بـنغـازي التي نـحلم بـها

بـنغـازي التي نـحلم بـها

حتّى لا يفهمني أحد علي خطأ، أنا لست ضد تظاهرة 15 فبراير.. بل أنا مع كلّ المطالب – المنطقية – الشرعية والمشروعة لأهالي بنغازي، كما أني مع مطالب جميع أهالي الوطن أينما كانوا.. ومع الإصرار علي تصحيح مسار ثورتنا المجيدة.. والتي نراها تسير حاليّاً مساراً متخبطاً ومتعرجاً – بقصد أو بدونه – فتارةً، نخطو خطوتين في الإتجاه الصحيح؛ وتارة، ننحرف يمنة أو يسرة.. أو تقهقرا.. وهذا أمر متوقّع في معظم الثورات في نشأتها الأولي، وخصوصاً في بلد يكاد يكون خالياً، خلال أربعة عقود متواصلة من كافة المؤسسات الحكومية والمدنية.

إخوتي، بنات وأبناء بـنغـازى،،

حتّى بعد أنّ نُحقّق (الأمن والأمان) الغائب مع الأسف الآن في مدينتنا الغالية،، سوف ( لن ) تتحقّق لكم مطالبكم بالتظاهر وبالـتمنّي فقط.. ولكن بالجهد – جهدكم أنتم- وبالتنظيم.. وبالتكاتف وبالمبادرة من أجل تحقيق تلك المطالب، فمثلاً، بدل الإعتصامات الغاضبة وبدل التهديد بالثبور وعظائم الأمور، كان ينبغي عليكم البدء بأنفسكم (عملاً لا قولاً) فى تحقيق هذه المطالب، فعلي سبيل المثال:

بنغازي عاصمة إقتصادية!

لا أحد ينكر حجم دور الدولة – الحكومة – ودعمها الرئيس في تحقيق هذا المطلب الضخم، غير أنّ دور أهالي المدينة ومجلسها المحلّي ورجال أعمالها وتجارها ومؤسساتها المدنية، لهو الدور الأهم وصاحب الخطوات الأولى لتحقيق هذا الهدف.. كيف؟

· البدئ فوراً في تفعيل المنطقة الحرّة – الميناء الجاف – بالمجهود الذاتى وبالإستعانة بالبنوك والمستثمرين الوطنيين والأجانب ولا ننتظر مساهمة الحكومة لكيّ نبدأ.

· تخصيص أراضي ولو بنزع ملكيتها للصالح العام، لإنشاء المعارض وفنادق عالمية وصالات المؤتمرات وطرحها للمستثمرين الليبيين والأجانب بتسهيلات وحوافز مغرية.

· تكليف شركات عالمية لتكملة مطار بنغازي العالمى إذا لم يتم حياله شيئاً من قبل وزارة المواصلات.. وذلك بدعوة المجلس المحلي لشركات عالمية بنظام (COST PLUS) مع توفير الشركات المختارة لقروض تمويل مصرفية طويلة الأجل لتنفيذ المشروع وحتّى لتوسيعه أكبر فأكبر، حتى تتمكن الدولة فيما بعد من تسديد تكاليفه. أي وضع الحكومة المركزية في طرابلس أمام الأمر الواقع.

· تنفيذ مخطط توسيع ميناء بنغازى البحرى وذلك بالتعاقد المباشر كما المطار وعدم انتظار تحرّك وزارة المواصلات – عندما يخطر لها – ووضعها أمام الأمر الواقع.

· أنّ يتولّى المجلس المحلي دور الضامن وحتى الشريك أمام المصارف لأي مشروع حيوي يتقدم به التجار من أجل إنشاء أسواق ومراكز تجارية حيوية مدروسة لصالح المدينة.

· إعداد مخطط سياحى بشرق وغرب وجنوب المدينة وتخصيص المدينة لأراضى عامة أو نزع ملكيتها للصالح العام من أجل بناء قرى ومشاريع سياحية عملاقة وطرحها للمستثمرين الوطنيين والأجانب للبدء الفورى بها مع إعطائهم كافة التسهيلات والحوافز.

· طرح مخطط كبارى وجسور ولو بنظام ( B.O.T) على المستثمرين الوطنيين والأجانب لحلّ مشاكل اختناق المرور بالمدينة وضواحيها حاليا ولمدة 25 أو 30 سنة قادمة على الأقلّ.

· ويمكن طرح غيرها من مشاريع مثلها تدخل فى إطار بنية تحتية وخدمية لازمة لأي عاصمة إقتصادية فى قطاعات السكن والصحة وغيرها.

المؤسسة الوطنية للنفط!

قبل أن تطالبوا بنقل مؤسسة كبيرة كمؤسسة النفط لمكانها الأصلي بعد مرور أربعين عام، عليكم أنّ تجهّزوا لها ولشركات النفط العملاقة التى ستظطر للإنتقال معها، الأبراج المكتبية والمقرات المناسبة كاستعداد لهذا الإنتقال الضخم. فمثلاً :

· أقترح تحديد مساحة لا تقل عن 70 إلى 100هكتار بأحد اطراف بنغازى ولنسمّها المدينة النفطية وتكليف شركات وطنية وعالمية بتصميم مقار المؤسسة ومقار ما سيلحقها من شركات نفطية الآن ومستقبلاُ.. على أن يشمل المخطط آلاف الدارات (الفلل) والشقق، التى سيتمكن المنقولون والقادمون من إستئجارها.. مع توفير كافة المرافق الخدمية والأسواق والحدائق والنوادى الؤياضية والترفيهية بأنواعها بهذه المدينة النموذجية.

· أنا على ثقة بعد إنتهائكم من تصميمها وعرضها عالمياً على كافة المستثمرين سيتم الشرع فى بناءها فى أقصر زمن ممكن.

وأخيراً، على المجلس المحلى وتجار ورجال أعمال بنغازى والغرف التجارية والصناعية وكافة التنظيمات الإجتماعية بها العمل ( بالشراكة وبالحماس والتكاتف) علي تسويق بنغازى عالمياً لتشيع الإستثمار التجارى والصناعى والسياحى والطبي والخدمى بالمدينة، وإعطاء حوافز ضريبية مشجعة ومميزات خاصة لكلّ من يستجيب – مبكراً – من المستثمرين وأصحاب رؤوس أموال سواءاً كانوا وطنيون أم أجانب.

هذه بعض أفكار لشخص يحب مدينته مثلكم،، ولكن يؤمن بأنّ المبادرة الذاتية بالعمل الفعلي والعلمي المدروس والملموس من قبل جميع أبناءها المخلصين، هو الأساس في رقي ونهضة المدن..

ولكم عبرة في جهد وحب أشقائكم (المصراتيون) لمدينتهم.. فهم يبادرون بمجهوداتهم أولاً، ثم يطالبون فيما بعد، بحقوق مدينتهم وسيحملون الحكومة بطرابلس مسئوليتها بوضعها أمام الأمر الواقع.

والله من وراء القصد،،، وكل عام بمناسبة عيد الثورة الليبية المجيدة.. وبـنغازي عاصمة الثورة وأهلها بخير وعزّ ونهضة وأمن وأمان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً