أنصار القذافي للبيع

أنصار القذافي للبيع

هناك مثل شعبي ليبي يقول “ما تعطي بلاش ألا العقرب” والجميع يشاهد هذه الأيام ما يقدمه طرفي الصراع على السلطة في ليبيا من امتيازات لأنصار القذافي لكسب ودهم ومحاولة استقطابهم لحساب هذا الطرف أو ذاك، بكل أسف لم يتمهلوا أنصار القذافي لأثبات صدق وطنيتهم، بل سارع كل فصيل منهم الى ألقاء نفسه في أحضان أحد طرفي الصراع من إسلاميين وعسكريين على السلطة في ليبيا.

الجماعة الليبية المقاتلة المحسوبة على التيار الإسلامي بشقيه الرافض والمؤيد للاتفاق السياسي، والتي تحكم سجن الهضبة بطرابلس حيث يقبع فيه ما يقارب من 2000 مسؤول عسكري ومدني من النظام السابق، وقيام القيادي بالمقاتلة “خالد الشريف” مدير سجن الهضبة الذي فتح حوارا مع السجناء القياديين من أنصار القذافي وتم أطلاق سراح أمين مؤتمر الشعب العام السابق “محمد بلقاسم الزوي” الذي كان محكوما بعشرين عاما لأسباب صحية كما يقول منطوق الحكم.

كذلك قامت مصراتة بأطلاق سراح المئات من السجناء المحسوبين على نظام القذافي كبادرة تعبر عن حسن النوايا وفتح باب للحوار والاستقطاب.

وأول من قام باستقطاب أنصار نظام القذافي كان القائد العام وقائد عملية الكرامة “خليفة حفتر” عندما دعا العسكريين السابقين الى الالتحاق بقوات الجيش ليقاتلوا الى صفه ولحسابه، لكن تصريحاته الإعلامية المسيئة للقذافي جعلت كثيرين ينشقون عنه، في حين أختار أخرون القتال مع مليشيات إسلامية مناوئة لحفتر خاصة في المنطقة الغربية.

بعد ذلك قامت كتلة ما يسمى بالسيادة الوطنية المتحكمة في مفاصل مجلس النواب بالضغط على المجلس لاستصدار قانون العفو التشريعي العام في يوليو 2015، ولا ندري كيف تقوم مدينة بأكملها باستقبال أحد أبنائها ممن شملهم قانون العفو استقبال الأبطال كما حدث للطيب الصافي الذي تم استقباله رسميا من قبل مسؤولي المدينة وأقيمت له الاحتفالات وأعلن ولائه لحفتر وعقيلة صالح، ويعتبر الآن مهندس عمليات أعادة رجال النظام السابق لسابق أعمالهم لصالح مشروع حفتر وعقيلة.

قام رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح بتعيين مستشار جديد له لشؤون المغرب العربي وقد وقع اختياره هذه المرة على   أمين مؤتمر الشعب العام السابق لنظام القذافي “محمد بلقاسم الزوي” مستشارا له لشؤون المغرب العربي.

هل هي فطنة من عقيلة صالح لتلك المحاولات الإسلامية الهادفة الى استقطاب واستمالة أنصار القذافي من خلال قيامهم بالأفراج عن مسجونين وموقوفين موالين للنظام السابق من سجون مصراتة وطرابلس؟

هل هي فطنة من حفتر الذي سارع الى تعيين “محمد أحمودة” رئيسا للاستخبارات العسكرية للجيش المنتظر من أنصار القذافي وقادة رتله بعد أن أثبت ولائه التام لقائده الجديد حفتر وأبلى بلاء حسن بالجنوب الليبي.

بكل أسف لقد تحول أنصار القذافي الى ورقة سياسية وسلعة تباع لهذا الطرف أو ذاك من المتصارعين على السلطة في ليبيا من خلال تلك الدكاكين السياسية التي أسسها كل فصيل والتي تفتح أبوابها وتعرض نفسها على العلن لصالح هذا الطرف أو ذاك وتضع شروطها وسعرها لمن يرغب في الشراء وكسب الود، بكل أسف هذا ما يحدث، لم نرى حزب سياسي محترم تم تأسيسه يحمل أسم أنصار القذافي ويمثلهم ويتحدث باسمهم؟ “جبهة النضال الوطني، الجبهة الوطنية، الحركة الشعبية، حركة تحرير ليبيا وغيرها وغيرها، وكل مجموعة التحقت بمن يتناسب مع تطلعاتها ويلبى مطالبها من المتصارعين على السلطة بالداخل الليبي، نعم أصبحوا وتحول كل منهم الى وقود لهذا الطرف أو ذاك.

هذه هي الحقيقة باصطفافهم  وراء هذا الطرف من المتقاتلين أو ذاك ،ودعمه والعمل لحسابه دون النظر الى ما آلت اليه أحوال أبناء الشعب الليبي الذى قام بالثورة على فساد نظام القذافي بعد أن فقد الأمل في إصلاحه، لماذا تشاركون في إطالة عمر الأزمة ،لستم على قلب رجل واحد لكى يتحاور معكم أو يشرككم المجتمع الدولي في عملية الحوار، وحدوا صفوفكم أولا وأعلنوا رفضكم للحل العسكري في ليبيا، ودعمكم ومؤازرتكم للحل السلمى والاتفاق السياسي، كفانا مهاترات وعنتريات فقد ولى زمن طز في أمريكا وتضليل الشعب ،كفانا صب المزيد من الزيت على النار ، فالوطنية لا تعنى مساعدة الأخ على قتل أخيه أو دعم هذا الطرف أو ذاك مقابل منصب كما يحدث الآن بعد أن أصبحت لعبة الاستقطاب لأنصار القذافي على المكشوف.

[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000”]هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه[/su_note]

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً