المتغطي بالفشل

المتغطي بالفشل

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

مانسمعه وما نراه من أوضاع مأساوية للمسافرين الليبين عبر المطارات العربية والإسلامية شيء مؤسف للغاية، أصبحت المطارات عبارة عن محل إقامة للجاليات الليبية، فَعِدَّة أيّام إلى أسبوع أو أكثر يقضي المسافرين رحلة انتظار وصول طائرة الخطوط الافريقية اليهم، ولكن للاسف لن تأتي الطائرة في موعدها المحدد غالباً لان المتعاقد معه لا يقدر الوقت ولا يعطي أهمية للزمن بسبب قبضه لتمن التذكرة مسبقاً ولا مساواة للمواطنيين، وبعد ايّام صعبة يقضيها المسافرين كلاجئين في المطارات العالمية يصبح من المفترض والبديهي على الخطوط الطيران الليبية تقديم اعتذار رسمي لزبائنها.

ولكن الغريب هوالعكس الذي حدث، حيث قامت الشركة بكل استهزاء بفرض رسوم بالعملة الصعبة لمن يتأخر عن رحلة الخطوط التي لم تكن يوماً تأتي في موعدها.

هذه الشركة للاسف كانت شركة عامة عملاقة رائدة في مجالها الجوي، شركة ذات أصول ناجحة وبعد سنوات من النجاح أصبحت غير قادرة عن دفع جزء من ديونها وتغطية بعض المرتبات لموظفيها، وتقليص عدد كثير من طائراتها بالاختفاء أو بالصيانة.

مشاكل الطيران في ليبيا يؤثر بشكل مخزي على رحلات المواطن الى الخارج بسبب عدم احترام المواعيد وتخبط في سير الرحلات من قبل الشريك الليبي، أصبح العالم لا يحترم الزائر الليبي إليه واهانته أصبحت من الشيء المعتاد.

والمستغرب أن أهم المطارات التي تحصل بها المشاكل هي مطارات تركيا ومصر ورغم أنها دول تعاني أزمة مالية واقتصادية صعبة، إلا أن المواطن الليبي جاء حتى يساعد اقتصاديات هذه الدول ويصرف الدولار الذي خصصه المحافظ للبنوك العالمية ، ولَم يراعي أن جلّ المسافرين لهم قصص مع قصة “منحة الدولار” الاهانات و القبض والسجن هي أفضل تعاون مع الإخوة الليبيين!!، والحمدالله أن المسافر الليبي ذهب حيث وجود مخصصاته من العملة الصعبة وإلا تم قتل الزائر الليبي وبيع أعضائهم، وللاسف حدثت تلك الأمور مع بعض المرضى
فمسألة فواتير العلاج في الخارج والسرقات كانت ولاتزال على مسامع مصحات العالم بان الجريح الليبي يدفع وانه من السهل التغرير به، فرحلة كشف مبدئي عند دكتور بالمصحات العلاجية التركية تفوق 700 ليرة.

استنزاف خزينة الدولة بقرارات غير صحيحة هو منهاج عمل للإدارة الفاشلة، فعندما نكون أمام إدارة فاشلة لايمكن لك إدارة دولة ناجحة مهما كانت موارد هذه الدولة كبيرة.

فانهيار شركات الطيران كان بسبب صراعات الإدارية وانقسام الإدارات ،والصراع على الاستثمارات الخارجية وصندوق السيادي والمحفظة الإفريقية، والاهم انقسام الإدارة بالمصرف المركزي الى قسمين مع وجود إدارة فاشلة بعد الانقسام ،وما نحن فيه الآن هو نتيجة إدارة فاشلة في كثير من مواقع المسؤولية ويبقى المسؤول عن الفشل في مكانه متغطي بالفشل ويتحسس الفشل على انه نجاح كبير له!!!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

التعليقات: 8

  • علي عبدالله

    لا أعتقد أنه خروج عن الاحترام واللياقة ، لفت النظر إلى أهمية التدقيق اللغوي في العمل الاعلامي ، وضرورة الحرص عليه باعتباره من أهم مفردات التوصيل والتواصل بين المؤسسة الإعلامية ومتلقي نتاجها ، فلا يعقل أن يجئ الفاعل منصوباً مثلاً ولا إسم إن مرفوعاً ( وقس على ذلك ) ثم أليس من المفترض أن تراجع المواد قبل أن تنشر ؟ أم هو افتراض لديكم بأنه لا علاقة للغة بمنطق التفكير الذي تصوغه مفرداتها ؟ أفيدونا أفادكم الله .

  • عبدالحق عبدالجبار

    سوف أفيدك يا استاذ علي عبدالله خوذ عندك الفاعل علي يمينك و يسارك و أمامك و خلفك وهو مرفوع و المفعول به جلس معك وهو مكسور …. هناك كان واخواتها و ان و اولادها منهم من منصوب و منهم من مسكون وفي الاخير كله مقلوب …. شد عندك قواعد اللغة و أعطنا قواعد الحياة يا عبدالله …. اخي محمود ابو زنداح بالله عليك لا تتوقف وكسر علي روؤسهم قواعد اللغة حتي يتعلموا قواعد الحياة

  • محمود عطية

    للاسف حصل خطأ بسيط في الكتابة بسبب تغير لوحة المفاتيح ،حتى يتم إرسال بلاغات وسب وشتم من البعض والتنزيل من قيمة الشخص
    للاسف من سهل علينا الهدم ومن الصعب علينا البناء .

  • علي عبدالله

    عندما اتحدث عن وأد اللغة لا أهدف من وراء ذلك إلى التبخيس من قدر أحد لا صاحب المقال ولا غيره ممن كتبوا ويكتبون ، أيضاً لا استهدف الحط من قيمة فكرة قيّمة تُطرح ( فبكل بساطة والحمد لله ) لا أعجز عن استخلاص الأفكار من أشد الأساليب ارتباكاً … لكنني مدفوع بقناعة تفيد أن اللغة بمفرداتها وقواعدها هي الارضيّة التي ينبت الفكر في تربتها ويتغذى الوجدان من نسغها ، وهذه حقيقة بل بديهية لا تقتضي محاجّة فلسفية لتأكيدها كما أن التغافل عنها أو تجاهلها يمهد طريقاً مشرعاً لابتذالها ولنا أن نتصور نتيجة ذلك في السياق الفكري والوجداني العامين … إذن ولعل ما لقيته ملاحظتي السالفة من رد متشنج ومعاند ينبئ عن خضوع مثير للشفقة لفوضى الانفعال العاطفي من هذا الذي يقول أنه سيفيدني ( وأشكره على ذلك ) فقد أكد لي رده ضرورة ما أشرت إليه وأصر عليه من لزوم الاهتمام باللغة التي لا نتعاطاها مجردة وفارغة من الدلالة بل هي خلاصة ما تحمله عقولنا من فكر وما تنطوي عليه حنايانا من مشاعر … بقي أن أؤكد أننا أحداً لا يتعمد إساءة استعمال اللغة فجميعنا كنّا ضحايا مناهج مدروسة لافساد العقل والوجدان الليبيين ، ولكن لاشئ يبرر أن نجتاف تلك المناهج ونحقق لمن استهدف قهرنا وتجهيلنا أهدافه المسفلة .

  • عبدالحق عبدالجبار

    غني يا فحيج

  • علي عبدالله

    فعلاً
    من ثمارهم تعرفونهم

  • عبدالحق عبدالجبار

    من جذورهم تعرف اصولهم ….وان أردت ان تعرف أعمالهم … اعلم ان العرق يضرب في الأربعين … وان أردت ان تعرف حبهم للوطن واهله تمعن في كتاباتهم ان كانوا صادقين ولا تنسي اولاياتهم

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً