلس النواب خرج ليقول لنا بالحرف الواحد اليوم بأن مجلس النواب يقدر الظروف الصعبة التي تمر بها الحكومة المؤقتة من نقص السيولة وعرقلة الأجسام غير الشرعية لعملها وسيطرة هذه الأجسام على طرابلس العاصمة مما سبب الكثير من الأرباك في المشهد، ويعلن بكل صراحة بأن نقاط الاستجواب أرسلت للحكومة بخطاب من رئيس مجلس النواب حيث اشتملت النقطة الأولى على ما قدمته الحكومة للجنوب الليبي علما بأن الحكومة لا تستطيع دخول سبها.

نتساءل لماذا لا يتم مساءلة الحكومة بخصوص تقارير الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة في حق بعض وزراء وسفراء حكومة الثني واتهامهم بالفساد وإيقافهم عن العمل؟ أين هي أوجه الصرف لمبلغ 6 مليارات دينار قامت حكومة الثني بصرفها العام الماضي؟

والسؤال الهام الذي يحاول مجلس النواب التستر عليه وإخفائه وعدم المطالبة به والتعتيم عليه هو “من هم النواب الفاسدين الذين أعلن الثني عن فضحهم أمام الرأي العام الليبي في جلسة منقولة على الهواء مباشرة”؟

بكل أسف مجلس النواب سلط آلته الإعلامية في الإشادة ببطولة ووطنية وشهامة نائب رئيس المجلس الرئاسي “موسى الكوني” على تقديم استقالته، ولا ندرى لماذا لم يفعلها القطراني والأسود حتى يومنا هذا، أم أنهما سيفعلاها في الحلقة القادمة من مساءلة حكومة الثني؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً