عاجل إلى أمير دولة قطر!

عاجل إلى أمير دولة قطر!

حضرة الأمير .. كن عاقلاً ولا تتوهم بأن تلك الدويلة البدوية الصغيرة أرضاً عاقراً ولم تنجب سوى تميمك وأخوته أو بطانتك من النعاج والخراف الوادعة.

كن عاقلاً فلست في بروج مُشيدة .. وتأكد بإن سجن محمد ابن الذيب لن يجعلك في مأمن من عواء بقية الذئاب البدوية. فأحذر غضب تلك الذئاب في صحرائك القاحلة… فإنها ستنهش لحمك ولحم جند أكبر قواعدك الأمريكية..! وعندها لن تجد ايها المفدى من يفديك .. كما لم يجد صدام ولا القذافي لهم من عاصم..!

يا سيادة الأمير إنكم واهمون لو ظننتم بأنكم بمنأى عن طوفان “ربيع عربي” وان كنتم انتم صانعوه. فإن غضب الشعوب ليس له من رادع. ولو كانوا بضع آلاف أو حتى بضع عشرات. فلا تقاس الثورات بتعداد السكان …! وقد ظن رفيقك القذافي من قبلك بأنه بعيد عن ملايين مصر وتونس الهادرة. وأنه باستطاعته أن يُحكِم الخناق على شعبه في زجاجة لأن تعداده أقل من بضع ملايين.

ولا تتوهم بأن رغد العيش والتُخمَة ستُخرِس الأفواه ولو ملأت بطون بني قومك ولو أسكرتهم حتى الثماله … لأن الثورات لا يقوم بها فقط الجوعى والمحرومين وإنما ثمة مفردة اسمها (الكرامة) و مفردة اسمها (الحرية) أشد رعباً وأكثر شراسة من الجوع وضنك العيش يا سماحة الأمير.

وستكون واهما حقاً ياسيادة الأمير لوظننت بأن الحكم بالسجن مدى الحياة سيخرس صيحة ابن الذيب من أجل الحرية والكرامة. بئس ما فعلت يا “مقاول الثورات العربية” كما يصفونك. ألم تعلم بأن أتعس المقاولون حظاً هم المخادعون ومن يغشون البنيان لأنه سينهار على رؤوسهم يوماً ما.

لقد طال أنف (جزيرتك) من الكذب واختنقت بالدم العربي الذي تسفكه بلا واعز .. ولن تشفع لك عيون “بن قنة” ولا الزبد المتطاير من شفاه “ريان” الذي يتوسد مفتاح بيته القديم وبقايا اوراق ملكية ارضه في فلسطين تحت ظلال السفارة الاسرائيلية في الدوحة. ولن يغني عنك مشائخ بلاطك وأموالك وما كسبت..!

ولن تشفع لك يا حضرة الأمير .. طبول مدح وتمجيد اعلامييي بلاطك المرتزقة من العرب والعجم ممن جمعتهم من كل حدب وصوب … فهؤلاء يمتهنون دق الطبول لكل سلطان ولكل زمان وغداً ينقلبون عليك كما انقلبوا على من قبلك… فبالأمس كانت جزيرتك نفسها .. وبنفس الأبواق تتغنى بأمجاد صدام وأمجاد من ورتث عرشه “ملك ملوك أفريقيا” واليوم تصب عليهما اللعنات وسيكون لك من اللعنة نصيب عن قريب.

إنها نصيحة … أترك ابن الذيب وشأنه فمخاصمة الذئاب ليست كالعيش وسط “حضيرة النعاج” التي ألفت. دع عنك بن الذيب، فعواء الذئاب في صحرائك القاحلة مرعب ومخيف ولن تقوى عليه … ولن تستطيع كل سجون دوحتك إخراسها.

تَعـقّل ايها الأمير … فلقد اسكرك الطموح كما فعل من توَّهّم من قبلك بأنه “ملك الملوك”..! وقد كنت له النديم والرفيق قبل أن توجه له “طعنة بروتس” ..! وكما أصبح لديك أبوعزيزي خلف القضبان..! فإنك فلست في مأمن من “طعنة بروتس” ..!

ولا أنسى ان أذكرك!

تَعـقّل .. وكفى عبثاً فلست ندا لأرض المختار .. ولا أرض الكنانة .. ولا تحاول العبث بأرض ثورة الياسمين .. فالنار التي أحرقت جسد البوعزيزي لم يوقدها (الجوع) بل أوقدتها شعلتا (الحـرية) و(الكـرامة) ..! ولن يرضى هؤلاء أن يكونوا خَدماً أو تُبَعاً … ومن ألف العيش مع النعاج ايها الأمير … ليس من الحكمة أن يقترب من وكر الذئاب لذلك تعقل وألجم طموحك فإنه قاتلك فلا تكن “ماكبث” العربي ! أما شاعر الياسمين ابن الذيب فإنه سيكون أبوعزيزي قطرك .. ولن يستطيع السجن اخراسه يا راعي “الرأي الآخر”..!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً