ثورة طرابلس.. المدينة الخرساء!

ثورة طرابلس.. المدينة الخرساء!

انها طرابلس المدينة الأسيرة للأبد.. لقد عُرِفَت بالمدينة الآمنة التي تنام بلا عسس، ليس لأن أهلها آمنين، بل لأن اللصوص والغزاة لا يشعرون بالأمان إلا بين أحضانها ..!

هكذا تبدوا طرابلس .. تتحرك دكة غسل الموتى ولا تتحرك أو تنتفض.. انها المدينة المُسَالمة والمُحبَة حتى لمن جاءها غَازياً أو مُغتصباً..! تُسرَق طرابلس.. تُنتَهَك حرمَاتها .. يُنَـكِل بأهلها جحافل السلاطين القدامى والجدد … ولكن لا تنبس بكلمة… لأنها لا تجرح أحد .. ولو كان عدواً..! أبوابها مشرعة لكل من هب ودب ..!

طيبتها المفرطة وصمتها المُزمِن أغرى كل الجلادين ليجربوا متعة جلد الموتى .. فجثة هذه العاصمة إغرائها لا يقاومه السفاحون والحاقدون والمرضى العنصريون والمتطرفون بإختلاف مساربهم… جثة هامدة كلما انهالت عليها سياط الجلادين لا تسأل إلا هل من مزيد..!؟

وعلى مر العصور ظلت قبلة للعساكر وفلول الغزاة … مدينة محاطة برعب العسكر والسلاح الأعمى على أكتاف المجانين وقطاع الطرق … وما أشبه الليلة بالبارحة ! وكل ما تغير هو حصن باب العزيزية الذي تحول إلى مكباً أختلطت فيه القمامة بفقراء المدينة المنكوبة ..! أما ريكسوس فقد بقي على حاله ولازال عشاً للفاسدين والسارقين والكاذبين ..!

انها طرابلس .. الخرساء، تصرخ أخيراً ..!

أخيراً تململت وأقفلت بعض مداخل شوارعها فيبدوا أن بعض الجتتث قد ألمها إغتصاب هذه المدينة الميتة…! ولكن استيقاظ الموتى وصرختهم أشد رعباً …! لقد أرعبت المتطفلين من العسكر الجدد ممن وجدوا في القتل والترويع مهنة وتجارة رابحة.. ممن نصبوا أنفسهم عسساً لمدينة لم تعد تطيقهم .. فلقد كانت تنام هانئة بدون عسس …!

بعد أن أستقبلتهم بالورود فاتحين .. تحولوا إلى غزاة مغتصبين ! يقتلون أبنائها ويستحيون نسـ … وتحولت اموال وأملاك أهلها إلى غنائم حرب .. بئس الثورة ما تدعون ! لقد سئمت طرابلس وطفح الكيل ممن جعلوا من الثورة مهنة مهينة..!

لكن طرابلس الخرساء .. تنطق أخيراً وتهمس للأبناء الذين تحولوا إلى غزاة … أتقوا شر الحليم ! احذروا هذه المدينة التي حولتموها إلى قنبلة موقوتة فإنها ستنفجر حتماً وستحرق الأخضر واليابس تحت أقدامكم .. فلا تجعلوا من طوفان الدم يتحقق على أيديكم .. فصبر الرعاع ينفذ ونراه قريباً..!

فإنتفاضة طرابلس مرعبة ومخيفة … والفتنة التي زرعتموها بين أحيائها تتبخر بين ليلة وضحاها وسترون الأهالي كالبنيان يشدون أزر بعضهم بعضاً … ليطهروا مدينتهم من دنس ثوار الغنائم والمحتالين باسم الثورة وباسم الدين.

حكموا العقل وأجمعوا خردة أسلحتكم وأرحلوا عن هذه المدينة .. فإن ليبيا لن تحتمل نهر دم آخر بلا جدوى!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

  • bassam

    إنت مخطيء يا كاتب المقال لاني من سكان طرابلس ولم اجد في مقالك ما يقرأ فمن اعطاك الحق بان تصف طرابلس بالجسد الميت. . . لنكن واضحين . . من المقال استشف انك من احدى مدن الشرق والحقيقة لا اعلم بالتحديد . المهم ان التهكم الصارخ والمجحف تقلل لدور سكان المدينة هو عزل تام لدورها التاريخي في النهوض بليبيا وفي الحقيقة يعكس نوع من الحقد اكثر منه مواسات . كلنا يسوئنا الوضع الدي آلت إليه ليبيا وليست طرابلس فقط . . ليكن معلوما فقط طرابلس لم تمت يوما ولن تمت ولم تسكت ولن تسكت يوما عن الظلم ولو كانت حقا جسدا ميتا لما تحركت لشد ازر المدن المظلومة في الشرق والجبل . . اي انها لو كانت ميتة لما وقفت مع مدينة اخرى . فكيف لجسد ان يشعر بالحرق لو كان ميتا . . فارجو ازالة المقال . لأن ليس كل من عرف كلمات باللغة العربية يصبح كاتبا . والله أعلم

  • اختكم الليبية

    متى كانت طرابلس خرساء …. فىالحقيقة انت الجاهل بتاريخها و فمعرك الجهاد ( الهانى , شارع الشط ) و مقاومتهم للاتراك و غيرهم ثم انها انتفضت من اول يوم للثورة نصرةً لأهلنا فى الشرق و الجبل واستشهد المئات من اول ليلة , رغم الظروف الامنية الخانقة فلا تبخس طرابلس حقها ,يرحمك الله سيد محمد

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً