ليبيــا… رحلة داخل بلد مشبوه (الجزء الثاني)

ليبيــا… رحلة داخل بلد مشبوه (الجزء الثاني)

(العنوان: يمثل وجهة نظر الغرب لليبيا بصفة عامة و هي ما يسعى الشريط لتغييرها، كما أن الحوار يمثل وجهة نظر من كتبه و أنا قمت فقط بترجمته قدر استطاعتي)

“في ضيافة مدينة غات، و إختراق الكثبان الرملية إلى بحيرات الصحراء”

تستمر رحلة الاصدقاء: خالد بشير والالمانيين: رانير غوتوولد و ماركس ريمارك في ربوع ليبيا، فيتوجهون جنوباً في عُمق الصحراء الليبية، ليقتربوا من الحدود الجزائرية، إلى غات مدينة الطوراق، حيث تطالعهم قلعتها، مدينة إرتادها الكثير من الاجانب عبر التاريخ ، بالرغم من موقعها الاستراتيجي ، إلاّ لم تتطور و لا يبدو عليها معالم الثراء، ذلك لتقاصيها و لصعوبة طباع سكانها من التوارق.

كرم الناس هنا أكثر بكثير مما يتخيله الاوروبيون، تحدث إلينا عميد البلدية: الشيخ محمد ، عن ظلم الاعلام الغربي لليبيــا بسبب مواقفها و آرائها عّما يدور في العالم.

كما زرنا مدرسة تقليدية لحفظ وتعليم القرآن الكريم، حيث يتعلم الاطفال حفظ سُوَره.
بعد الظهر زرنا مسجد غات، عمره أكثر من 600 سنة، حيث حدثنا الامام بأنه الان يستخدم مُكبِّر صوت للآذان، لكن قديماً كان الامام يستخدم قطعة من الجريد، بتحريكها يعرف المؤذن الجالس منتظراً في المئذنة أنّ وقت الآذان قد حان.

اليوم سنخترق جدار الكثبان الرملية العظيمة، خالد استأجار موسى بلقاسم، كخبير صحراوي، يعرف المنطقة جيداً،

خالد: القيادة هنا ليست سهلة و تحتاج لمهارات خاصة، لا يكفيك مجرد القفز في السيارة و الدوس على البنزين!، نحتاج لدليل يعرف المنطقة و متمرس في القيادة الصحراوية.

موسى بلقاسم: أنا أتجول في المنطقة بسهولة و أعرف من أين أدخلها وكيف أخرج منها، أحفظها عن ظهر قلب، ولا أحتاج لخريطة، والسواح دائماً يستغربون كيف أفعل ذلك.

بعد رحلة عبر الصحراء أستمرت ثلاث ساعات و نصف و صلنا إلى مكان يستحق عناء الرحلة (بحيرة قبر عون)، والتي قام خالد بتسجيل معلومات عنها بوصفه ناشطاً ضمن الجمعية الليبية للغوص و التي ترعى نشاطات الغوص في البلاد.

يُستقبل موسى بحفاوة من أصدقائه و جيرانه الذين أتو من قريته الاصلية لموسم جني التمور.

دخلنا المسجد والذي بدى نظيفاً و مُرتباً،،، يتمشى موسى بين أطلال قريته و ملامح الأسى بادية عليه، متمنياً أن لو كان بمقدوره تربية أبنائه في نفس المكان الذي تربى و ترعرع هو فيه.

في المساء إستمتعنا بالحفل الاستعراضي المقام للزوار الألمان، وهو ملحمة تجسد قوة و فروسية رجال التوارق بحضور نسائهم في عرض يمزج بين العراقة و الحداثة.

“وطن بهذا الجمال يستحق الاحترام والتضحية، و أناس بهذه الطيبة يستحقون أن يعيشوا فيه حياة كريمة و آمنة”

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً