إلى المبعوث الأُممي أ.د. غسان سلامة

إلى المبعوث الأُممي أ.د. غسان سلامة

خاطبتكَ إن قُدِّر لهذه المقالة أن تقرأها، بلهجةٍ قد تخلو مِمّا تُسمّونه دبلوماسيّة، بصفتك المبعوث (الأُممي) لبلدنا المنكوب عساك توصل مضمونها لمن ابتعثكَ لأداء المهمّة، وأعلمُ أنّكَ مرسول يُنفِّذ ما يُؤمَر به ولم تكُن اجتهاداتك من حينٍ لآخَر إلّا مَصدرًا للتخبُّط وآخِرها موقفك من مباركة تصويت مجلس النواب لاختيار محافظ المصرف المركزي الذي ألحَقتَه بنقيضه!

صار الحديث عن نظرية المؤامرة وتفسير الأحداث وفقًا لها مدعاةً للسخرية وأرى أنّ هذا جزء من المؤامرة! ، فلَم أجِد غَيرها يُفسِّر لنا بدقّة وتفصيل ما حدث ويحدث من تخريب ممنهج لبَلدنا طال الحجر والبشر ويحرص مَن أرسلكَ مبعوثًا لنا أن يستمرّ هذا العبث والفوضى وإلّا فعلى سبيل المثال ما تفسيرك للانتقائية في الإلزام بتنفيذ بعض نصوص اتفاقية الصخيرات واعتبارها مقدّسة في حين تتغاضون عن نصوص أُخرى أهَم تنسف حاليًّا ( شرعيّة ) وجود هذه الأجسام التي تجاوزها الزمن والتي لا شرعيّة لها من أساسه حتى قبل الجلوس في حوار الصخيرات.

الوعود والتسويف بانتخابات، إمعانًا في ازدرائنا تصفونها بالمُبكّرة وهي المتأخِّرة ما يزيد عن العامَين واستخدمتموها ولا زلتُم كملهاة، ورفع شأن مَن لَو كان مجلس الأمن صادقًا لامتثلوا أمام محكمة الجنايات الدوليّة لا أن يتحكّموا فينا بمباركتكم وتستشيرونهم في كلّ شاردة وواردة وكذلك النفعيّة وانعدام الوطنيّة عند جُلّ مَن انتخبنا والتي جعلتموها مُحِقّين مَصدر تندُّر، كُلّ ذلك جعلنا نكفر بهذه (الديموقراطية)؟! التي آمنتم ببعضها وكفرتم ببعض وجعلتنا رويدًا رويدًا نقترب من الاقتناع بمُخلِّص بل ونتمنّاه ولو كان دكتاتورًا!، واعذرني عن التكلّم باسم الجماعة لأنني أزعمُ صادقًا أنّ هذا لسان حال السواد الأعظم من الليبيين من خلال تواصلي المباشر مع كل شرائح المجتمع ولم تحرص أبدًا على الالتقاء بهم بل اخترتَ السماع (للنخبة)؟!! الذين لا يطيب لهم اللقاء إلا خارج البلاد في الفنادق الفاخرة على حساب الشعب ومعاناته وبالتالي كان وسيبقى حرصهم على تجنُّب أيّ حلّ حقيقي.

أعلمُ أنّهُ لا أخلاق في السياسة عمومًا والدوليّة خصوصًا ولِذا لا أنتظرُ مِنّة من سادة مجلس الأمن، لكنّه التحذير الذي أُريدك أن توصِله من مواطن بسيط يستشعر ويُدرك أنه إذا ما استمرّت الأمور على ما هي عليه من ازدواج المعايير وتأجيج الفتنة والإفقار حدّ الفاقة الغير مبرّر والمدروس بعناية فسيُهدم المعبد على رؤوس الجميع ولا بُدّ أن تطال النار يد مَن أشعلها إذا انفلت هذا الاحتقان من عقاله، هكذا علّمنا التاريخ وأرى تجلّيات ما أقول فلا تستخفُّوا بأحد.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • د لطفي الصغير

    احييك يا دكتور خالد على وطنيتك وحرصك ولكن هات من يقراء ويفهم ما تعني. بالله عليكم متى وضعت هيئة الأمم حلول لمشاكل العالم ؟ ونما هي مؤسسة تدار بواسطة اعضائها الدائمين وقرارتها لا تعني شيء امام الفيتو وخير ذليل قرار امريكا بشأ القدس. اصحوا ايها الليبيون ولا تختاروا شخص ما تعرفوه حق المعرفة فهناك الكثير من الحقراء وحثالات المجتمع يبحتون لهم عن منصب وهم غير اهل له.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً