كان ظاهر ليبيا لا يوحي سوى ببلد كسول يطل على البحر الابيض..
يتطلع الى غده بتفاؤل تغذيه الشحنات المتزايدة من الذهب الأسود…
ونسمات ريح تخفف وطأة شهر أغسطس الشهير….
الذي تمتزج فيه الحرارة القاتلة برطوبة خانقة.
يبدوأن ليبيا ودعت الفقر الى الأبد…..
قال احد المقاولين الألمان وهويحتسي القهوة في مقهي فندق الودان…
بينما كتب صحافي بريطاني….
ان طرابلس تسير في خطى روما أكثر مما تسير وراء القاهرة…
على الجانب السياسي….
كان الملك الطاعن في السن قد غادر عزلته بطبرق على ظهر باخرة…
في زيارة الى بلدين لدودين هما تركيا واليونان…
بينما انشغلت حاشيته…
في الحديث عن المال والنفوذ…
والمكائد التي تُنصب لولي العهد…..
كان الجميع قد التف بوشاح غُزل من أمن وامان…
لا يعلمون ان القدر يخبئ لهم جميعا مفاجأة القرن…
حيث لم تعد تفصلهم عن عاصفة شرسة….
ستنقلهم بكل ما يملكون…
ويحلمون الى عهد لم يسبق صنعه…
الى جماهيرية….
لا ترقص سوى على انغام الدم…..
ولا تخضع سوى لقانون العبث…..
ولا ملجأ فيها من الفساد إلا البؤس والحرمان…
لم يكن يفصل النائمون تلك الليلة عن ذاك كله..
سوى نعيق اذاعة…..
وبيان أهوج…
وحزمة من الصبية…
القادمون على ظهور الدبابات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.