ألا تستحون من الله؟!!

ألا تستحون من الله؟!!

جميع المخلوقات الذكية (المُسيّرة في حياتها كالقرود) وتلك (غير المُسيّرة في حياتها كالانسان) تستحي من غيرها عند أدائها لوظائفها البيولوجية، فتراها تتستّر عمّن حواليها لتخفي نقاط ضعفها وعيوبها على الآخرين. ويُستثنى من ذلك الكلاب الذين لايحلُ لهم ممارسة الجنس إلاّ وهم مشدودين يسيرون في الطرقات ؛ والذين هم أيضا لا يحصدون من حفلات الأفراح إلاّ عظاما ملوثة بالتراب…… وكما يقول المثل الشعبي ” الكلب ما يأكلها إلاّ إمّرمده “.
وهذه الخاطرة استحوذت على تفكيري وأنا أتابع المشهد العبثي السياسي الذي دخلت فيه ليبيا منذ 17 فبراير وحتى اليوم ونحن نرى من نصّبوا أنفسهم زورًا وبهتانا حكّاما علينا بقوة واقع فرضوه بالحيلة والتحايل في تأويل القوانين ، وبدعم من ميليشيات وقبليات هي ابعد ما تكون عن الاسلام ، ولا تُميّز بين الحلال والحرام يُجَرجِرون هذا الشعب المغلوب على أمره الى سوق النخاسة عاريا من كل مستور ليرموه على طاولة كفرة وأعداء حذّرنا الله منهم في القرآن.
ياساسة ليبيا : هل تعرفون بأن المفاوضات حول أي شيء تكون ناجحة عندما تكون المفاوضات حول التفاصيل وليس حول المبادئ. ؟!. وأنكم للأسف تختلفون في المبادئ . ولذلك لن تتفقوا ولو استمرت المفاوضات 25 عاما كما حدث مع المفاوضات بين الاسرائليين والفلسطينيين.
ياساسة ليبيا : هل ضاقت عليكم ليبيا حتى تذهبوا في شهر رمضان الى باريس حيث تشتكون ، وتبكون ، وترتجون ، وتنعتون ، وتتغامزون ، وتفضحون أسراركم وأخباركم إلى الكافرين الذين نهانا الله أن نتخذ منهم وليا ولا نصيرا ؟ !. ولكن يبدو أنكم لم تقرأوا القرآن ولو مرّة في حياتكم !
يا ساسة ليبيا : هل أنتم أغبياء لدرجة البله ؟ ! بحيث لا تميزون بين الابيض والاسود. ، وبين السليم وغير السليم ؟!. أ لا تشعرون بأن أي تأخير للحل السياسي ونظام الحكم سيجعل البلد يذهب الى الخراب والدمار؟ !.
يا ساسة ليبيا : هل استحوذ عليكم الشيطان حتى أنساكم ذكر الله ؟ !. هل تحسّون بأنكم مسلمون ؟!. هل تشعرون بأنكم في شهر رمضان تفطرون على موائد كل عاهر وسارق وسمسار ؟!. هل ليبيا لا تتسع لاجتماعاتكم ؟ !.
ياساسة ليبيا : هل تظنون أنكم حذاق فتقبضون مرتباتكم أضعافا مضاعفة على الرغم من أنكم تأكلون مالا مسروقا وزقّوما حراما يحرق أمعاءكم ، ويطمس أبصاركم ، ويخرّم أبنائكم بالمخدرات والأمراض؟..!.
يا ساسة ليبيا : أمضيتم 7 سنوات وأنتم تفكرون في التفاهم على حل بصيغة واحدة ( وهي الحكم المركزي ). ولم تتفقوا. وجاءتكم سحرة الشرق والغرب من اليهود والنصارى ؛ وجاءتكم ثعالب الجيران من الأشقاء والأصدقاء ؛ بوصفاتهم السحرية لجعل هذا الحل حلو المذاق في حلوقكم ….. فلم تبلعوه ورميتموه.
ياساسة ليبيا : هل أنتم مرضى لا تعقلون فلا تستنتجون أن هناك أكثر من موديل نظام حكم في بلدان العالم؟!. لقد جمدتم كل تفكيركم على نظام حكم مركزي متعفّن تركه لكم من كان ينظر الى وجوهكم وحذاءه في مستوى واحد؟!. وكان أكبر حلم تحلمون به هو أن يمدّ يده ليصافحكم !.
ياساسة ليبيا : إذن ألا ترون بأنه يجب عليكم الآن أن تعتمدوا على أنفسكم وعلى خبرة أبناء بلدكم وتقيموا ( حكما لا مركزيا كامل الصلاحيات في الشؤون الداخلية والخدمية أسوة بالأمم المتقدمة التي سبقتكم الى تطبيقه ).
إن تطبيق الحكم اللامركزي الكامل الصلاحيات يخدم أهلكم ، ويرضي حتى غرور شياطينكم بأن يجعل منكم حكاما أذا انتخبكم مواطنو الإقليم ، ويريح ضمائركم من الشعور بالذنب وانتم تتخذون اليهود والنصارى أولياء من دون المسلمين. لماذا لا تفكرون في هذا الحل الرائع كحل بديل ” لنظام الحكم المركزي الذي عشّش في أذهانكم العاجزة عن كل ابداع” .
لقد أغرقتم البلاد والعباد في بحر من الهموم. لقد جعلتمونا سخرية أمام العالم فصاروا يضحكون علينا. إن مؤتمر باريس الذي ظهرتم فيه وأنتم تقهقهون كالبلهاء والسفهاء كان اجتماع حزن وعار لكل مواطن يحس بانتمائه الى ليبيا وطنا ودينا وشعبا.
ألا تستحون من الوطن ؟ ألا تستحون من الناس ؟ ألا تستحون من الله ؟. ألا تستحون وتعودون الى رشدكم …… وتستقيلون فتريحون وتستريحون.
ألم يحن الوقت فيتوقف الفعلة عن التصرف بنِيَة الحيوان ……… ويبدأون التصرف بعقلية الانسان ؟!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عثمان زوبي

كاتب ليبي.

التعليقات: 2

  • عبدالحق عبدالجبار

    بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ صدق الله العظيم
    مقالة في محالها استاذ د. عثمان زوبي … يوجد اختلاف واحد فقط انت قلت ( ونحن نرى من نصّبوا أنفسهم زورًا وبهتانا حكّاما علينا بقوة واقع فرضوه بالحيلة والتحايل في تأويل القوانين ، وبدعم من ميليشيات ) نصبوا انفسهم … وانا أقول قاموا بتنصيبهم اسيادهم (من كفار وعرب الذين تنطبق عليهم الآية) علينا حكاماً بقوة واقع فرضوه ……وهم من أسس ودعم المليشيات لهذا السبب . ولَك فائق الاحترام

  • مفهوم ؟!

    أخي عثمان زوبي ، هؤلاء لا ينفع معهم الكلام المؤذب والحسن والجميل ، هؤلاء عديمي الشرف والرجولة هؤلاء زوامل ومخانيث بداية من الأسير المهزوم وتاريخه معروف ماحصل له مع جنود حسن جاموس فى الأسر ، والثاني العجوز القواد الخنيث أمتاع مرسي مطروح وشرم الشيخ ، هؤلاء فاسدين لصوص مجرمين عملاء خونة منافقيين لاشرف ولاكرامة لهم عار على الشعب الليبي السكوت عليهم وبما يفعلون فى الوطن والشعب لابد من تصفيتهم قبل أن يثم تصفيتهم للشعب الليبي وتمزيق وتقسيم ليبيا .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً