الانتخابات تصنع المعجزات

الانتخابات تصنع المعجزات

قبل أن أستعرض لسيادتكم هذا السباق المارثونى الذى يشارك فيه كل المتصدرين للمشهد السياسى فى ليبيا على تقديم الخدمات لأبناء الشعب الليبي بكافة أنواعها هذه الأيام أستعدادا لموسم الانتخابات، أحب أن أوضح بأن موضوع الأستفتاء على الدستور الدائم للبلاد يتم تجاهله من قبل مجلس النواب وبعلم جميع الطراف بالشرق وبالغرب الليبي وكذلك بعلم المبعوث الأممى الى ليبيا السيد “غسان سلامة” الذى يتحدث عن أنتخابات قريبة جدا ولم يأت على ذكر الدستور والأستفتاء على الدستور، فهل يعنى ذلك بأننا مقبلين على انتخابات من أجل مرحلة انتقالية رابعة؟

ماهو كلامك الأول ” ياسيد غسان سلامة فقد وعدت الشعب الليبى بأنك ستعمل على تأسيس مرحلة دائمة ، والأنتخابات بدون دستور لاتؤدى الى مرحلة دائمة بل تؤدى الى مرحلة مؤقتة رابعة وربما تصل بنا الى خامسة وسادسة ، فالدستور بعد الأستفتاء عليه من الشعب هو الضامن الوحيد للحقوق والحريات وشروط الممارسة الديمقراطية للحياة السياسية فى ليبيا ، أما عملية تضمين الأتفاق السياسى بالأعلان الدستورى فهو مجرد مضيعة للوقت ولن يصل بنا الى مرحلة الدولة الدائمة.

نأتى الى هذا السباق المقضوح ممن يتصدرون المشهد السياسى والذين نعتبرهم سبب فيما تعانى منه البلاد والعباد من فوضى وفساد وأنقسام، نعم “من حال لحال وسبحان أمغير الأحوال” فبسبب موسم الأنتخابات الجديدة هاهم جميعا يتوقفون عن تلك المناكفات السياسية، حتى السيارات المفخخة والتفجيرات توقفت، يخرج علينا كل يوم نائب يبكى على تاورغاء وأهل تاورغاء وكأنه لم يسمع عنهم سوى هذه الأيام، ويخرج أخر يتعهد بصرف تعويضات لأهل ورشفانة وغيرهم، ويخرج أخر ويطالب مصرف ليبيا المركزى بضرورة حفظ حقوق المواطنين الذين لم يتحصلوا على منحة 400 دولار، أما الجنوب الليبى فهو فى قلوب وعقول الجميع منهم ،المؤسسة العسكرية الليبية سيتم توحيدها فقط فى الجنوب ،فقد وصلت قوات حفتر الى الجنوب وكذلك قوات البنيان المرصوص تتواجد هناك وقد قالها السراج “ربما يكون الجنوب الليبى سبب فى توحيد المؤسسة العسكرية” وماذا عن المؤسسة العسكرية فى الشرق والمؤسسة العسكرية فى الغرب الليبى؟ فهذا الكلام لايعنى سوى تقاسم النفوذ فى الجنوب وليس له معنى أخر.

أتمنى من كل قلبى أنا المواطن البسيط الذى لاجمل لى ولاناقة فى تلك الصراعات المكلوبة على السلطة ووهذه المناكفات بين الشرق والغرب والتى بسببها أحترق الأخضر واليابس على مدار سبع سنوات عجاف أن تتوقف تلك المهازل ويتم توحيد المؤسسة العسكرية فعليا وليس فى الجنوب فقط ويكون لنا جيش واحد ومؤسسات سيادية واحدة ودستور دائم يتم الأستفتاء عليه وبعدها سنتمكن من أجراء أنتخابات برلمانية ورئاسية وننتقل الى مرحلة الدولة، أما مايحدث هذه الأيام من خداع وتضليل يشارك فيه الخارج والداخل ويتسابق الجميع على تقديم الولاء والطاعة لسفراء الدول العظمى وغيرهم ويتم شطب أسم ليبيا من الدول التى تتبع للمتابعة الدولية ويتم رفع التجميد عن حوالى 19،3مليار دولار مودعة فى عدد من البنوك الدولية، من حقنا أن نتسائل: لماذا الآن يشارك المجتمع الدولى فى تقديم الخدمات للشعب الليبى فى نفس التوقيت الذى يتسابق فيه المتصدرين للمشهد السياسى الآن فى ليبيا على تقديم الأفضل والأجود للشعب الليبي.

وفي الختام نقولها أنتخابات بدون أستفتاء على دستور دائم للبلاد ليس لها سوى معنى واحد ” مرحلة أنتقالية رابعة ” والحبل على الجرار

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

التعليقات: 1

  • عبدالحق عبدالجبار

    شكراً اخي الفاضل سعيد رمضان … و الحبل علي الجرار و توتال صاحبة المسار… و سفراء الدول المتكالبة في صراع مراتوني مع الوقت للحصول علي المزيد ….دخلت قطر عن طريق توتال و تدخل الامارات عن طريق حوتال و قلنا لكم انتها الاقتصاد بانتها المرحوم شكري غانم و انتها الجيش بانتها المرحوم عبدالفتاح يونس هؤلاء ناس يدرسوا تَرَكُوا لكم الاستراتجي العالمي و الغولة التي كان يخاف منها القذافي و تاجر النوافد و الابواب الذي فتح البلاد علي مصرعيها اما اسماعيل ياسين فهذا للترفيه …. مع فائق الاحترام

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً