محطات

محطات

عطية الأوجلي

وزير الثقافة السابق في الحكومة الانتقالية الليبية

ما لا بد أن يقال ..!!

بعيدا عن حسابات الربح و الخسارة وعن التجاذبات المختلفة أعتقد أنه يحق لنا نحن ابناء و بنات ليبيا أن نرفع رأسنا زهوا وفخرا.. دونما غرور ..فقد تمكن هذا الشعب الذي خرج لتوه من حرب ضروس و من اربع قرون من حكم الجهل و القسوة المفرطة .. استطاع أن يدير شئونه بشكل مذهل وسط غياب التجربة السياسية المنظمة و وسط غياب مؤسسات الدولة و وسط انتشار غير مسبوق للسلاح …. استطاع الشعب الليبي من أن يدير انتخابات معقدة في ظروف صعبة وبإتقان يستحق الاعجاب… وبالطبع ….. دونما غرور.

 

إليهم ….

مللتكم….
مللت .. تشدقكم بالجهوية ..
مللت افتخاراتكم القبلية ..
مللت انتصاراتكم المزيفة ..
انتم لا شيء .. انتم مجموعة من الكسالى الذين يعانون من خوار في العقل و الذهن و الروح… كنتم لا تعلمون شيئا عن الشأن العام آبان حكم القذافي و الآن عندما اصبح الكلام لا يجر المتاعب وراءة .. صرتم تتشدقون ليلا نهار اً بأوهام عن مدنكم ومناطقكم و قبائلكم …صرتم تزرعون لنا الفتن في كل زواية … و تمزقون هذا الوطن الذي لا تستحقون.. ما هكذا تبنى الاوطان يا سادة … أعذروني … فقد قتلني الملل.

ملاحظات إنتخابية … (1)

التحديات التي واجهت الإخوان المسلين في انتخابات المؤتمر الوطني كانت في جزء منها شبيهة بالتحديات التي واجهت غيرهم من الاحزاب : حداثة التجربة و قلة الخبرة و ضيق الوقت الذي لم يفسح المجال امام هذه الاحزاب للتواصل مع الناس و طرح برامجها و التعريف بقيادتها. فأكتفت معظم الأحزاب بالتركيز على الشخصيات المعروفة و على شعبية هذه الشخصيات لدى الناس.

بالاضافة الى ذلك، واجه الإخوان تحديات خاصة مرجعها التركيبة التنظيمية والنفسية التي تلازم الاحزاب التي مارست العمل السري لعقود من الزمان و تعرضت للملاحقة والاضطهاد. فالعمل السري يحتاج الى خصائص و قدرات تختلف نوعيا عن تلك التي يحتاجها العمل الجماهيري المفتوح و القائم على التنافس الحر .. ففي العمل السري تحتاج الاحزاب الى قيادات و عناصر تمتاز بالقدرة على الكتمان و التمويه و لا تثير الريبة في مسلكها و عادة ما تكون عزوفة عن الالتحام بالناس والانفتاح عليهم … و تمتلك صفات هامة مثل روح التضامن العالية و الانظباطية والالتزام بالطاعة وهي صفات حيوية للعمل السري إلا أن هذه الصفات سرعان ما يخبو بريقها في العمل الجماهيري الذي يعتمد على التحاور والتواصل و البحث عن الحلول الوسط والانتقال من طرح الشعارات التحريضية الي طرح البرامج والحلول بشكل مقنع و تفصيلي… و يمكننا أن نضيف الى ذلك ان النجاحات التي تحققت للأسلاميين في مصر وتونس جعلت من توقع فوزهم الكاسح في ليبيا المعروفة بهويتها الاسلامية امرا متوقعا.

وفي الخلاصة يمكن القول أن هذه النتيجة إذا ما أدت بقيادات الحزب الى مراجعة مسلماتها عن الواقع الليبي و الى إعادة بناء الحزب على أسس جديدة و عصرية والى رؤية الواقع الليبي بعيدا عن تجارب الاخوان في البلدان العربية الأخرى فإن نتائج الانتخابات تكون قد أدت خدمة هائلة لحزب العدالة و البناء … والى المشهد السياسي الليبي

سؤال غير برئ ….!!
لا أدري لماذا صارت العديد من محطات التلفزة تذكرني بالسيرك ..؟؟ هل السبب يا ترى هو كثرة المهرجين ..!!

خيارات …؟؟؟

قد عشت جزء من حياتي آبان العهد الملكي .. وجزء في جمهورية العسكر.. و أخر في جماهيرية العبث .. و ها أنا اعيش الفترة الانتقالية بكل ايجابيتها و سلبياتها .. أعايش القلق ولكن بنكهة الحرية .. فلا مجال للمقارنة .. وأود القول بكل وضوح …. أنني لو خيرت بين قيام ديموقراطية تأتي بحكومة قد لا أحب …. وبين …. ديكتاتورية تأتي بحكومة قد أعشق ….. فبدون إي تردد سأختار الديموقراطية ثم الديموقراطية … و لا شيء غير الديموقراطية.

 

لا مبرر …..!!!!

لا استطيع أن أوجه اصبع الاتهام لأحد دونما دليل ..ولا يجوز أن نبني اتهاماتنا على الظن .. فنحن نعيش في عالم يسهل فيه تلفيق التهم و نشر الاشاعات و توزيع الاتهامات. ولكني استطيع و بكل وضوح أن أدين عملية تفجير القبور و أعتقد انها اعتداء على حرمة الموتى و على أمن وأمان الناس و لا مبرر لها. و إذا ساق البعض مبرر سوء استخدام هذه القبور فهذا مردود عليه بأن المشكلة آنذاك في عقول من يسيء استخدامها و ليست في القبور ذاتها… وتفجير القبور لن يغير العقول …… فالعقل لا يتغير الا بالعقل و بحسن المعاملة………….. والله المستعان.

 

 

ملاحظات إنتخابية … (2) 

تمكن الدكتور محمود جبريل من توظيف خبراته العملية و معارفه النظرية في تخطيط وتنفيذ حملة علاقات عامة وتواصل سياسي مكنته من تحقيق نتائج مبهرة على صعيد انتخابات المؤتمر الوطني ….. فقد أدرك الدكتور محمود مبكرا الطبيعة الاعلامية لهذه الانتخابات وأن حداثة التجربة و غياب التقاليد السياسية و إنعدام الخبرة ستجعل من الانتخابات امتحانا في القدرات التسويقية وأن كثرة المترشحين ستجعل الفوز أقرب لمن لديه حضورا إعلاميا لافتا… وهكذا كان. كما أدرك أهمية التوجه للقطاعات الصاعدة في المجتمع فكان التواصل مع المرأة و الشياب عبر حملة إعلامية تعبوية عصرية قامت على دقة الوظيف السياسي للرسالة الاعلامية و على خلق انطباعات لدى المتابع تحفزه على التصويت للفريق الانتخابي. فاستخدام مساحات المقابلات الشخصية و اللقاءات الجماهيرية و توظيف الشخصيات التي لها قبول لدى الناس مثل الرياضين كلها ادت لازدياد فاعلية الحملة الانتخابية الاعلامية. تتبقى بضع اسئلة .. هل بامكان التحالف أن يتحول الى تيار سياسي متماسك أم ان مكوناته لن تصمد طويلاً اما م الامتحانات القادمة …؟؟. هل سينجح الدكتور جبريل في خلق مسافة ما بين شخصة و بين التحالف ؟ هل بالامكان التوصل الى صيغة وطنية توافقية تجمع القوى السياسية الليبية على برنامج عمل محدد لا سيما وان الجميع يطرح تقريبا نفس الاراء و يسعى تقريبا نحو نفس الأهداف ؟ هل عند تشكيل الحكومة سيتمكن من خلق توازن بين التجاذبات الجهوية والقبلية و الحزبية و بين عنصري النزاهة و الكفاءة … و هل سيتمكن من عبور حقول الالغام التي تمتد من المصالحة الوطنية حتى اللامركزية ومن سلاح المليشيات الى إعادة الاعمار..؟. لا ريب أن التحديات عظيمة و أن التركة هائلة ولكن الروح التي ابداها الشعب الليبي آبان الثورة وعند الانتخابات تجعلنا نتطلع الى نرى المزيد من الانجازات … ومصلحة الوطن تدعونا الى أن نأمل من أن يتمكن السيد جبريل من الحصول على التوافق الوطني اللازم لتحقيقها.

 

ملح الكلام …..!!

لا يمكن ان نحارب الشر في العالم بانتاج المزيد منه…. و لا يمكن ان نقضي على الظلم بارتكابه….. لا يهزم الشر إلا الخير.. ولا يقضي على الظلم الا العدل ..فإن كنت يوما ما ضحية حقيقية للظلم و تريد ان تنتقم… فأطلب العدل لك و لغيرك….. وتذكر ان النفوس الخيرة هي التي يحبها الله و الناس … وأن خير النفوس هي التي تجاهد ذاتها و تحارب الشر فيها…. و أن النفوس الخاسرة هي التي تنشغل طيلة حياتها بمساؤى الغير و تغفل عن حساب ذاتها….

 

أخر الكلام ………..!!!!

خلق الأنسان فردا .. بلا هوية .. بلا لغة .. بلا جماعة … ويموت فردا … ويحاسبه الله يوم القيامة فردا… ولكن في اثناء عيشه .. تكتسب هويته بعدا جماعيا .. فيصبح فردا في مجاميع عدة.. ويكتسب هويات متعددة… فينتمي لقارة ما .. بلد ما .. اسرة ما .. حرفة ما ..ديانة ما .. ثقافة ما .. لغة ما .. ناديا ما..وهكذا …

و في أثناء الأزمات يتم اختزال المرء الى فرد في جماعة معينة و يتم مصادرة التنوع و تصوير الناس وكأنهم جسد متجانس متوحد لا فروقات فيه وهو ما يخالف العقل و المنطق و التاريخ .. فكل جماعة بشرية تضم تنوع هائل في تكوين افرادها ، بل في الكثير من الاحيان تكون الصراعات داخل المجموعة الواحدة أكبر و أقوى من الصراعات بينها و بين المجموعات الأخرى. …. ولكن لكي تسهل التعبئة ضد الغير لا بد من تجريده من انسانيته و فرديته و رفض إي احتمال لإختلافه عند ابناء جلدته … وهذا هو منطق العنصرية اينما كانت ومنطق الحقد والكراهية اينما حل…. المحبة تعرف و تعشق و تخاطب و تحاسب الفرد … اما الكره و الحقد فلا يعيش الا في جماعة … ولا ينمو إلا ضد جماعة. ….. فأحذروا الكراهية … اخذروا الكراهية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

عطية الأوجلي

وزير الثقافة السابق في الحكومة الانتقالية الليبية

التعليقات: 1

  • نوري

    قبل التكلم عن الربح والخسارة في الانتخابات اريد ان اعرف عن الربح والخسارة في وزارة الثقافة مادا قدمتم ومادا اخدتم .

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً