الحصار الغير معلن عنه

الحصار الغير معلن عنه

new-article1_10-11-2016

جواز السفر الليبي والهوية الليبية أصبح لا قيمة لهما خارج الرقعة الجغرافية المحلية…

في الوقت الذي كان المواطن الليبي يصول ويجول كافة أرجاء العالم…

بكل فخر واعتزاز ينال الترحيب والتقدير بل ترفع القبعات له احتراما…

انقلبت الآية بل انقلبت الموازين رأسا على عقب وتغيرت نظرة العالم…

في الآونة الأخيرة بدأ المواطن الليبي منطويا متقوقعا عن نفسه…

فلم يعد يتصل أو يواصل انقطعت به السبل وارتفع سقف المشاكل…

انكسرت القيم الأخلاقية ومزق شمل الوطن…

فأصبح الشرخ واضحا وتنامى الميول للانقسام…

كما تسببت الحرية المطلقة المفرطة التي أدت إلى هذه الأزمة الخانقة…

إلى تدمير الاقتصاد الليبي وتزعزع الوضع الأمني والفراغ السياسي المخيف…

تزايدت العصابات المنظمة وتقوت شوكتها في ظل الفوضى فتمردت وطغت…

انسحب الوطنيون من المشهد وبقوا الخونة الانتهازيين موتى الضمائر..

عديمي المبادئ مسيطرين على مفاصل الدولة متشبثين بالحكم…

وأستغل ضعفاء النفوس المتخاذلين بائعي الذمم مجردي الإنسانية…

متكالبي الدولارات وعملاء المخابرات رواد الرذائل وأشباه الرجال…

تجار المخدرات ومهربي البشر مختلسي الأموال استغلالي النفوذ…

الحالة المأسوية المحزنة المؤلمة الكئيبة المظلمة البائسة الشاقة المقلقة…

الخضوع والخنوع والرضوخ والأيادي مكبلة بالأغلال والقيود…

جاعلين المواطن ضيق الأفق سهل الاستدراج محدود الفكر خالي المضمون…

المقايضة والابتزاز وفرض سياسات التجويع والإقصاء…

فلا تهم الشعارات ولا تهم الانتماءات ولكن المهم هو الولاء للوطن…

الوطن الذي بيع كما أسلفت بأرخص الأثمان من جراء حماقة أبنائه الفاسدين…

فبدأت الأرض الليبية ساحة للمعارك والجبهات للقتال وللصراعات…
وميدان بل بالأحرى حلبات لتصفية الحسابات على حساب الوطن…

وتلطخت الأيادي بدماء الأموات تفاوتت الجرائم والبشعات…

وعاثوا في الأرض فسادا تهجيرا وإبادة وكثر الظلم فلا هوادة والله أعلم بعباده…

التلاعب بالميزانيات حكومات تلو حكومات والاستيلاء على المال العام من الأولويات…

الاستحواذ على الصادرات النفطية بصفقات غير شرعية مع شركات وهمية دولية…

ودخول نقلاتها للمناطق الإقليمية وإرساء بواخرها في الموانئ الليبية بقوة السلاح…

ولا حياة لمن تنادي فلا الحكومة التوافقية ولا من سبقتها بالشرعية استطاعت التغيير…

جضران وما أدراك ما جضران وميليشيات حرس المنشئات النفطية…

كلها حقائق واقعة عشناها وما زلنا نعيشها حتى الأن والوضع يزداد سوءاً…

فلا توجد بوادر تبشر بالأفضل وإن كانت فستأخذ وقت طويل لكي ترا النور…

لست متشائما كما يرى البعض ولكن غلب علي خيبت الظن بمن حملوا المسؤولية…

اجتزنا بالفشل مفترق الطرق وأوقع بنا في فخ ألا عودة الذي لطالما حاولنا اجتنابه…

ورموا بنا في منزلق خطير يصعب على من لم يعشه الشعور به…

منزلق قانون الغاب والبقاء للأقوى (فحوت يأكل حوت والضعيف يموت)…

(فخار يكسر بعضه) أي السلبية وتطبيق نظرية عدم الانحياز والوقوف موقف الحياد…

كلها أمور يجب أخدها بعين الاعتبار ومحاولة إيجاد حلول…

مما يقتدي بنا العمل سويا على قدم وساق وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية…

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً