أجندة ضد التغيير

أجندة ضد التغيير

new-article1_20-11-2016

في ما يخص الشأن الداخلي الليبي من تجاذبات سياسية وصراعات سلطوية…

هل مشكل ليبيا عويصة لدرجة عدم وجود من يأتي بالحلول..؟

أم أن الحلول واردة ومقترحة ولكن يتغاضى عنها المسؤولون…؟

هل عجزت حكومات ليبيا عن تقديم ما هو واقعي في إدارة الدولة وعن فرض السيطرة والنفوذ…؟

أم أنها أخفقت في إثبات جدارتها في حلحلت الأزمات..!!  أو نعتبرها نوعاً من المماطلة وعدم الرغبة في البناء…!

أليست الثورة ضد الطغاة والظالمين أم سرقتها أجندة ضد التغيير…

ألا نستطيع أن نعيد ترتيب بيت ليبيا الداخلي من جديد وإتاحة الفرصة لإصلاح ما يمكن إصلاحه من إشكاليات..؟؟

هل لابد علينا أن نخوض في دوامة الفوضى في الوقت الذي سبق وخاضها كثيرون قبلنا..؟

ألا يمكننا أن نستفيد من تجربة غيرنا وما حصل لبلدانهم بعد الثورات والحروب..؟

أم أن الذي حصل في ليبيا من أحداث هو أمر مختلف عن غيره…!

كلها تساؤلات واستفسارات ومحاولة معرفة الحقيقة… لابد من الإجابة عليها…

يبدو أن بلدي ليبيا بين المطرقة والسندان بين الماضي الاليم والواقع المرير والمستقبل المجهول…

ليبيا اليوم بيعت أرضها وما فيها وما عليها مجانا بلا مقابل…

ليبيا التي ضحى من أجلها بالغالي والنفيس خذلها أبنائها الفاسقون…

ليبيا الوطن ليبيا الأرض ليبيا الشرف والعرض ليبيا بلاد الخير ليبيا التاريخ والحضارة…

أه يا وطني لو سبق وعرفنا أنك سيحكمك الحثالات والأوباش…

ويتشتت أبنائك في شعاب الارض في بقاعها مترامية الاطراف…

ويعيشون في وطنهم مغتربين مكتوفي الأيدي مجبرين جائعين مهجرين عابري سبيل يتامى مساكين مشردين…

محتاجين صامتين صامدين منصدمين يتكبدون عناء الرحيل عناء المسير عناء الأقصاء عناء بلا معرفة المصير…

عناء ما بعده عناء بل بلاء وداء بلا علاج بلا دواء فلا مستشفيات ولا أطباء لا كهرباء لا مال ولا ماء لا وقود ولا بنزين…

عائشين في ظلام دامس وكأن بلادهم ليست على بحيرة بترولية مرصعة بالذهب الأسود تكفي مئات السنين…

وكأننا لا نملك أطول ساحل بحري أبيض متوسطي ولا رمال صحراوية في كبرى الصحاري ولا ثروات طبيعية هائلة…

استيقظوا أيها الليبيون من هذا السبات العميق من الجهل من التلفيق من الغيبوبة من غفوتكم التي أبت أن تنتهي…

استيقظوا وقوموا وقفة رجل واحد فلا شرق ولا غرب ولا جنوب ولا شمال لا طرابلس لا برقة ولا فزان…

كل القبائل والعشائر والعائلات كل سكان كل أهالي المدن الصغرى والكبري في كل القرى والأرياف…

من شواطئ زوارة امتدادا إلى طبرق ومن على سفوح جبل نفوسة إلي سلاسل جبال أكاكوس وتبستي وتاسيلي….

عربا وأمازيغ طوارق وتبو كلنا ليبيون وليبيا وطننا يضمنا ويسعنا جميعا بلا استثناء…

فكفانا طرهات وكفانا مزايدات وكفانا افتراءات وكفانا جهلا وتخلف كفانا حقدا وشماتة وكراهية…

كفانا دما كفانا قتلا كفانا اغتيالا وتنكيلا كفانا ضغينة وثأرا كفانا ظلما وقهرا كفانا استبدادا وقمعاً…

كفانا يا أبناء وطني من هذا الكابوس البشع المريع وهيا بناء لبناء ليبيا واحدة متحدة متماسكة متكاثفة الجهود.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً