ليبيا الأحرار… قناة الاحتلال القطري!

ليبيا الأحرار… قناة الاحتلال القطري!

«ليبيا الأحرار» قناة تحتضنها قطر
«ليبيا الأحرار» قناة تحتضنها قطر

ولكن .. ليبيا ليست تونس..! في نفس اليوم الذي تعرض فيه طاقم القناة القطرية “الجزيرة” للإعتداء والطرد من قبل الجمهور التونسي الغاضب يصطدم طاقم برنامج “ليبيات فري” بإعتداء “الرقابة القطرية” على برنامجهم التلفزيوني بحذف مشاهد تنتقد التدخل القطري في الشأن الليبي الداخلي. قد يبدو الربط بين الحدثين في تونس وليبيا غريبا لدى البعض ولكن الطريف في الأمر أن شبكة الجزيرة اعتبرت الاعتداء على طاقمها من قبل الجمهور التونسي خطراً يتهدد حرية الرأي وحرية التعبير.. بينما اعتداء “الرقابة القطرية” على حرية التعبير وحرية الرأي في ليبيا يمضي بهدوء .. ربما الرقابة القطرية على التلفزيون الليبي تُعّد من باب الولاء المطلق لولي نعمة “الحرية” .. ومحرر ليبيا أمير قطر المفدى..!

السؤال الذي يقفز للأذهان: لماذا لم تجرؤ قطر على اطلاق قناة فضائية تونسية أو مصرية موجهة من الدوحة اسوة بما يسمى بـ “ليبيا الأحرار” ..؟! ربما الجواب ببساطة لأن اعلاميي تونس واعلاميي مصر مهما بلغ بهم الجوع والفاقة والفقـر لا يبيعون أوطانهم مهما كان الثمن …! ففي كل دول العالم بإمكانك أن تشتري أكوام من “السياسيين المتسلقين للسلطة” ولكن الاعلاميون والمثقفيين مهما كان مستواهم متواضعاً لا يمكن أن تجدهم في اسواق النخاسة … وهذا للأسف لا يحدث إلا في ليبيا..!

ندرك كم مؤلم قول مثل هذه الحقيقة ولكن بالفعل كثير من اعلاميينا الليبيين تحولوا إلى مرتزقة لدى الحكومة القطرية ..! والغريب أن يدافع عملاء وجنود قطر من “الاعلاميين” و “السياسيين الليبيين” عن التدخل بل التطاول القطري في الشأن الليبي وبأنه ليس هناك من دليل على صحة تصريحات شلقم أو اللواء سليمان العبيدي وحفتر وغيرهم من الشخصيات الوطنية التي أدانت بقوة هذا التطاول القطري المستفز والسافر…! ألا يكفي وجود مثل هذه القناة كأكبر دليل على التطاول القطري على “السيادة” الليبية يلطم وجوه “المتقطرنين”..؟!

أي دولة في العالم تقبل أن تطلق دولة أخرى قناة فضائية موجهة لشعبها من عاصمتها..؟! وإن لم يكن هذا تدخل وتطاول وانتهاك صارخ للسيادة الليبية فماذا يمكن تسميته؟؟ وحدة انذماجية مثلاً !! على طريقة “قذافي الدوحة”.!

سؤال آخر ليجيب عنه “المرتزقة المتقطرنين”… هل ستقبل دولة قطر أن تنطلق من طرابلس قناة فضائية بإسم (قطر الأحرار) موجهة للشعب القطري وبتمويل ليبي 100% ..!! وهل ستجد ليبيا حينها مرتزقة قطريين للعمل بهذه القناة من وزن هدى السراري ومحمود شمام وخالد عثمان …الخ؟؟ أم أن القطريين شعب عندهم “كرامة” ولايبيعون بلادهم مقابل حفنة دولارات؟؟؟

لذلك معليش يا “ليبيات فري” .. ليبيا ما طلعتش “فري” !! وننصحكم في المرة القادمة أن لا تشطحوا كثيرا بخيالكم وخلوها “قطريات فري” لعيون شمام الخادم القطري الأمين !.. بما انكم اخترتوا القنوات القطرية الموجهة للشعب الليبي!

مامدى جدوى قناة الاحتلال الأمريكي-القطري “ليبيا الأحرار”؟

ينساءل الكثيرون وما الذي ستستفيذه “قطر وأمريكا” من اهدار الملايين من أموال الشعب القطري على فضائية موجهة للشارع الليبي من الدوحة ؟ انها ذات الاسباب التي انشئت من اجلها “قناة الحرة العراقية” القناة التي اطلقها الاحتلال الامريكي .. لتفتيت العراق وزرع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي..!

انتهت بنجاح المرحلة الأولى من اهداف اطلاق القناة منذ اعلان التحرير ووضع الحرب الأولى أوزارها..! وخلافاً لما توقعه الجميع لم يفكر طاقم القناة في الانتقال لليبيا كما كانوا يزعمون ابان الحرب ! فالقناة لازلت أمامها مهام جسام وقد نجحت في كثير منها..! وأهمها ماتعانيه ليبيا اليوم من حالة انقسام وصراع جهوي وصراع ايديولوجي “مصطنع” وهو “الصراع العلماني الاسلامي” الذي لم تعرفه ليبيا طوال تاريخها وقد لعبت فيه فضائية “ليبيا الأحرار” الدور الأساسي في تأجيجه وجعله حقيقة واقعة مسلّم بها!

وليس أقله وجود شخصية “هدى السراري” على رأس ادارة القناة وهي المرأة “المتحررة” المثيرة للجدل في الشارع الليبي .. والتي ارتبطت بأذهان الكثيرين بدعوتها لـ “تعدد الأزواج للمرأة أسوة بالرجل”..! ولولا الفرصة التي منحتها “امارة قطر” لهدى السراري من منا سيعرفها أو سيعلم بوجود مثل هذه المرأة في الشارع الليبي؟ لذلك تم تجنيد “هدى السراري” و “محمود شمام” و” غادة جمال” وغيرهم ليتم اقناع الشارع الليبي بوجود معسكر علماني معادي للدين والأخلاق والقيم الاسلامية التي عرفت في ليبيا كمجتمع مسلم محافظ ! وإلا كيف سيقتنع الليبيون “الغيورين” على دينهم بأن هناك بالفعل خطر يتهدد الاسلام ويهدد المجتمع الليبي بالتفكك والانحلال في حال وصول امثال هؤلاء للسلطة..!

ولا يدرك كثير من المتحمسون بأن هدى السراري وشمام ليسوا إلا (كومبارس) في المشهد السياسي الليبي وليس مسموحاً لهم تخطي حجم الأدوار التي أوكلت إليهم ومن المستحيل وصولهم إلى “العرش” فالعرش أوكلت مهمته لشخصيات محددة سلفاً ومهما بلغت جدية “مسرحية صناديق الاقتراع” إلا أن للسلطة طرق ومسارب خفية لا يدركها اللاعبين الكومبارس..!

وهذا اضافة للصراع والفتنة الجهوية والقبلية التي تبثها فضائية الاحتلال “ليبيا الأحرار” فهي منبر مخصص للعنصريين والجهويين وعلى رأسهم كبيرهم “شمام” الذي لا يتوقف عن تكرار لازمته المعهودة بتقسيمه لليبيين ما بين قبائل منتصرة وقبائل مهزومة .. وتحويله للقناة كمنبر لشتم مناطق ومدن بعينها بإعتبارهم “أزلام” و “مركزيون” وخذ ما شئت من تصنيفاته العنصرية والجهوية لبث الفتنة والفرقة ما بين الليبيين!

هل يعقل أن تستضيف قناة فضائية شخصية تصفه بالمحلل السياسي وهو المدعو (محمد عمر المجبري) ليظهر على برامجها التحليلية خصيصاً للدفاع عن الأمير القطري وعن التدخل القطري السافر في ليبيا ويصل هذا المحلل الى درجة الطعن في شرف عائلات ليبية ومن بينهم شلقم ومحمود جبريل وشخصيات وطنية أخرى بالاسم ليدعي المحلل السياسي بأنهم كانوا يقدمون نسائهم “للقذافي”.. بل ويضيف بأن كل المسؤولين الليبيين ابان عهد القذافي كان القذافي ينتهك اعراضهم وشرفهم !! والله ان هذا قمة الابتذال والانحطاط الذي لم نشاهده في اي قناة من قبل ! لا ندري كيف عرف “المجبري” مثل هذه المعلومات وكيف عرف أسرار “غرف نوم القذافي ” والعياذ بالله … ولكن لا عجب!

قطر وتغذية الصراع العلماني الاسلامي في ليبيا!

أن الجمع بين المتناقضات، لعبة بارعة تميزت بها سياسة الأمير القطري الطموح “قذافي الدوحة”..! ولمحة سريعة للمشهد القطري تكفي لإدراك حجم تلك المتناقضات التي تحتضنها هذه الدويلة. فليس سراً بأن قطر تحتضن أكبر قاعدة أمريكية للولايات المتحدة خارج أراضيها. ومنها انطلقت الطائرات الحربية الأمريكية لغزو العراق ومن نفس المكان تصدح قناة الجزيرة نصيرة الشعوب المظلومة والقهورة وهي القناة ذاتها التي جعلت من صدام شهيدا وبطلاً الذي واجه الغزو الأمريكي..! وهي ذات الدويلة التي يقبع تحت ظل القاعدة الأمريكية مقر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي يرأسه شيخ البلاط الأميري يوسف القرضاوي ..! وهي ذات العاصمة الأسلامية التي تحتضن أكبر مسجد في العالم بإسم زعيم الحركة الوهابية الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” وهي الدويلة الحاضنة لمشروع امبراطورية الأخوان المسلمين الذي يعتبر القدس عاصمة امبراطوريته المزعومة وهذا غير بعيد عن مقر مكتب العلاقات القطرية الاسرائيلية في الدوحة..! لا عجب انها “قطر” .. عاصمة دكتاتور انقلب على أبيه .. يستكثر على شعبه تجربة الانتخابات الديمقراطية أو وجود برلمان منتخب وهو أكبر داعمي مشاريع الديمقراطية وربيع الثورات العربية..!

لذلك ليس غريبا أن يرعى الأمير بين أحضانه كل من هدى السراري وغادة جمال وعلي الصلابي وعبد الحكيم بالحاج وصوان ..! لا تستغرب انها لعبة السياسة وليس غريبا أن يكتشف الليبيون أن الفرقاء والأخوة الأعداء يقتاتون من نفس الكيس من خصر الأمير ..! المهم أن يستمر الإقتتال وأن لا تستقر ليبيا إلى الأبد..!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 3

  • Ahmed

    من خلال قرأتي لمقالك فاني اراك سوى خريج اللجان الثورية وذلك بسبب اختيلرك لجملهم وتعبيراتهم وانا هنا قد اوفقك في بعض ما تطرقة اليه على ان هذه القناة مدعومة من قطر او غيره ولكن لماذا تناسيتم ما قامت به قطر فلولاهم لما وصلنا الى ما نحن فيه الان

  • سليمان

    سيدي كاتب المقال لا أدري من أين اتيت بهذه الأفكار والنظريات التي تطرحها فهذه القناة التي تتحدث عنها كانت الصوت الوحيد الذي ينقل صوت ثوار ليبيا لعلك لم تكن في ذلك الوقت تستمع اليها أو تشاهدها ولعلك متابعا لقناة شاكير في ذلك الوقت نحن الذين تحررنا من معمر يوم 20/2/2011 اكرر 20/2/2011 نعرف ما قدمته لنا هذه المحطة وكيف تنقل اخبارنا وآلامنا لعلك في ذلك الوقت كنت في طرابلس في الشبابية أو غيرها نحن لسنا ناكري فضل من وقف معنا وأيدنا بكل قوة وصراحة ووضوح لم يفعلها بعض من أبناء شعبنا وأنت واحد منهم إذا كنت ياسيدي تريد أن تنال من قطر علي موقفها اتجاه سيدك المقبور فلا داعي لأن تنظم إلي المثقفين فلم نسمع بك مثقفا ولا كاتبا ضد الطاغية إلا إذا كنت تريد أن تقول أنه لم يكن هناك طاغية وهذا وهم ابتدعته قطر إذا لماذا آلاف الشهداء والجرحي أما أن تقارن بين مصر وليبيا فصحافة مصر معروفة بتطبيلها لحستي مبارك فأين هم هؤلاء الشرفاء الذين تتحدث عنهم اما الجديث عن استقرار ليبيا فهذا يصنعه ثوارها الذين اسقطوا اعتي دكتاتوريات العالم علي الاطلاق إذا كنت تترحم علي عهد القذافي فهذا حقك ولكن لا تزج باسم ليبيا وثوار ليبيا في متناقضات مقالك اما القواعد ( لست مدافعا عن قطر) ففي المانيا وهو دولة ديمقراطية عيل ما اعتقد اكبر القواعد الامريكية

  • متابع..........................

    بارك الله فيك ياخ حسام اني عندما قرات مقالك هدافكاني ارى الحقيقة ماتلة امام عيني ارجو لك التوفيق.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً