تكون أو لا تكون.. يا دكتور بوشاقور؟

تكون أو لا تكون.. يا دكتور بوشاقور؟

 وإلاّ مع احترامى لك، فأنت لست أهلاً بقيادة هذه المرحلة!

فبلادنا ليبيا، والكلّ يعلم، أنّها فى مرحلة حرجة  للغاية، ولا أريد أن أقول فى دار العناية القصوى..

لقد أُعطيت يا دكتور مصطفى،  ثقة أغلب ممثّلي الشعب بالمؤتمر الوطنى،  مهمّة تشكيل أوّل حكومة منتخبة ديمقراطياً.. ورغم  ظروف  البلاد العصيبة.. وأوضاعها الأمنية المتدهورة على مدار الساعة..  تمّ  منحك  أكثر من شهر لتشكيل حكومتك.

وبعد مخاض عسير، ومشاورات ماراثونية لا حصر لها سمعنا وقرأنا عنها.. قدّمت كشفاً بأسماء حكومتك التى تحمّلت أنت مسئوليتها لتقودها ولتقود هذا الوطن إلى  برّ الأمان.

غير أنّك وبعد سويعات قليلة ،، وبمجرّد أنّ شعرت  بإستياء العشرات وربما المئات.. ولنقلّ بضعة آلاف؟.. سحبت تشكيلتك الوزارية على عجل وطلبت إعطائك مهلة أخرى!؟

فماذا ( لو) لا قدّر الله.. بعد أنّ  تتسلّم مقاليد أعلى سلطة  تفيذية فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا.. والتى وصلت ليبيا فيها ( بالفعل) إلى شارع مسدود (لاطم) .. ولم يعد أمامها غير إتجاهين لا ثالث لهما:

– إمّا نحو دولة عصرية ودولة الحريات والقانون والرفاهية التى حلمنا بها.. واستشهد  من أجلها الآلاف من خيرة أبنائنا..

– وإمّا، صوب  صوملة ودولة فاشلة.. تحكمها مليشيات، وربما عصابات مسلّحة؟.. إذ يمكن أن يكون أمامك غداً  أو بعد غد، من الوقت فقط  ثلاثين دقيقة – لا 30 يوم –  لتقرّر فيها بحزم مصير هذا الوطن.. ولتقودنا إلى ما نطمح إليه جميعاً.

أنت فى موقف لا يحسد عليه..  ولا أدرى  تماماً  بماذا أنصحك، وأنت بالطبع لا تعرفنى كما لا أعرفك؟..

غير أنّى،  لو كنت مكانك – وبعد 30 يوماً من مشاوراتى وإستشاراتى الوطنية المكثّفة  –  لكنت صمّمت.. على تشيكلة وزارتى،  كما هى وكما بغيتها وكما فكّرت فيها وتوكّلت على الله.. أو، كنت استقلت وانسحبت، إذا ما تمّ رفضها..  وتركت هذه المسئولية التاريخية  الثقيلة، لمن  يستطيع حملها من بعدى.

أمّا  كونك  ترضى،  بأن تكون على رأس حكومة محاصصة،  وإملاءات من هنا وهنا، ومن هناك.. فصدّقنى، سيجعل منك أولئك الأصحاح وصحاح الوجوه،  مشجباً  مؤقتاً.. وما أنت بذلك  يا دكتور.

عموماً، أعانك  الله لتقرير ما ترى فيه خير بلادنا

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً