النفط مقابل السلاح في ليبيا

النفط مقابل السلاح في ليبيا

وصلت الى ميناء طبرق سفينة الدمام التي تحمل على متنها عدد 1000 عربة مقاتلة الى جانب أسلحة وذخائر، وقد وصلت هذه الإمدادات من دولة الأمارات العربية المتحدة الحليفة الهامة للفريق حفتر الى جانب فرنسا ومصر. وأن هذه السيارات التي تم تسليمها هي من نوع “تويوتا لاند كروزر “معدلة بدروع خفيفة الوزن قدمتها شركتي (minerva special purpose) في دبي وشركة (ares security vehicules) فى أبو ظبي.

فهل هذه الإمدادات قامت الأمارات بتقديمها الى حفتر لوجه الله؟ بالطبع لا… فقد أعلنت مؤسسة النفط التابعة لحكومة الثني بالبيضاء بأن الناقلة (ديستيا أميا) التي ترفع علم الهند غادرت ميناء الحريقة مساء الاثنين الماضي ودخلت المياه الدولية في طريقها الى مالطا حاملة 650 ألف برميل من النفط الخام لصالح شركة (دى – أس – ايه – كوسلتانسى أف – زد – سي) التي تعد شركة مسجلة في دولة الأمارات العربية المتحدة. وفى هذا الخصوص قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة السفير أبراهيم الدباشي أن مسؤوليته كموظف في الدولة الليبية تجتم عليه القيام بمهامه تجاه الإجراءات الغير قانونية حتى وأن أقرت بها الأطراف الليبية المختلفة.

وأكد الدباشى: أن ليبيا اشتكت الى لجنة العقوبات بمجلس الأمن الدولي بشأن أول شحنة نفط خام من الحكومة المنافسة في الشرق الليبي وطلبت وضع السفينة التي تحمل علم الهند وتحمل النفط الى مالطا على القائمة السوداء. وقال الدباشى: أن أيراد الشحنة النفطية المصدرة مؤخرا في ميناء الحريقة سيودع في حساب مصرف الاتحاد في دولة الأردن وهو ما يعد مخالفة صريحة للقوانين واللوائح الليبية المنظمة والتي تحدد حسابا واحدا في المصرف الليبي الخارجي لإيداع مبيعات النفط. كما قال عضو مجلس الدولة “عبد الرحمن الشاطر” أن مالطا كدولة أوربية لن تخل بقرار مجلس الأمن رقم (2278) الذي يحصر التعامل في ليبيا مع حكومة الوفاق الوطني، ما يعزز فرضية التوصل الى أتفاق على أن تعود عائدات الشحنة الى المصرف المركزي في طرابلس وبذلك تنتهي عملية الانتهاك. وذكرت صحيفة “لاستامبا الإيطالية” أنه بطلب من المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها العاصمة طرابلس، والتي أعلنت دعمها لحكومة الوفاق الوطني وبدعم من الاتحاد الأوروبي، قامت مالطا يوم أمس الثلاثاء باحتجاز ناقلة نفط هندية قادمة من طبرق وعلى متنها 650 ألف برميل من النفط الخام.

نستغرب تلك التصرفات المشينة لحكومة الثني الفاسدة التي تقوم بمقايضة النفط مقابل السلاح في الوقت الذى يعانى فيه أبناء الشعب الليبي في عدم الحصول على رغيف الخبز والدواء، هل ليبيا التي تعانى من مشكلة أنتشار السلاح في كل مكان بحاجة الى صفقة السيارات ذات الدفع الرباعي؟

أتقوا الله في ليبيا والشعب الليبي المشرد والمهجر بالداخل والخارج وكفانا انتقام من بعضنا البعض، فلن تتحرر سرت وغيرها من المدن الليبية ما دمنا نكيد لبعضنا البعض ونتآمر على بعضنا البعض.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً