المطلوب تصحيح ثورة فبراير

المطلوب تصحيح ثورة فبراير

نعم هذا هو المطلوب وليس التنكر لها والكفر بها أو المطالبة بألغائها كشرط أساسى لكى يرضوا عنا أنصار النظام السابق ويقبلون بالتعايش معنا، يطلقون على ثورة فبراير “نكبة فبراير” وتناسوا بأن دسائسهم ومكائدهم فى الخفاء وتحريضهم العلنى على شق صف أبناء ليبيا وتقسيمهم لأبناء الشعب الى مناصر للقذافى ومناصر لفبراير، وتمكنوا من تحويل الأختلاف بين أبناء ليبيا من أجل الأفضل للبلاد والعباد، الى خلاف وصراع وقتال بين الأخوة.

ماذا يريدون من يطلقون على أنفسهم أنصار القذافى ،فقد بدأت أصواتهم تتعالى هذه الأيام فى سماء القاهرة ،و بدأت تنظيماتهم المعارضة لثورة فبراير تظهر الى العلن، وتقيم الندوات والملتقيات ،وتعلن عن تحالفاتها مع من بالداخل الليبى وضد من، ومع ذلك يعلن قادتها من أمثال أحمد قذاف الدم الذى يشغل حاليا منصب (المسؤول السياسى لجبهة النضال الوطنى الليبى) المعارضة لثورة فبراير ،بأن جبهته ليست مشروع سياسى ،ومهما أختلفنا نحن نتفق على الوطن دون أقصاء لأحد ونتحاور مع الجميع دون أستثناء ،وفى نفس الوقت يعلن دعمه لحفتر ولمجلس النواب ويتفق معهم على رفض حكومة الوفاق الوطنى على أعتبار بأن هذه حكومة وصايا آتى بها الناتو.

يوم السبت الموافق 2016/3/19 الذى يناسب الذكرى الخامسة لتدمير رتل القذافى على مشارف مدينة بنغازى عام 2011 ،حيث يعتبر هذا اليوم له قدسية خاصة عند أهل بنغازى الذين نجاهم الله من رتل القذافى العسكرى البلغ طوله 60 كيلومتر عند المدخل الغربى للمدينة.

بكل أسف أنصار القذافى المقيمين بالقاهرة الذين يعتقدون بأن رتل القذافى كان ينوى توزيع الحلوى والورود على أهل بنغازى المنتفضه على حكم القذافى المستبد ،فقد قامت مايسمى (الحركة الوطنية الشعبية الليبية )التابعة لأنصار القذافى والمعادية لفبراير ،بأقامة ندوة حول عدوان الناتو على ليبيا فى 2011/3/19 وذلك بمقر الحزب العربى الديمقراطى بالقاهرة ،وقد حضر هذه الندوة (موسى أبراهيم ) اللمبى ،المتحدث الرسمى السابق لنظام القذافى ،وألقى محاضرة عن تداعيات حرب حلف الناتو على ليبيا ،ويعلن رفضه هو وجماعته لحكومة الوفاق المفروضة على الشعب الليبى حسب قوله ،علما بأن القيادى السابق بحركة اللجان الثورية (سعيد رشوان) يتولى منضب منسق الحوار بالحركة الشعبية الوطنية الليبية المزعومة.

كل يوم يخرج علينا هذه الأيام جماعة أنصار القذافى بالأعلان عن ميلاد حركة معارضة جديدة لثورة فبراير، وأخر هذه الحركات هى (حركة تحرير ليبيا) التى يقوم بتأسيسها المدعو (محمد الزبيدى) الرئيس السابق للجنة القانونية لمؤتمر القبائل الليبية ،ويقول أن القبائل التى هزمت فى المواجهة مع أنصار فبراير ،ترى فى سيف الأسلام القذافى نوع من الأنتصار للذات والحنين الى الماضى ،وأن مشروع الجبهة تحت التنفيذ وهو عبارة عن كيان سياسى يضم المؤيدين للنظام السابق، ومن عانوا من فبراير ،ومن يعدونها مؤامرة وأجتمعوا تحت كيان وأطلقوا عليه (الجبهة الشعبية لتحرير ليبيا )برئاسة سيف الأسلام القذافى الذى سيستفيد من العفو العام الذى سيقرره مجلس النواب وسيتم أطلاق سراحه ويستلم رئاسة الحركة حسب قول الزبيدى.

وهناك من يعرض بضاعته من جماعة النظام السابق على السوق المصرية قريبا ،فقد أعلنت ( منظمة وطن للشباب الليبى ) عن أقامة الملتقى الوطنى للشباب الليبى تحت عنوان (رؤية الشباب الليبى للخروج من الأزمة الليبية ) وذلك بتاريخ 2016/3/26 القادم بجمهورية مصر العربية ،يرئس هذه المنظمة ( الدكتور عبد الهادى الحويج ) وأمين عام المنظمة (المحامى خالد الغويل ) والمدير التنفيذى للمنظمة (رابحة الفارسى ) والأعلامى (خكيم معتوق ) وستقام الندوة بمقر الحزب العربى الديمقراطى بالقاهرة.

ماذا يريد أنصار القذافى الذين خذلوه وقت الشدة ويحاولون اليوم التمسح به من أجل الحصول على موطأ قدم فى السلطة؟

يعلنون عدائهم للأخوان لكى ترضى عنهم مصر ،يعلنون تأييدهم ودعمهم لحفتر الذى يعتبر أحد أبناء فبراير ،نعم ليس حبا فى حفتر بل كرها فى فبراير ،ولهذا يحاولون تشويه صورة الشرفاء من أبناء الجيش الليبى بأدعائهم بأن الجيش الذى يحارب الأرهاب فى ليبيا هو جيش القذافى ،وتناسوا بأن جيش القذافى أنتهى الى غير رجعة يوم 2011/3/19 حينما حاول أبادة أهل بنغازى عن بكرة أبيهم.

ثورة فبراير ليست حكرا على الأخوان أو على العسكر ،ثورة فبراير بالجميع وللجميع، وقامت من أجل أن تتسع ليبيا للجميع ،فعلى المتاجرين بهموم ومشاكل المواطن الليبى البسيط ممن يطلقون على أنفسهم أنصار القذافى ،وقاموا بفتح دكاكين لمعارضة ثورة الشعب الليبى فى فبراير أن يتوقفوا عن شق صف أبناء ليبيا بالداخل والخارج ،وبدلا من أحراج الحكومة المصرية بهذا الكم الهائل من دكاكين المعارضة الجديدة بالقاهرة لأنصار القذافى ،عليهم أن يقوموا بتشكيل حزب يجمع شملهم بدلا من تلك التضخيمات الأعلامية التى ينتهجونها والتى تشوه الكثير من الشرفاء من أبناء الجالية الليبية المقيمة بمصر والمناصرة لثورة فبراير ،نعم الحزب سيظهر الحجم الحقيقى لأنصار القذافى ،وكفانا تضليل وخداع.

لن نسمح لأحد بالطعن والتشكيك فى ثورة الشعب الليبى ،ولن نتهاون مع من يحرض الشعب على الكفر بثورته من خلال الطعن والتشكيك فيها وبأنها ثورة الناتو ،وكأن ثورة القذافى كانت ثورة شعبية ،وكما يقول المثل الشعبى (خلى التبن مغطى شعيره) .

نعم لتصحيح مسار ثورة فبراير ،ولن يتأتى هذاألا من خلال حكومة الوفاق الوطنى التى تعهد المجتمع الدولى بدعمها ومساندتها حتى تتمكن ليبيا من الخروج من هذا النفق المظلم ،نعم وألف نعم لحكومة واحدة فى ليبيا وكفانا عبث فالمجتمع الدولى الذى ساعدنا فى الخلاص من حكم القذافى لن يعجز عن مساعدتنا فى تطهير البلاد من هذه الشراذم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

التعليقات: 2

  • عبدالواحد محمد الغرياني ــــــ مملكة السويد

    بقايا زمرة سبتمبر لن تعود للحكم في ليبيا حتَّى يلج الجمل في سَمِّ الخِياط !!؟؟

  • محايد

    من ناحية المقال انا اتفق معاك سكر الماضي ومعا من اجل ليبيا

    اما بالنسبة للاخ صاحب الرد عبد الواحد محمد الغرياني ليش انت درت الثورت بسش تطلع للسويد وتقدم على لوجوء؟ مادم مقررين تطلعوا وتسيبوا ليبيا كان طلعت بدون ثورة

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً