تكرار المكرر

تكرار المكرر

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

منذ المراحل الاولى للدراسة وحتى وصوله لدرجة الماجستير من كبرى الجامعات العريقة والمستوى واحد وهو الامتياز بشهادة جميع المختصين والأساتذة ، ولكن مع هذا تم تعيينه عضو هيئة تدريس بالواسطة !!!

لم يكتمل شهره الاول في التدريس حتى اصرت عليه أمه بالزواج وبعد الزواج تم صدور قرار من وزارة التعليم بالإيفاد الى الخارج لنيل درجة الدكتوراه ، وبسرعة أنفق مالاً من هنا وهناك من أجل الحصول على قبول من إحدى الجامعات في الخارج ، وتم تأمين مبلغ مال لأجل التأشيرة ونتيجة لإصرار الجامعة بإنهاء التعاقد وضرورة السفر؟؟؟((لأجل تعين شخص مكانه))  ذهب بسرعة هناك بعد أن استكمل جميع اوراقه هنا في بلاده وتحصل على وعود بوجود منحته المالية بالسفارة.

وصل الى بلاد الغربة ،لا يوجد أحد في الاستقبال ولا من يريه المكان ،فقد كتب عليه أن يكون وحيداً يصارع الحياة داخليا وخارجياً ، سكن في منزل غالي الثمن فأنت لاتعرف تصرفات الشعوب الاخرى عندما تجد إنساناً نزل من السماء لايعرف شي عن أرض العلماء!!!سوى استغلالها افضل استغلال.
نهض بالصباح وذهب الى السفارة يسأل عن الدعم المالي وحقوقه فقد حصل على قبول من احدى الجامعات ، يرد الملحق الثقافي بأن رسالة الدعم وفتح حساب بالمصرف من حقك لكن عليك الانتصار بضع من الأشهر ((تفويضات))لم تصل إلينا بعد ، يتم أخذ الرسالة والاتجاه الى الكلية ويتم فتح ملف وتسجيل ………………الخ من الامور المعقدة والصرف عليهم.
ومع هذا كله تجد الابتسامة لاتفارق وجه ،وتستمر الأيام والأشهر ……والجامعات تريد رسوم وتمنع من لا يدفع من دخول الكلية ويبقى ذليلاً أمام الكلية ويصبح الطالب من إهانة الى إهانة ، ويتفرغ للرد على الاهانات والبحث عن إجابات والتوسل للسفارة بأن لا توزع الهبات هنا وهناك وان تنظر الى الطلبة وتنسى الفاتح وتنسى فبراير وتنسى ما فات …………..ولكن هيهات. هيهات
يأتي الرد من طرابلس بمنع المحافظ من الصرف ، ويخرج الديوان أنه سوف يصرف ،وبعد أشهر يخرج عضو المالية عن المؤتمر الوطني بعدم الصرف لأن الميزانية لا تسمح ،يفر الطلبة بعد رحلة التدين والإهانات في الخارج الى البلاد ،،،فيخرج الوزير بعدم الصرف الا لمن هم في الساحة ، تبقى رحلة العذاب والرسائل المعلقة طوال 3سنوات تقريباً ومن لديه مال اكمل على نفقته الخاصة دون حصوله الى الان ما يعوضه عن ذلك ، أما من انتظر فقد أفرج عن منحته بدون تأمين طبي ولا بدل كتب ولا منحة استقرار او لغة او تذاكر سفر أو دعم تأشيرة  او ……او………او. الخ
تبقى لديك منحة متقطعة تبقيق حياً ولكن تنغص عليك مصاعب الدراسة ناهيك عن ارتفاع الأسعار وأوضاع اخرى.
ولانسى خلال هذه السنوات المضطربة ان تتوقف عن إنجاب الاطفال فأنت على هبة الاستعداد الدخول في صراع من اجل التعليم ومنهم من أنجب هنا وأكمل حياة التعب بان درس دون تعديل وضعه الاجتماعي في الصرف على موفد واحد يختلف عن الصرف على عائلة ؟؟وهناك من أنجب في مستشفيات بلد الغربة ودفع امولاً طائلة وقصص طويلة وكثيرة وياتي المسؤول و يصر عليك بعدم ترك ساحة الدراسة ويغلق عليك باب الصرف المنحة وكل شي متعلق بها ،ويترك مع إهانات الجامعات دون الدفاع عنك بشكل واضح ، ويقفل المحافظ الصرف بسبب خلافه مع وزير او ديوان ويخرج إنسان اخر يستعرض قوته على المتغرب في الخارج ويترك السارق في داخل يكمل سرقاته ودون تسديد الرسوم لعدة سنوات …….فيصبح الكل محاصر والحصار بفعل.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمود أبو زنداح

كاتب ليبي متخصص في الشأن العام

التعليقات: 2

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي محمود ابوزنداح … السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ….كلام جميل وحقيقي … ولكن متي كتابنا يتحدثون عن الأطفال والشباب الذين ولدوا وعاشوا ودرسوا في الخارج …وهذا لم يكن اختياري … كان والديهم هاجروا او هجروا هروباً من الحكم السابق ولم يبيعوا البلاد والعباد في فبراير … فهم لا مع هذا ولا ذاك …. وهولاء الأطفال او الشباب او الشبات …. بعد ان انتهوا من الدراسة الثانوية … وتحصلوا علي قبول في احسن الجامعات لم يستطيعوا الدفع …فاتجهو الي الشغل …. هل هم ليبيين ام لا وهم في جميع أنحاء العالم …وهؤلاء تعلموا من والديهم لا يركعوا الا لله وحدة …. هؤلاء لن يستغيثوا الا لله ولن يتوكلوا الا علي الله …. الفرق بينهم وبين المبعوثين مجموعة اختارت ومجموعة لم يكن لها الخيار … الان صومالية و فلسطنية في الكونجرس وغداً ليبية او ليبي من هؤلاء المهاجرين المهجرين الذين في النسيان من التعليم والرئاسي والكتاب … ماذا تنتظروا منهم
    مع فائق الاحترام

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي المحترم محمود ابو زنداح …. انا منتظر منك كتابة مقالة عن هؤلاء الشباب الليبي المولود في الخارج ولا يستطيع دخول الجامعة ليس لانهم ليس متفوقين في دراستهم وإنما لانهم لا يستطيعون دفع المصاريف او تعطي لهم منح دراسية وليس سكانية من جامعات تبعد عن محل سكناهم كما تبعد ليبيا عن امريكا طائران …وكما تعلم الذي عاش الغربة وعرفها حق المعرفة لا يتمناها لاحد وخاصة ابنائه وخاصة خاصة بناته ومع كل هذا تكلفة السكن والاكل والشرب والعلاج غالية جداً …. والله هم ليبيين وممكن ليبيين اكثر من الليبيين المولودين في ليبيا مع فائق الاحترام

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً