كيف نفكر نحن وكيف يفكر الآخرون (1)

كيف نفكر نحن وكيف يفكر الآخرون (1)

شاهدت منذ أيام قليلة على اليوتيوب محاضرة للكاتب الصحفي الامريكي  توماس فريدمان يتحدث فيها عن كتابه الجديد الذي يعد لإصداره وعنوانه: العالم سريع (The World Is Fast) أو بعنوان آخر وهو: شكراً لأنكم تأخرتم، (Thanks For Being Late).

ولمن لا يعرف توماس فهو من أشهر الكتاب الصحفيين حول العالم، وهو كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز وحاصل على جائزة البوليتزر الامريكية للتميز في الصحافة  لثلاث مرات، كما أنه ضليع بشؤون الشرق الاوسط والمنطقة العربية بصفة عامة، وله الكثير من المقالات حولهما، كما له العديد من المؤلفات المهمة مثل كتاب اللكزس وشجرة الزيتون وكتابي العالم في عصر الارهاب والعالم مسطح (The World Is Flat).

يتميز توم بنظرته الخاصة والثاقبة  لما يدور في العالم بصفة عامة ولمنطقتنا العربية بصفة خاصة، ولإستشرافه للمستقبل والتطورات المرتقبة فيه ولتأثيراتها على الشعوب والحكومات، كما تتميز كتاباته بالسلاسة والبساطة والعمق في آن واحد.

أفتتح توم محاضرته بالحديث عن كتابة العمود وكتابة القصة والفارق بينهما، فأوضح بأن القصة تعطيك في النهاية معلومة، أما العمود أو المقال الجيد فيجب أن يُثيرك، أي يحدث فيك شيئ من أثنين، أما أن ينتج لديك حرارة أو ضوء، بمعنى أن يستفزك و يثير عواطفك  أو ينير لك جانب في شيء ما لم تكن تعرفه أو تنتبه له، أو الاثنين معاً.

ولكي تعرف بأنك  كتبت مقالة جيدة، يجب أن تحصل من قارئيك على أي من الردود التالية:

1- لم أكن أعلم هذا،،، بمعني هذا الرأي.
2- لم أنظر إلى الامر (أو الموضوع) مطلقاً  بهذا الشكل الذي نظرت إليه أنت في مقالك.
3-  لم أقم مطلقاً بربط هذه الاشياء ببعضها البعض، مثما فعلت أنت.
4 – لقد قلت تماماً ما أريد قوله ولكنني لم أكن أجد الكلمات المعبرة عن ذلك.
5- ماذا تقول ؟!! أن من يعارضون مقالك أكثر بكثير ممن يؤيدونك فيه.
6- كن حذراً و أبتعد عن هذا،،، لو نجحت فسيكون ذلك  رائعاً، أما إذا فشلت ستكون كارثة.
7- كما قلت من قبل،،( أي أن مقالك تكرار لأفكارك أو رأيك ولكنه بطريقة مختلفة).
8- مقالك لم يأخذ منك الكثير من الوقت،،، دليلا على الالمعية والقدرة على الكتابة المسترسلة.
9 – مقالك أثار في التحدي.
10- مقالك قد ألهمني أو حركتني  لفعل شيء جيد

لكنك كقارئ للمقال، كيف يؤثر فيك المقال؟

ينتج ذلك من تحريك المقال أو ملامسته  لثلاثة أشياء في داخلك، أولها: هو قِيمَك التي تؤمن بها، ثانيها: فهمك للعالم المحيط بك والقوي الفاعلة فيه، وثالثها: فهمك لكيف يؤثر العالم وقواه الفاعلة في الناس وثقافاتهم و كيف يؤثر الناس وثقافاتهم في العالم و قواه الفاعلة؟

وهذا يقودنا  للسؤال المهم والذي يجب أن نسأله لأنفسنا: ماهي قيمنا؟،،، من أين أتينا؟، وما هو فهمنا للعلم من حولنا وللقوى الفاعلة فيه؟ وما هو فهمنا لتأثير العالم من حولنا وقواه الفاعلة في الناس وثقافاتهم وما هو تأثير الناس وثقافاتهم في العالم وقواه الفاعله.

فكروا في ذلك.

هذا هو الجزء الاول من المحاضرة، سأتوقف هنا،، وللحديث بقية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً