البنيان المرصوص ينتصر على داعش وكوبلر يتقهقر للقبيلة

البنيان المرصوص ينتصر على داعش وكوبلر يتقهقر للقبيلة

أ.د. فتحي أبوزخار

باحث بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية

article1_9-7-2016

المستخلص:

صحيح أن الأزمة الليبية تحتاج إلى جانب الحوار السياسي حوار اجتماعي يضم كافة المجموعات الفاعلة من حقوقيين ونشطاء مجتمع مدني وأساتذة جامعات وأعيان بما في ذلك من هم ضمن الأطر القبلية. ولقد كانت للكاتب فرصة المشاركة في عدة حوارات اجتماعية نضمها مركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية مع منظمة فردريش أبرت الألمانية في تونس وليبيا. هذه الدراسة تهدف للإجابة على سؤال مهم: هل تراجع السيد مارتن كوبلر لبعث القبيلة يصب في استقرار ليبيا؟ بعد الانتصارات التي حققتها عملية البنيان المرصوص ضد داعش وبدون أن تستلم أي مساعدات، باستثناء ما قدمت إيطاليا من معونات طبية، من المجتمع الدولي والتي وعدت بها ليبيا ضمن الاتفاق السياسي. لذلك سيتم مناقشة الأدوار التي وظفت فيها القبيلة قبل وبعد الإعلان عن الدولة الليبية في 1951 وصولا إلى 17 فبراير اليوم.

ما عجز عليه العالم وتحالفاته في محاربة داعش  بالعراق والشام حققه أحرار ليبيا .. البنيان المرصوص .. في زمن قياسي في معركته ضد الدواعش في سرت. وهذا ينسحب على درنه وصبراته .. فقد شهق العالم ووقف مذهولا أمام انتصارات البينان المرصوص. ومن هول الصدمة لم يستطيع أن يفي بالتزاماته في الاتفاق السياسي بالصخيرات بدعم الحرب على داعش في ليبيا إذا ما استثنينا ما بعثت به مؤخرا ايطاليا، مشكورة، من معاونات طبية. أليس حلي بالعالم مساعدة ليبيا على بناء الديمقراطية بعد انتصارها على داعش؟ الآن اجتهد مندوب بعثة الأمم المتحدة السيد مارتن كوبلر لمكافأة ليبيا على انتصاراتها ضد داعش ببعث أو أحياء القبيلة من مرقدها لتطفو على خشبة المسرح السياسي الليبي، والعودة إلى مربع واحد بفكره الأحادي المتخلف الرافض للديمقراطية، بالرغم من المحاولات الفاشلة التي تمت في الماضي لتجمعات قبيلة مختلفة للدخول على خط الصراع السياسي والحربي. نعم داعش انهزمت ولم تمكن أوروبا من التدخل وانتهاك حرمة ليبيا وتحويلها لمكب للهجرة غير الشرعية، ومع احترامنا لآدمية الإنسان، كما تحاول دول مثل ايطاليا وفرنسا تصدير نفاياتها إلى المملكة المغربية. واليوم الأمل معقود في القبيلة لتفتح لأوربا أبواب ليبيا بدون تأشيرة لتدخل النفايات والمهاجرين من أوربا!!! فهل سينجح السيد كوبلر والسعودية في لقاء القبائل؟

المقدمة:

من قديم عاشت التجمعات  الساكنة على أرض ما يسمى اليوم ليبيا، الوليدة مع مشروع سايس بيكو، معزولة حسب الطبيعية الجغرافية ساحل وجبل وصحراء. وبالتأكيد عاشت هذه التجمعات الصراع مع وضد المحتلين والمستوطنين على أرضها. وجاءت انتفاضة 17 فبراير كمشروع عفوي للتحرر من دكتاتورية العسكر، والإسلام السياسي وحتى القبيلة. وظهر مشروع داعش  لإجهاض التحرر ولا نبالغ لو قلنا بأنه مشروع ثورة مضادة ممولة من سراق ومغتصبي ثروة ليبيا في مصر، وبمساعدة استخباراتية عالمية تطمح إلى صياغة جديدة للحالة الجيوأقتصادية والجيوسياسية في شمال أفريقيا وقبلها في منطقة الشرق الأوسط .. كذلك التقت أيضا فيه مع دمى مشروع التطرف الديني والذين هم، ضحايا الجهل والفقر والاستبداد، أيضا صناعة أستخباراتية بقناع إسلامي تلعب فيه الأنظمة العربية والغربية، متقاسمة، أدوار مختلفة.

الواضح أن الإسلام  المتطرف بات من أفضل وسائل التقية الاستخباراتية بعد نجاحه في هزيمة بريطانيا للدولة العثمانية. حتى الدكتاتور معمر القذافي الذي يدعي بأنه الأمين على القومية العربية أعلن في 12 يناير 1974 عن الإمضاء على اتفاق وحدة اندماجية مع تونس الذي “أنشأ لمدة ساعات قليلة الجمهورية العربية الإسلامية .. ثم ظهور قائمة مقترحة من القيادات الأمنية والعسكرية من طرف النظام الليبي يظهر ضمنها أسم ضابط صغير مغمور في المخابرات التونسية أسمه زين العابدين بن علي” (9). هذا المشروع أشرفت عليه ومولته ودربت عناصره الاستخبارات الليبية: منهم محمد النايلي وعبدالقادر محمد نصر، وبشير حماد(9) . فهل أعيد تنشيط عملاء المشروع الفاشل من الطرفين القذافي الليبي والبورقيبي التونسي؟ وظفت أيضا جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في عهد الدكتاتور معمر كواجهة وتقية للاستخبارات الليبية. وتجدر الإشارة إلى أنه في أحدى خطاباته مع بداية اندلاع انتفاضة 17 فبراير يقول سيف القذافي بأن المجتمع الليبي عشائر وقبائل ولو لم يدعن المنتفضين في الشرق للقذافي سيدخل الجميع في حرب أهلية ثم أكد على أن المصريين والتونسيين هم من سيحاربونكم في ليبيا!!! لا نستغرب أنه يقصد الدواعش.

أما اليوم وبعد الحضور الواضح لأعضاء لداعش من الجمهورية التونسية، وآخرين من مصر مع ذخائر مصرية،  وبالتأكيد مع القيادات الاستخباراتية الليبية(9) التي تعاملت معها في تلك الحقبة مع أحداث قفصة التي لم تنقطع معها أحبال التواصل. بل لا نستغرب بأن مشروع الجمهورية العربية الإسلامية في 1974 أعيد صياغته في شمال أفريقيا بداعش اليوم التي كانت أرضية للتحضيرات اللوجستية والتدريب مع بدء تنظيم عملها من صبراته بليبيا وحاولت الإعلان عن نفسها بإمارة إسلامية فاشلة في بن قردان بتونس وقريبة من صبراته!!!

تلعب القبيلة في حالة السلم ضمن جزء كبير من تركيبة المجتمع الليبي دورا اجتماعيا مهما لا يمكن إنكاره في الأفراح والأتراح. ومن أبرز الأدوار إصلاح ذات البين بين أي طرفين متنازعين ومختصمين ، أو متقاتلين،  من داخل القبيلة أو من قبائل مختلفة. فيحرص شيخ القبيلة على فض الخلافات وضمان حقوق المعتدى عليه، حسب ما تلميه عليه مصالحه ومصلحة القبيلة، وهذا لن يختلف عليه اثنان في ليبيا. لكن الواضح أن العثمانيين والطليان ومعهم القذافي استغلوا القبيلة والصفوف المتكونة من قبائل لفرض سيطرتهم وهيمنتهم على المجتمع “الليبي” ضمن الرقعة التي استحوذوا عليها. والجميع وظفوا الصراع القبلي كأدوات للمحاربة إلى صف الحاكم سواء كانت الأستانة أو الأسرة القهرمالية، أو الحاكم الأيطالي، ومن بعده السنوسية ثم القذافي. وربما أصاب الباحث (8) عندما يذكر بأن ” معظم القبائل التي «تطليَنت» أي والت إيطاليا، فعلت ذلك من باب الحرص على تملك الموارد للغلبة على القبائل الأخرى وليس حباً بايطاليا، فإذا كانت قبيلة ما موالية لإيطاليا فإن خصمها ينخرط في معسكر الجهاد، مفسراً ذلك بأن القبائل تجيد تبادل المواقع وتغيير التحالفات وفق الفوائد المنتظرة.” (8). فللأسف هي هكذا القبيلة عندما تدخل إلى معترك السياسة والحرب تتحول إلى قطيع من المرتزقة لا يفكرون إلا في تراكم ثروات شيوخ قبائلهم وتوسيع مساحات نفوذهم لإرضاء نشوة هوس نرجسي محصور في أفق ضيق جدا. وحتى بعد انتفاضة 17 فبراير يرى الكاتب بأن بعض القبائل أعلنت موالاتها للقذافي نتيجة لصراع قديم مع قبيلة انضمت وأيدت 17 فبراير. وهذا ربما ينطبق على المشاشية والزنتان!!!

إذن فمحاور دراستنا ستكون الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف عاشت القبيلة في عهد الدكتاتور معمر؟ وما هي الدروس المستفادة من القبيلة؟ وكيف نقارنها مع الديمقراطية؟ و كيف ينظر العالم إلى القبيلة في ليبيا؟

القيادات الشعبية القذافية والقبيلة:

أستغل الدكتاتور معمر القبيلة أبشع استغلال فيرى بعض الدارسين(8) بأنه عمل ” على تسييس القبيلة واستغلالها للتعبئة السياسية والرقابة الأمنية” (8). هذا صحيح إلا أن القذافي حاول إعادة صياغة القبيلة بملامح تناسب جماهيريته الشعبية. لقد وظف الدكتاتور القذافي قريبه السيد خليفه أحنيش لمتابع شؤون القبائل أو بالأحرى زرع التفتن بين القبائل! والواضح أنه بعد أن عمل على تفتيت القبائل وزرع الشقاق بينها حرص القذافي على إعادة صياغة المشيخة بما أسماه .. القيادات الشعبية.. التي حرص أن يكون الإذعان فيها وإعلان الولاء التام لشخص معمر القذافي “وبس”. وبعد نجاح القذافي بالقيادات الشعبية صنع زعامات جديدة بل وصناعة قبائل جديدة من بعض الرحل المجاورين لبعض المناطق المستقرة. بل منح أراضي ووطن قبائل بغية أن يستمر ولاؤها له إلى يوم الدين. ورأينا كيف ابتدعت إنه بات للقذافي أراضي بمختلف المدن الليبية بعد أن حرصت القيادات الشعبية على تمليكه قطع أراضي عرفانا بتنصيبهم زعماء قبائل أو مقابل ما منحهم من أراضي بحجة الشرعية الثورية!!!

قبل حوالي سنة وفي 20 مايو 2015 تحديدا صرح السيد قذاف الدم ، المدافع على نظام القبيلة في ظل جماهيرية القذافي، في حوار مع «الشرق الأوسط» (3) بـ “إن الغرب أصبح يدق طبول الحرب للتدخل العسكري في ليبيا، تحت مزاعم مختلفة، من بينها مواجهة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط انطلاقا من السواحل الليبية، وغيرها من الحجج، مشددا على أن ملتقى القبائل أمامه فرصة تاريخية لإنقاذ ليبيا من أن تصبح دولة فاشلة يضطر العالم لوضعها تحت الوصاية من جديد.” (3). وهذه ربما أحد المحاولات الفاشلة لأعوان النظام السابق لأحياء القيادات الشعبية تحت مسمى ملتقى القبائل الشريفة الذي تعاد صياغته في مصر لدعم ظاهريا حليفها السيد حفتر وعمليا عودة منظومة أعوان الدكتاتور معمر للسلطة.

وفي رده على السؤال: ما سبب عقد ملتقى للقبائل الليبية في مصر المقرر له يوم الاثنين المقبل؟ يقول السيد قذاف الدم” بالنسبة للمحاور الثلاثة فهي المحور السياسي، والمحور العسكري، والمحور الاجتماعي. بالتأكيد هناك اختلاف كبير في المحور السياسي، وأيضا هناك اختلاف كبير أو مواجهات عسكرية تحدث دائما، في المحور العسكري، ومن الصعب الوصول فيه إلى وفاق، لكن المحور الاجتماعي يمكن التعويل عليه لأنه لا بد أن نسعى ونتحرك بكل ما هو ممكن للحفاظ على ليبيا، ولذلك تنادت القبائل في أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة من أجل مثل هذا اللقاء المزمع.” (3). الإشكالية مع استمرار منطق المغالبة والغنيمة كيف للقبيلة أن تتوافق مع باقي القبائل إلا بالصفوفية التي تنتهج أسلوب تقسيم الغنائم. واليوم الصفوفية التي عمل الدكتاتور معمر على إضعافها. وهي في واقعها متشتتة  إلا أنها تحاول لملمت شتاتها لإجهاض 17 فبراير المهددة لأي قبيلة تطمح في الوصول إلى السلطة أو صفوف قبلية تعمل لمصالحها الآنية.

جاءت انتفاضة 17 فبراير والحرب الأهلية فأبرزت بعض الجوانب لدور القبيلة ولكن في نفس الوقت فرضت انسحاب بعض القبائل مثل ورفلة من مشهد الصراع السياسي. لا مكان للصفوفية في ليبيا الجديدة على أرضها بعد أن تفتت. ما صنعته الدولة العثمانية من صفوف أحكمت بها قبضتها على كل المناطق التي فكرت في رفض دفع الضرائب “الميري” وكذلك وظفها الطليان أيضا لبسط هيمنته على ليبيا وحورها الدكتاتور معمر بطريقته لتخدم أركان حكمه المستبد.

في سؤال أخر وجه للسيد قذاف الدم: “كيف استشفيت نيات الغرب الخاصة باعتزامه التدخل في ليبيا. هل من خلال حديثك مع بعض الأطراف الدولية أو الغربية؟ يجيب فيقول: “لأن هم (الأمم المتحدة) يتفاوضون الآن مع بعض القوى، ويتركون الرقم الصعب في المعادلة، وهي القبائل التي واجهت تدخل حلف الناتو في ليبيا في 2011 ولمدة 8 شهور. هم يصرون على استثناء هذه القبائل من الحوار، رغم أن هؤلاء يشكلون ثلثي الشعب الليبي. هذا خطأ كبير”(3) لا ندري ما هو صمود القبائل ومواجهتها للناتو الذي يتحدث عنه السيد قذاف الدم.. فأين القبائل ومن الشرق الذي ما زالت يعيش بروح القبيلة انطلقت شرارة انتفاضة 17 فبراير بل أن حتى قبيلة البراعصة التي تزوج منها جزء كبير أنضم إلى احرار ليبيا وشاركوا ملمحة التحرير من ربق دكتاتورية معمر. إذن لا صحة لما يدعيه بأن القبائل واجهت حلف الناتو و 8 أشهر التي يعتبرها مدة طويلة فلما لا يقارنها بالحرب في سوريا واليمن المستمرة لسنوات والتي أعتمد فيها على الطوائف والقبائل!!! الواضح أن القبيلة المهجنة بالقيادات الشعبية لم تصمد أمام بركان 17 فبراير، وما يطرح من نداءات للعودة للقبيلة هو ضد عقارب الديمقراطية وحقوق الإنسان والموطنة. إذن ما يمكن أن نستفيده من دروس بإقحام القبيلة في الصراع السياسي؟

القبيلة والدرس المستفاد:

إذن فبالرغم من أن الدكتاتور القذافي حجم دور  القبيلة وتدخل في تكويناتها وصفوفها ووظفها في تعميق الهوة والشقاق بين مكونات المجتمع الليبي. إلا أن القبيلة احتفظت في ذاكرة اللاوعي عندها ببعض مخلفاتها السياسية التي تطفح على السطح من حين لأخر. لا يمكن أن تلعب القبيلة اليوم الدور الذي لعبته مع العثمانيين والطليان والسنوسية ومعمر وربما يرجع ذلك للأسباب التالية:

  • عمل القذافي على أن تكوين القيادات الشعبية الموالية لشخصه والبديلة عن أي صفوف قبلية شكلها الطليان أو العثمانيين أو السنوسيين.
  • انتفاضة 17 فبراير ساهمت بشكل أو أخر في تفتيت صفوف بعض القبائل التي تمرجحت في البداية بين مساندة معمر أو الوقوف مع ثوار 17 فبراير.
  • زخم النشاط المدني في بداية 17 فبراير، ولو كان إغاثيا ، إلا أنه خلق نوع من الوعي بمسألة المواطنة والأمل في عيش دولة تحفظ كرامة الإنسان بالعدل والقانون وليس بنفوذ قبيلته.
  • تجربة انحياز القذافي لبعض الأطراف في قبيلة القذاذفة والنهاية المأساوية التي انتهت إليها، وبعض القبائل الموالية له، بالتأكيد جعل بعض القبائل تعيش سلبيات التوظيف السياسي للقبيلة بين أي طرفين متصارعين.
  • خسائر الحرب التي منيت بها بعض القبائل في الأرواح أو التهجير نتيجة الانحياز لدكتاتورية معمر باتت رافضة لاستغلالها في الصراع السياسي وآمنة بلعب دور الحياد. وربما سنجد أصوات رافضة للزج بالقبيلة في معترك السياسة وخاصة من بعض الشباب أصحاب تجربة العمل المدني والحقوقي.

الأسباب المرجحة أعلاه لغياب أي دور سياسي للقبيلة في ليبيا الجديدة يجعلنا نفكر في وضع الديمقراطية في كفة الموازنة مع القبيلة. فعقد مقارنة بين الديمقراطية وثقافة القبيلة ستميط اللثام عن الجوانب الإيجابية والسلبية بهما.

الديمقراطية والقبيلة:

التحول والانتقال الديمقراطي الذي تسعى نحوه ليبيا كأحد أهداف انتفاضة 17 فبراير لا يمكن أن يترك للقبيلة الفرصة لتعبث به وتهدد خطواته. لا يمكن أن نجد توافق أو انسجام وتناغم بين الديمقراطية والقبيلة.  فالديمقراطية أسلوب حياة تؤكد على مشاركة المواطن/ة في الحياة العامة بما تضمنه له/ا من حقوق سياسية ومدنية.  بينما تعتبر القبيلة تركيبة اجتماعية مؤسسة على، وتخضع إلى، علاقة الدم وفي ظل ذلك تؤسس المظلة الاجتماعية. يؤكّد الباحث  عبد العزيز الحيص (5) في دراسته بعنوان “القبيلة والديمقراطية: أنّ “القبيلة ككيان تقليدي ومؤثّر اجتماعياً لا يجب أن تدخل العملية السياسية والمدنيّة الحديثة كـ”قبيلة”، باعتبار أن التكتّل القبلي قادرٌ على التحشيد والتأثير في قطاعات واسعة من الشّعب وتغيير خريطة القوى على أسس غير ديمقراطية، مما يعطّل الممارسة الديمقراطية ويُبعدها عن تحقيق أهدافه .. لكن دخولها عالم السياسة المدنية الحديثة أمرٌ له تبعاته غير المناسبة “ا(5)

طبيعة الحياة المعاصرة تفرض علينا التعامل بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وولوج العالم الافتراضي والتواصل معه من خلال الفيسبوك والتوتر وغيره. هذه التقنيات تجاوزت حدود القبيلة بمسافات بل تعدت الحدود الجغرافية للدول والقارات!!! فكيف ستصمد القبيلة أمام الديمقراطية المتناغمة مع تقنيات الحياة العصرية..  وهنا يطرح الباحث  الأنثروبولوجي ريتشارد تابر (6)  في دراسة له بعنوان “القبليّة: مفارقة تاريخية في القرن الحادي والعشرين؟”، تساؤلات: ” هل قبائل اليوم هي المجموعات نفسها التي كانت سابقاً؟ ألم تتغير القبائل أيضاً بفعل التغيرات الثورية في تكنولوجيا الاتصالات والصناعات العسكرية، وفي طبيعة الاقتصاد والسياسة والمجتمع في العالم منذ منتصف عشرينيات القرن العشرين؟” (6). لا يمكن لعاقل أن يقبل أمكانية صمود القبيلة بنزعتها التقليدية وبنرجسيتها المتخلفة أمام العالم المعاصر اليوم والمندفع بقوة نحو الديمقراطية وحقوق الإنسان رغما عن أنف الإعاقة المتعمدة من بعض الدول التي تدعي الديمقراطية.

وقد لخص المنصف وناسفي (8) ضمن دراسة انتروبولوجية لخصها في كتابه “الشخصية الليبية ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة»  بعض  خصائص الشخصية البدوية ذات النزعى القبلية التي ألقت بظلالها على ملامح الشخصية الليبية وعلى النحو التالي (8):

  • شخصية ملولة مترحلة غير ميالة للاستقرار، التي هي بالنسبة إلى البدوي مرادفة للموت والفناء، بعكس القروي أو المزارع الذي يعتبر أن الترحل وعدم الاستقرار إفناء لأنعامه وزرعه.
  • شمولية غير متسامحة لا تقبل الاختلاف والحوار، محبة للسيطرة والانفراد بالسلطة، نزاعة إلى الغلبة واستعمال العنف من أجل الوصول إلى الغنيمة.
  • نرجسية متمركزة حول ذاتها، تحب بشدة وتكره بشدة أكبر؛ وهي لا تتحمل الهزيمة ولا تنساها أبداً، وتصرّ على مداواتها بهزيمة الخصم، ومن أجل ذلك فهي تجيد عقد التحالفات ونقضها.
  • استئثاريةتحتكر موارد الثروة باعتبارها عنوان السيطرة والنفوذ. فهي تميل غالباً للاحتكار لا التوزيع العادل، وللهيمنة لا التقاسم والتشارك. وحيث أن للغلبة بعداً ديموغرافياً، فإن القبائل عادة لا تبوح بتعدادها الحقيقي بل تبالغ فيه مباهاة بين القبائل وسعياً لتحقيق الغلبة.
  • شخصية غير محبة للعمل والاجتهاد، تحب الحرية التي هي حالة ذهنية ومخيالية وثقافية تعكس نزوعاً إلى تخطي كل الضوابط، والتنصُّل من القيود والالتزامات.
  • محتقرة للمهن الصناعية والحرفية اليدوية باعتبارها مقيّدة، إذ تفضل عليهما الرعي والتجارة لأنهما يسمحان بالترحال والتنقل الحر.
  • واقعية انتفاعية ، تجيد استعمال قوانين الربح والخسارة، لكن واقعيتها تلك «سوداء»، بمعنى أنها تهادن السوء وتسعى إلى الاستفادة منه؛ ولذلك فهي دائماً تتحيّز للغالب لأن ذلك يقرّبها من الغنيمة.
  • «نهّابة وهّابة»، فالبدوي يتميّز بعبقرية الحصول على المال، سواء من الدولة أو من الآخرين، ليمنحه للفقراء والمعوزين وأولي القربى، وهذا ليس كرماً عفوياً بل هو «كرم وظيفي» مبرمج، إذ يتحول إلى دين في ذمة الآخرين يتم توظيفه واستحضاره عند الحاجة، أي أنه كرم يهدف إلى شراء ولاء الآخرين وتوسيع دائرتهم.
  • مستهينة بالوقت، وغير متقيّدة بضوابط العمل، لأن علاقتها بالزمن مفتوحة وغير منتظمة، لذلك فهي لا تستعمل التحقيبات الزمنية ولا تحترم تراكم الخبرات والتجارب.

جميع ما ذكره السيد المنصف (8) لامس إلى حد كبير تأثر الشخصية الليبية بثقافة بدوية اخترقت حتى من يعيشون بالمدن. فالكسل والاستهانة بالوقت والغش والتزوير  وسلب مال الدولة بل وحتى نصب الخيم في المناسبات وقفل الطرق العامة انتشرت في عهد القذافي ولازالت بعض آثارها مستمرة إلى اليوم.  وقد أشار إلى خطورة ذلك بعد أن عبر عنها بـ«البداوة الذهنية» وأعتبرها ثقافة، “أشد وطأة وتأثيراً في سلوك الأفراد من البداوة في شكلها المادي كنظام معيشي” (8).

من أكبر التحديات التي ستواجه الديمقراطية اليوم المتباكين على القبيلة لغرض تحقيق مصالحهم الشخصية وقد رأيناها في تصريحات السيد عقيلة صالح والسيد خليفه حفتر والسيد أحمد قذاف الدم.  بل نسمع ممن يدعون ممارسة الديمقراطية و يتقلدون منصب نائب رئيس حزب الغد مثل المهندس علم الخولي، نائب رئيس مجلس القبائل العربية، ، في تصريح لـ«فيتو» (7) يؤكد من ناحية ” أن الشعب المصري، كتب النهاية لمحاولات استخدام الدين في السياسة، لافتًا إلى أن نجاح الثورتين كان تحديًا كبيرًا للإرادة المصرية، موضحًا ضرورة استغلال هذا النجاح من الشباب، والانطلاق إلى العمل والإنتاج لتحقيق التنمية، التي يتطلع اليها الشعب المصري.” (7)  ويتابع بتناقض ويقول : “القبائل العربية، تهنئ القيادة السياسية والشعب المصري بذكرى الثورة المجيدة”. (7) فكيف يهني الدكتاتورية ولا يبكي على الديمقراطية التي أجهضت بحجة استخدام الدين في السياسة التي لم يتم رفضها كحزب سياسي، والكاتب يرفض أن يكون الحزب على أساس ديني أو عرقي، قبل الانتخابات! بدون الاستناد إلى أي تحليل منطقي نسمع أيضاً من السيد أشرف عبدالفتاح عضو المجلس الأعلى للقبائل الليبية ، يؤكد السيد عبدالفتاح لـلعرب (10) ” أن تجاهل الأمم المتحدة والغرب للدور الرئيسي الذي تلعبه القبائل ساهم في تعكير الوضع في ليبيا، ذلك أن القبائل تعتبر العامل الأساسي والأصيل في معالجة الأزمة الليبية بالشكل الصحيح والسليم” (10). الواضح أنه عندما يراد أن يساق الشعب الليبي كقطيع دواب كما فعل الدكتاتور معمر يمكن الاستعانة بالقبائل لترويض الناس وإدخالهم زربية الخنوع للدكتاتور الراعي لهم! نعم لا ننكر بأن غياب ثقافة المواطنة وترسخ فكرة الاستحواذ على أموال الدولة والغنيمة هي التي خلقت الفوضى التي عاشتها ليبيا بعد 2011. بعد ما تقدم بشأن القبيلة في ميزان مع الديمقراطية علينا أن نجيب على سؤال كيف يرى المجتمع الدولي القبيلة؟

القبيلة في ميزان المجتمع الدولي:

بالتأكيد القبيلة غابت عن المشهد السياسي في عهد الدكتاتور معمر وربما ترك لها المجال لإفراز  عبثها ونفث أحقادها الدفينة من خلال التصعيد الشعبي الذي كثيرا ما تحول إلى صراع دموي ينتهي احيانا بالموت!!! نعم القبيلة لعب بها معمر ووظفها لزرع الكثير من الانشقاقات بين المجتمع الليبي  ولإحكام سيطرته على الجميع. لا ندري ما السبب الذي طفحت فيه القبيلة على المشهد السياسي بعد انتصار 17 فبراير، وربما سبقها خطوات خلال حرب التحرير، فرأينا كيف ركزت بعض السفارات للتواصل مع بعض المدن والقبائل لأحياء نعرة القبيلة .. بالتأكيد لنفس الغرض الذي استخدمه الدكتاتور معمر لفرض سياساته ولكن بآليات وأساليب مختلفة!!!

أمريكا ليس لها علاقة بالهجرة غير الشرعية ولا تفكر في قطع المحيط لتدفن مخلفاتها بليبيا. فمصالح أمريكيا ليست مصالح أوروبا. فموضوع القبيلة في ليبيا لا تهتم به أمريكا مثل أوروبا. والواضح أن السيد باراك أوباما غير مقتنع كثيرا بتوظيف القبيلة لخدمة السياسة وهذا واضح مما  خلصت إليه مجلة أتلنتك الأمريكية(1): ” إلى تداخل وتظافر مجموعة من العوامل البنيوية والظروف المستحدثة التي جعلت ملف ليبيا يتوارى تدريجيا في سلم السياسة الخارجية لأوباما بدءا بالانصراف الأوروبي عن الشأن الليبي مرورا بـ “الانقسام القبلي العنيد” في ليبيا، وصولا إلى سقوط الشرق الأوسط من دائرة الاهتمام الأمريكي بفضل سياسة الطاقة التي نهجها أوباما وأسلافه المباشرون. هذا فضلا عن إيمان الرئيس الأميركي منذ البداية بأن المستقبل للقارة الأسيوية. ” (1) صحيح أن أسيا أهم من ليبيا بالنسبة لأمريكا،  كذلك فالسياسة الأمريكية غير مستعدة لتضيع الوقت في المهاترات القبلية لحرصها على التعامل مع جسم واحد يمثل الشعب الليبي بالكامل!!! وربما هذا السبب الذي جعل أوباما ينفض يده من القذافي بعد أن تحولت ليبيا إلى مجموعات تقاتل القذافي في الشرق والغرب وعبر السيد أوباما عن انفلات زمام الأمر من الدكتاتور معمر بقوله: ” النظام الاجتماعي في ليبيا انهار..”لديك احتجاجات حاشدة ضد القذافي. لديك انقسامات قبلية داخل ليبيا . بنغازي هي نقطة محورية لمعارضة النظام. والقذافي يزحف بجيشه نحو بنغازي، وهو يقول: “سنقتلهم كالجرذان”.(1). كذلك يرى أوباما  بـ “إن درجة انقسام القبائل في ليبيا كانت أكبر من توقعات محللينا. كما أن قدرتنا على الحصول على أي نوع من الهياكل هناك للتمكن من التفاعل والبدء في التدريب وتوفير الموارد ، سرعان ما انهارت سريعا جدا” (1). إذن يمكن الخلاصة بأن المجتمع الدولي من وجهة النظر الأمريكية القبيلة عائق في سبيل حلحلة الأزمة الليبية وكانت وراء فشل أمريكا في نجاح أي برامج لتوفير الموارد والتدريب. ربما يقصد السيد أوباما “بالانصراف الأوروبي عن الشأن الليبي” هو انقسام الدول الأوروبية بين مجموعة من القبائل وهذا لا يتوافق مع سياسة الشركات الأمريكية الراغبة في بقاء ليبيا كما وحدتها في 1963 .

بعبارات تهكمية يذكر الكاتب الفلسطيني(2) بأن السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية “لم يكتف أوباما بتصريحاته الفاضحة التي تفتقر إلى الحنكة واللياقة الديبلوماسية في نقد كاميرون وساركوزي وتخطيء الناتو، وإنما ذهب به لتوجيه نقد شديد وجارح لكل من السعودية ودول الخليج. بل وصل الأمر به إلى نقد القبلية وقد اعتبرها من أخطر العوامل المدمّرة خصوصاً مع انهيار الدولة. وكشف أنه يحمل عقدة منذ الصغر تشكل ذكريات قاسية مع القبيلة التي دمّرت والده في كينيا.” .. الواضح أن اليوم السعودية تريد أن ترد على تصريحات السيد أوباما ببعث وأحياء القبيلة في ليبيا من خلال مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا السيد مارتن كوبلر. وتريد أن تبعث عكس ما يطرحه السيد أوباما فكان التنسيق بشأن اجتماع يضم عدد من القبائل الليبية مع منتصف الشهر الجاري.

على الجانب الأخر تنقل وكالة  ( أ ش أ (  (12) بأنه قد ” شدد المبعوث الأممى لدى ليبيا مارتن كوبلر، على ضرورة «الاستماع إلى آراء القبائل»، ..  وقال كوبلر، فى تغريدة له مساء اليوم،على موقع «تويتر» ، الذى التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وعددًا من وجهاء ومشايخ القبائل أثناء زيارتهم إلى سلطنة عمان، أنه اتفق مع عقيلة «على الحاجة الملحة للتقدم على الصعيدين السياسى والعسكري” (12).
وفي تصريحاته الأخيرة يشير السيد مارتن كوبلر (11)  إلى أنه .”يبدو أن الغرب أدرك أخيرا أنه لن يستطيع بناء دولة في ليبيا دون الرجوع إلى القبائل التي لطالما تجاهل دورها المحوري في المشهد السياسي والعسكري في البلاد” (11).

فزاعة داعش انتهت صلاحيتها بهزيمتها في سرت أمام البنيان المرصوص .. ونتيجة لارتباطها بمن يدعي أنه المخلص والمنقذ من داعش السيد حفتر لذلك تطلب الأمر نهاية صلاحيته أيضا وربما التسريبات الأخيرة للميدل أيست أي البريطانية تعني إقرار بنهاية حفتر بعد أن أجهز البنيان المرصوص على داعش في سرت. فنهاية حفتر ترجع لسببين:

  • الجميع يدرك حساسية الشعب الليبي لدخول أي قوات أجنبية على الأرض الليبية ومحاولات تشويه البينيان المرصوص، الفاشلة، كانت واضحة بالخصوص. إلا أنه اليوم وبعد نشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريرا يؤكد فيه “وجود قوات بريطانية وفرنسية وأمريكية وإيطالية في قاعدة بنينا في مدينة بنغازي لمساندة قوات خليفة حفتر قائد الجيش والتنسيق ضد داعش”(13) فهذا دليل مؤكد للقلة القليلة، التي مازالت تصدق حفتر، على رفضه رفضا تاما ليختفي من المشهد السياسي الليبي.
  • دحض حجة السيد حفتر بأنه يحارب الإرهاب المتمثل في داعش ببنغازي فقد نشر على موقع كلمتي (14)  بأن “المجموعة التي يقاتلها حفتر في سوق الحوت تسمى مجلس شورى ثوار بنغازي، وهي عبارة عن اتحاد يضم عدداً من الجماعات الإسلامية المسلحة. وهذا المكون بالغ التلواء ويجمع بين عدد من المتناقضات، إلا أن أهم ما في الأمر أن مجلس شورى ثوار بنغازي لا يشتمل على عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية وليس منسجماً معه. ” (14).

ارتبط مشروع حفتر بفزاعة داعش وهزيمتها على أيدي أحرار البنيان المرصوص يعني الفشل في استخدامهما للتدخل الأوروبي تحديدا قبل الأمريكي  في الشأن الليبي لحل مشاكل أوروبا الاقتصادية والهجرة غير الشرعية وحتى النفايات كما يحصل اليوم مع مملكة المغرب.

إن مشروع ملتقى القبائل الذي ينادي به السيد كوبلر قد يمنح التأشيرة لا تدخل الأوروبي في الشأن الليبي وتحويل ليبيا لمكب للمهاجرين غير الشرعيين أو غير النظاميين.لا نستغرب حتى بعد وصول المهاجرين إلى أوروبا أن يتم فرزهم ليبقوا على العمالة الرخيصة ويرجعون إلى ليبيا كل العاجزين عن العمل بما في ذلك الأطفال والنساء المسنات.    والكاتب يشكك في منظمة العفو الدولية التي فجأة اليوم تقوم “بنشر انتهاكات جنسية وشهادات مروعة للمهاجرين عبر ليبيا” (15) بعد سماعها لطرف وحيد، وهم المهاجرين، والذين من مصلحتهم الإدلاء بتلك الانتهاكات.

الخلاصة:

معظم الأكاديميين (5) (6) (8) يخلصون إلى خطورة القبيلة على الديمقراطية ويتفقون مع السيد باراك أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (1) بالآثار السلبية لإقحام القبيلة في سياسة الحكم والصراع المسلح. بينما نجد بعض الممارسين للسياسة (3) (7) (10) وهذا ما يوافق علية السيد كوبلر من خلال تصريحاته (11) (12)، وبتأييد سعودي واضح بمساندة مصر والأمارات والأردن مع إقحام سلطنة عمان على الخط ربما لنصب فخاخ الإباضية للأمازيغ وجرهم لمستنقع القبيلة والسياسة والحرب. ويستمر معنا السؤال وبدون إجابة هل بطلان حجة داعش، بعد فضح السيد حفتر (13) (14)، في انتهاك حرمة ليبيا لحل مشاكل أوروبا ومنها الهجرة غير الشرعية سيمكن للسيد كوبلر والدول العربية الإعلاء من شأن القبيلة لخلق فوضى تمنحهم تأشيرة دخول لليبيا بعد فشل فزاعة داعش وحفتر؟  الكاتب يرى بأن الاستنقاص من انتصارات البينيان المرصوص الهادفة لبناء الديمقراطية في ليبيا يعني مقابله مشروع تقهقر للخلف ليس إلا! ولكن أحرار ليبيا بالمرصاد..

تدر ليبيا تادرفت

—————————————————————————-

المراجع:

[1] عقيدة أوباما الليبية ،  مجلة The Atlantic الأميركية – ترجمة بوابة افريقيا الإخبارية، بوابة أفريقيا الإخبارية، May 14, 2016.

[2] كاتب فلسطيني، ” أوباما وتدخل الناتو في ليبيا ونقده للسعودية“،  رأي اليوم،March 19, 2016 .

[3] الشرق الأوسط، ” ” قذاف الدم “يتحدث عن مؤتمر القبائل الليبية وموقفه من “ليون” و”مصراتة””، بوابة أفريقيا الأخبارية، May 22, 2015.

[5] المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، “تأثير القبيلة العربية في العملية السياسية الحديثة”، الجزيرة نت، دراسة: القبيلة تعطل العمل السياسي

[6] (   )، ” القبيلة أفقاً سياسياً غامضاً”، مجلة عمران،15، الدوحة – العربي الجديد ، 22 فبراير 2016 .

[7] عصام هادي، “القبائل العربية: 30 يونيو نهاية استخدام الدين في السياسة”، فيتو قيت، الجمعة 01/يوليه/2016 .

[8] فوزية بريون  ،الشخصية الليبية… ثالوث القبيلة والغنيمة والغَلَبة”، الحياة، 4 يوليو 2016 .

[9] نور الدين العلوي، “دم الأخوة قفصة 1980″، الدار المتوسطية للنشر،2015،  ص 108 – 109.

[10] اعتراف كوبلر بأهمية القبائل خطوة نحو تحقيق الوفاق في ليبيا، آخر الأخبار، ليبيا المستقبل،2016/06/30 .

[11] آخر الأخبار، “اعتراف كوبلر بأهمية القبائل خطوة نحو تحقيق الوفاق في ليبيا”، ليبيا المستقبل، 2016/06/30.

[12] أ ش أ، ” المبعوث الأممى لدى ليبيا يشدد على ضرورة ىة الاستماع إلى آراء القبائل”،  اليوم السابع ” الثلاثاء، 28 يونيو 2016 .

[13] وكالات، “تسجيلات تكشف دعم الغرب لقوات حفتر في ليبيا”، مروك باز، دوليةRT أخبار العالم، RT  روسيا اليوم.

[14] ميدل ايست اي: أشرطة مسربة تفضح الدعم الغربي المقدم لـ”حفتر” ، كلمتي، 8 يوليو , 2016 .

[15] آخر الأخبار، “العفو الدولية تنشر انتهاكات جنسية وشهادات مروعة للمهاجرين عبر ليبيا”، ليبيا المستقبل،1/07/2016، للمزيد راجع الرابط: الاتحاد الأوروبي يواجه خطر تفاقم الانتهاكات المروعة ضد اللاجئين والمهاجرين في ليبيا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

أ.د. فتحي أبوزخار

باحث بمركز ليبيا للدراسات الاستراتيجية والمستقبلية

التعليقات: 1

  • محمد حسين

    مع اقتناعي الكامل بانحطاط عين ليبيا ودجلها وكذبها ولكن الغريب أنها تنشر لمثل هذا المخرف السفيه أد هذا القئ الذي يقذفه السفيه المنحط من جوفه ومازال يكذب وعين ليبيا الحقيرة تنشر ألالعنة الله على الدجالين

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً