قراءة للأهلي في الكونفدرالية‎

قراءة للأهلي في الكونفدرالية‎

سيخوض فريق الاهلي طرابلس خلال الأيام القادمة مباريات دوري المجموعتين في كأس الكونفدرالية الأفريقية حيث تعلق الجماهير الأهلاوية امالا عريضة على فريقها الشاب بقيادة الربان الوطني جمال ابونوارة في تقديم مستويات راقية تليق بسمعة الفريق وتذكرهم بفريق قطار الموت الذي خاض منافسات كأس الكؤوس الافريقية 1985 حيث استطاع ان يتخطى كل المحطات قبل أن تتدخل السياسية وتجبر القطار في ذلك الوقت على التوقف القسري.

وكان الاهلي قبل أن يجد نفسه في المرحلة الاخيرة من الكونفدرالية قد خاض منافسات ابطال افريقيا ، واستطاع أن يتجاوز بطل مالي ثم أتبعه بعقبة اخرى متمثلة في الهلال السوداني صاحب الخبرة والتجربة في منافسات هذه البطولة ليصطدم بفريق ميموزا الايفوري العريق الذي يعد واحد من اكبر الأكاديميات الكروية في أفريقيا والتي تعتمد عليه كبرى الأندية الاوروبية ، حيث خسر ذهاباً بهدفين مقابل لاشي في ابيدجان ويفوز ايابا بهدفين لواحد وهي النتيجة التي لم تكن كافية لترشح لدور المجموعتين لدوري الأبطال ، ولأن قانون هذه البطولة يعطي الفريق المنهزم من هدا الدور فرصة أخرى في بطولة الكونفدرالية الافريقية فقد وجد الاهلي طرابلس نفسه في مواجهة فريق مصر المقاصة واستطاع ان يفتك منه ورقة الترشح بالتعادل بمجموعة المباراتين بهدف لمثله ، ليمر لدور الحاسم حيث اوقعته القرعة في مجموعة اقل مايقال عنها بلغة كرة القدم صعبة .. ليجد الاهلي طرابلس نفسه مع النجم الساحلي التونسي والفتح الرباطي والكوكب المراكشي المغربيان الامر الذي يتطلب من الاهلي الإعداد لهذه المرحلة الحاسمة بشكل أفضل يتماشى وقيمة الفرق التي سيتنافس معها، وللوقف على قدرات وإمكانيات المنافسين للاهلي طرابلس سنستعرض مقومات كل فريق على حدا

الفتح الرباطي 

يعد الفتح الرباطي من أقوي الفرق المغربية بل من أفضلها والتي شهدت تطورا سريعاً وملحوظ في اخر اربع سنوات وكان لهذا التطور أثره على الفريق حيث كانا ينافس باستمرار على لقب البطولة المغربية المحترفة، والتي نالا لقبها هذا الموسم للمرة الأولى في تاريخه بعد منافسة قوية وشرسة استمرت إلى اخر اسبوع مع فريق الوداد البيضاوي صاحب الألقاب و البطولات، استطاع الفتح الرباطي ان يحصد لقب هذا الموسم عن جدارة و استحقاق وبشهادة القائمين على اللعبة في المغرب لما يمتلكه الفريق من تركيبة امتزجت بين اللاعبين الخبرة والشباب يقدهم مدرب وطني وهو اللاعب الدولي السابق وليد الرقراقي، هذا المدرب الشاب استطاع ان يكون فريق يقارع الوداد و الرجاء والجيش الملكي على البطولة المغربية بإمكانيات مادية اقل ، كما أستطاع الموسم الماضي من إحراز كأس المغرب .

يضم الفتح في صفوفه لاعبين استحقو الإشادة هذا الموسم كالحارس عبدالرحمن الحواصلي كما يمتلك الفريق افضل مدافعي المغرب محمد ناهيري والخبرة ايوب سكومة والمهاجمين أصحاب الخبرة عبدالسلام بنجلون وقائد الفريق نبيل باها بالإضافة إلى المهاجم الواعد مراد باتنا تاني هدافي البطولة المغربية واحد اللاعبين الذين الأندية الاوروبية في استجلابهم الموسم القادم وعلى رأسهم بشكتاش التركي ، الفتح هذا الموسم يعد ثالث افضل خط هجوم وثاني احسن خط دفاع هذا الارقام توضح مدى قوة الفريق وخصوصا عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره حيث لم يتذوق طعم الخسارة على أرضية ميدانه هذا الموسم ، كما سبقا للفريق أن احراز كاس الكونفدرالية الافريقية مرة واحدة في تاريخه كانت في عام 2010 .

الكوكب المراكشي 

سيكون فريق الكوكب المراكشي الفريق المغربي الثاني الذي سيواجه ممثل الكرة الليبية الاهلي طرابلس في الكونفدرالية والذي يعتبر من الفرق العريقة التي لها قاعدة جماهيرية في المغرب كما سبقا له حصد البطولة والكأس في المغرب ، ويقود  دفت الفريق مدرب  سبق له الإشراف على العديد من الفرق المغربية عبدالكريم بنشعيبة، بالإضافة الى لاعبين اصحاب خبرة وتجربة على الصعيد المحلي و القاري كالهداف سفيان العلودي وهو مهاجم سابق لفريق الرجاء البيضاوي وفرق خليجية ، وصانع الالعاب صلاح الدين عقال الذي يمتلك الاخر تجربة متميزة مع فرق النخبة المغربية وملاعب الخليج ، والمهاجم الواعد سفيان البهجة ابن اللاعب السابق أحمد البهجة. ومع نهاية البطولة سارع الكوكب إلى ترميم الفريق استعدادا للكونفدرالية بحارس ومهاجم محلي، وكان الفريق قد عانا الامرين هذا الموسم في البطولة قبل أن يضمن بقاءه في اخر جولة بتعادله مع النادي القنيطري بدون اهداف مستفيداً من خسارة منافسه على البقاء مولودية وجدة.

وما ان اسدل الدوري ستاره وضمن الكوكب بقاءه حتي سارعت الإدارة إلى الظهور في مؤتمر صحفي بتقديم الوعود لجماهير الفريق بان تمحو الصورة السيئة التي كان عليها الفريق في بطولة هذا الموسم وعلى هذا الأساس أن يأخذ الاهلي حذره، وكان الكوكب المراكشي قد أقصى في طريقه قبل الوصول إلى هذا المرحلة فريق ليبيري ومولودية وهران الجزائري بتعادله ذهاباً بدون أهداف وفوزه ايابا في مراكش بهدف دون رد وكرر نفس النتيجة مع المريخ السوداني، وللعلم فقد سبق للكوكب المراكشي الفوز بكأس الكونفدرالية الإفريقية في العام 1996 .

النجم الساحلي التونسي 

سيكون اخر منافسي الاهلي طرابلس في هذه المجموعة بطل الدوري التونسي لهذا الموسم النجم الرياضي الساحلي صاحب الخبرة و التجربة الافريقية و العربية ، استطاع النجم ان يحصد لقب البطولة التونسية عن جدارة واستحقاق حيث لم يخسر إلا لقاء واحد فقط وقد فاز في جميع المباريات التي لعبها على ارضية ميدانه على الصعيد المحلي والقاري وهذا ما يدل على قوة الفريق على ارضية ميدانه ، لذلك على الأهلي الحذر لأنه سيجد نفسه امام منافس قوي يقوده مدرب محنك ومخضرم التونسي فوزي البنزرتي الذي يعرف عنه بطريقة لعب الضغط على المنافس سواء كان في ميدانه او خارجه، ودائما ما تكون طريقة لعبه بدون تحفظات وبمعنى اخر انه يلعب اغلب اوقات المباراة مهاجما وهذا ما رجح كفت النجم لحصد لقبه العاشر في البطولة المحلية .

ويعد الفريق متكامل الخطوط فلديه حارس مرمى صاحب خبرة الحارس الاول في المنتخب التونسي ايمن المثلوثي يقف امامه أفضل خط دفاع في البطولة التونسية متكون من قلبي الدفاع عمار الجمل وزياد بوغطاس كما يمتلك الفريق أفضل ظهير ايمن في تونس حمدى النقاز هذا بالإضافة الى البدائل الجاهزة في خط الظهر. اما خط الوسط فيعد من افضل خطوط الفريق و القوة الضاربة فيه وهو ما يرجح كفت الفريق دائما فيمتاز هذا الخط بالمعاضد الهجومية والاستملا الدفاعية ، فيقف في هذا الخط افضل منفد للكرات الثابتة في تونس وهو ما يطلق عليه بتعبير مجازى في تونس  ((بيرو الكرة التونسية)) حمزة الاحمر وهو صاحب مجهود وافر وسخي واكثر كراته تصيب الهدف ، ويقف في نفس الخط لاعب الارتكاز علية البريقي الذي يتحرك في كل مكان في الملعب كما يستطيع ان يلعب في اكتر من مركز ، ولقوة خط الوسط وفاعليته يتواجد اللاعب الكاميروني الدولي فرانك كومب افضل لاعب اجنبي في تونس والدولي البوركيني بانقورا ، لذلك يعد خط الوسط في النجم هو كلمة السر في الحصول على بطولة هذا الموسم ، في حين يعد خط الهجوم هو موضع النقد في الفريق فثنائي المقدمة احمدالعكايشي والبرازيلي ديغو اكوستا اقل تسجيلا للأهداف ويعاب عليهما كثرت اضاعت الفرص وغياب النجاعة التهديفية ، وللعلم فقد سبقا للنجم الحصول على كاس الكونفدرالية الأفريقية اربع مرات وحل وصيفا فى مناسبتين وهو بطل النسخة السابقة .

الاهلي طرابلس ومع دخوله منافسات مجموعته عليه ان يعد الفريق بما يتماشى وقيمة المنافسين، حيث ان بعض الملامح لا تبدو واضحة في إلى الان لم يستقر الفريق على مهاجم أجنبي وهناك اكتر من اسم مطروح على طاولة الإدارة كما ان مصير صانع ألعاب الفريق حمدو المصري لازال مجهول بين رغبة اللاعب في التوقيع ثلاثة أشهر وإصرار إدارة النادي على مدة أطول إضافة الى مستحقات اللاعبين المتأخرة.

الاهلي طرابلس الذي كانت بدايته في الدوري متواضعة بتعادله سلباً ضد الاولمبي واستدراكه فيما بعد في ثاني اسابيع الدوري امام الترسانة بفوزه عليه بثلاثة اهداف دون رد واضعا اول ثلاث نقاط في رصيده مستقرة به في ثالت الترتيب.

خلاصة الامر ان الأهلي سيواجه فرقا بمعنويات مرتفعة فالفتح الرباطي والنجم الساحلي استطاعا ان يحرزا لقبي الدوري في بلديهما في حين استطاع الكوكب المراكشي ان يضمن بقاءه بأعجوبة في البطولة الاحترافية، كما سبق لهذه الفرق ان احرزت كاس الكونفدرالية الأفريقية ويربطهم عامل مشترك واحد مع الاهلي وهو جميع مدربي هذا المجموعة وطنيين.

في الختام تمنياتنا لممثل الكرة الليبية الاهلي طرابلس بالتوفيق والذهاب بعيدا في هذه المسابقة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً