حياة الإستهلاك والبحث عن الإستدامة

حياة الإستهلاك والبحث عن الإستدامة

خلافاً للدراسات السابقة فقد اتضح أن هناك جوانب إيجابية عديدة  نتجت بعد الركود الإقتصادي العالمي، والتي أدى إلى تقليص ساعات العمل للحد الأدنى. العبرة من العمل هي الإنتاجية والتطوير وليس العمل ليتحول المجتمع إلى مجتمع استهلاكي بعلاقة طردية بين العمل والسلوك الإستهلاكي للمجتمع، فالزيادة في العمل تعنى زيادة العرض، وزيادة العرض تؤدي إلى زيادة الإستهلاك.

من النتائج الإيجابية لتقليص ساعات العمل في المجتمع الأمريكي كمثال بعد أزمة الركود الإقتصادي، تحسن الحالة الصحية والنفسية للمواطن الأمريكي. قل ضغط العمل وبالتالي تناقصت ساعات التوتر النفسي، أصبح هناك وقت أطول للعائلة والأصدقاء، وقت أطول لممارسة التمارين الرياضية والإسترخاء، قلت نسبة التدخين وقيادة السيارات، والأهم قلت نسبة ارتياد مطاعم الوجبات السريعة وطلبيات الوجبات الجاهزة. تحول المواطن الأمريكي كرد فعل إيجابي إلى إتباع عادات صحية جيدة في حياته اليومية ، وهذه العادات من مزاياها أيضاً تقليل الإنفاق العام للدولة ككل. المعادلة التي يتبناها المواطن الأمريكي بعد تقليص ساعات العمل بسيطة، وهي زيادة استهلاك للوقت بقيمة إيجابية ليعادل ويوازن نقص الإيراد. الجدير بالإنتباه هو أن زيادة الإنتاج أو زيادة العرض تؤدي إلى  زيادة الطلب أو الإستهلاك، وضغط العمل هو أحد العوامل المؤدية إلى زيادة الإستهلاك، ربما نتيجة لقلة الوقت والإرهاق ، مما يدخل الفرد العامل في دوامة مغلقة ليجد نفسه في نهاية المطاف معرض لضغوط نفسية وامراض وافلاس مادي نتيجة دوامة الإستهلاك المتزايد.

يصنف الشعب الأمريكي بأنه من أكثر الشعوب استهلاكاً لموارد الأرض، ولو اتبعت شعوب الأرض نمط الحياة للمواطن الأمريكي فإنهم بحاجة لأربعة أضعاف المتاح على الكرة الاضية لتزويدهم بالموارد ولإمتصاص الزائد عن حاجتهم . كما أن نصف سكان الارض تقريباً يعيشون في فقر وفي نفس الوقت يعاني كوكبنا من زيادة الإكتظاظ السكاني بما نسبته 40% ، أي أن كوكب الأرض عاجز بهذه النسبة عن توفير احتياجات البشر على سطحه.

من الواضح أن هناك خلل في سياسة الإستهلاك، ولكن الخلل الأكبر هو تبنى شعوب العالم الثالث بشكل خاص، لسياسة المواطن الأمريكي الإستهلاكية، دون وجود يذكر لنسبة انتاج موازية. ما من سبب يدعو لهذا الشغف المبالغ به في دولة الإمارات والخليج العربي مثلاً فيما يتعلق بإتباع  أسلوب الغذاء الأمريكي رغم أن المرأة في هذه الدول تعتبر الأقل مشاركة في سوق العمل، أي أن عامل الإنتاج كذريعة للإتجاه المحموم نحو هذا النوع من الغذاء غير موجود.

العالم يتجه بقوة نحو إختيار البيئة الخضراء والتقنية النظيفة ويزداد الوعي لمخاطر الأسلوب الإستهلاكي على الفرد والأسرة، فيما ينجرف عالمنا العربي بقوة نحو ادمان اسلوب الإستهلاك والقضاء على هويتنا المتكاملة البناء من حيث نوعية الغذاء وقوة النسيج الأسري.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • د حسين ابوناصر

    اختى المهندسة أمنه ماذا عن ليبيا هل هناك شئ يمكن ان ينقذ ليبيا من وضعها المزري والبائس نتيجة للعبت الذي تعيشه وكنتيجة لما يقوم به السفهاء وخريجي السجون

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً