الهوية

الهوية

لأننا شعب غير محظوظ ولأنه مكتوب علينا بالأيام الصعبة، وكأن النفط أصبح نقمة أكثر مما هو نعمة على هذا الشعب المنكوب، كنت وخلال سنوات حكم القذافي الأخيرة أقول للنفسي بأنه إذا وضعت شخص أعمى في حجرة أو بصير في حجرة مظلمة، لها باب وحيد فإن ذلك الشخص سيبحث عن ذلك الباب أو المخرج وسيجده في نهاية المطاف، ربما سيأخذ وقتاً طويلاً ولكنه في النهاية سيجد ذلك الباب، وعندما اقترب ذلك الشخص(الفرد) من الباب بعد سنوات من التجارب والمحاولات من الفشل في الاشتراكية لانتهاء مرحلة الأحلام للتحول إلى دولة صناعية تملك الأسلحة المتطورة.

جاءت فبراير لتخلط الأوراق من جديد، وتعاود الجماهير أو الجماعة الحاكمة الجديدة رحلة البحث من جديد متلمسة الطريق نحو المخرج لنتجاوز عنق الزجاجة ذاك، ولكن كم سيستغرق ذلك من الوقت، وهل يمكن أن نأخذ ما حدث في ليبيا بمعزل عن محيطها، وهل وهو السؤال الجوهري والمهم من إنه وبعد سنوات قادمة عديدة وبعد تلمس الطريق  وقرب الوصول إلى ذلك الباب المنشود، سيقفز شخص أو مجموعة جديدة على السلطة لنعاود البحث من جديد وتعود حجرة سيزيف إلى الأرض أم إن الشعب سيوجد نظام لا يسمح بتكرار الأخطاء وسيسلط الأضواء ونكون واعين بموقع ذلك الباب ولن نحتاج لوقت طويل متلمسين ذلك الطريق لأن الشعب تمتع بالخبرة الكافية ضد كل ما ممن شأنه ان يعيق هذا الشعب في تقرير مصيره مسترشدا بتجارب الشعوب الأخرى نحو بناء دولة مدنية حديثة تقود دول المنطقة نحو تكوين هوية واحدة، يتنازل فيها الأخ الغني عن جزء من ماله، لتكوين دولة كبيرة في شمال أفريقيا تتكون عرقيا من امتزاج كثير من الأعراق كل من مر من هذه الأرض (فينيقين، رومان،إغريق، أمازيغ، سودانيين، عرب، أتراك، فراعنة، أقباط) تكون الكلمة فيها أخيرا للشعب الواعي المتمرس على اختيار ممثليه وحاكميه لفترات مؤقتة وبناء نظم تقوم بمعالجة نفسها لا تسمح للفاسدين والمفسدين بالتغول وبالضحك على شعوبهم مجددا.

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً