ليبيا بلد واعد

ليبيا بلد واعد

المشكلة في ليبيا هي مشكلة إدارية، ليست سياسية ولا عسكرية ولا اجتماعية، ليبيا في حاجة لمدراء ناجحون ينتشلونها من المستنقع القابعة فيه، وتعالوا إلى كلمة سواء، ولنتخلص من أسلوب الغالب والمغلوب ونتصرف كأخوة أبناء بلد واحد.

في دول العالم المتقدم، عندما يتقدم شخص لمنصب مهم وزير مثلا فعليه أن يقدم رؤيته لعمل الوزارة والرسالة التي يجب ان تؤديها في وقته، وكذلك الأهداف ويجب أن تكون هذه الأهداف (SMART) بمعنى ان تكون هذه الأهداف (specified, measurable, achievable, realistic and timed) بحيث تكون هذه الأهداف محددة ويمكن قياسها ويمكن تحقيقها وواقعية وخلال زمن محدد.

كأن يقول وزير الداخلية أن أحد أهداف وزارتي هو تقليل حوادث المرور بنسبة 10 % خلال السنة الأولى لإدارتي، فهذا الهدف هو محدد ويمكن قياسه (هو لم يقل كلام إنشائي بل حدد الهدف وبالنسبة المئوية) ويمكن تحقيقه وواقعي (فهو لم يقل رقم صعب كأن يقول سأخفض حوادث المرور بنسبة 100% فهذا كلام غير واقعي ولا يمكن تحقيقه وخلال زمن محدد وهو سنة.

أتمنى أن أرى مرشح لرئاسة الوزراء الليبية يقول، خلال سنة سيرفع اعتماد البلاد على الموارد غير النفطية بنسبة 10%، سيقلل البطالة المقنعة بنسبة 10% وسيرفع من مرتبات العاملين بنسبة كذا وكذا وسينجز ما نسبته كذا وكذا من البنية التحتية وسيزيد الاستثمارات الأجنبية بنسبة كذا وكذا، وسينقل ما نسبته 10% من القطاع العام لمشاركة القطاع الخاص، عبر طرحه في الأوراق المالية، وأنه سيسعى لوضع استراتيجية جديدة للتعليم والبحث العلمي والصحة، وإنه سيرفع إنتاج ليبيا من النفط والغاز، وسيعمل على تشجيع الليبيين في العمل والاستثمار في المجال النفطي، وسيركز على تجارة العبور والخدمات، والاقتصاد المعرفي والاستثمار في المورد البشري وفق سياسة واضحة، وبناء على تخطيط  علمي استراتيجي، لتتحقق لليبيا قفزات تنقلنا من العالم النامي للعالم المتقدم خلال خمس سنوات.

ليبيا غنية بالكفاءات، ومن كل المدن والمناطق، لكن علينا أولا أن نتخلص من الجهوية المقيتة، وأن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن نركز في اختياراتنا على الكفاءة والقدرة ومعدلات الأداء والخبرة بدل التقسيمات الجهوية التي لا تبني بلدا، يجب أن نتخلص من عقدة التواريخ والأشخاص، ليبيا لا تبنى إلا بالليبيين جميعا بكل مدنهم بكل مقوماتهم، فلنترك سبتمبر وفبراير جانبا فالأحداث تمر والأشخاص يتغيرون والوطن هو الثابت الوحيد فلنتمسك بليبيا ولا نقصي أحداً فكل الليبيين رغم اختلافهم يجب أن يشاركوا في بناء ليبيا، ويجب ان يصدر قرار بالعفو العام، فنحن في حاجة لكل ساعد وكل عقل قادر على البناء، هذه بلادنا وهي أمانة في أعناقنا، وسيسألنا أحفادنا كيف أضعناها، بلد ملئ بالخيرات وعين العالم كله على هذا البلد، حمى الله ليبيا من كل مكروه.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

والسلام

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • صلاح

    كلام جميل, كلام جميل جدا سيدي الكريم, هذا ما نحتاجه -كخطوة أولى- ووضع البلاد لن يصلح في ليلة -أو في سنوات قليلة حتى!!- فنحتاج الإصلاح بنسب قليلة شيئا فشيئا
    اختلف معك في نقطة واحدة فقط, في موضوع العفو العام, من الأفضل أن يكون بدل ذلك قانون العدالة الانتقالية, فالعفو العام سيزيد الأمر سوءاً!!
    لك جزيل الشكر

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً