ليس لدينا جيش حقيقي في ليبيا‎

ليس لدينا جيش حقيقي في ليبيا‎

لافرق بين مايسمى بالجيش الليبى بالشرق أو الغرب أو الجنوب، كلها مجرد مجموعات مدنية وجهوية وقبلية تم تقسيمها الى كتائب وسرايا مطعمة بقيادات عسكرية سابقة من نفس القبائل والمناطق المتواجدة بها.

فقد كشف القرار المفاجىء لوزير داخلية حكومة الثنى اللواء “محمد المدنى الفاخرى” بحل بعض الكتائب والمليشيات المسلحة المشكوك فى ولائها لحكومة الوفاق الوطنى، عملا بسياسة من ليس معى فهو ضدى التى ينتهجها حفتر. نعم فقد كسف هذا القرار  عن حقيقة تركيبة الجيش بالشرق الليبى، فتعداد  المنتسبين لقوة المهام الخاصة وجهاز الأسناد الأمنى بكتيبة الأستخبارات العسكرية يبلغ 7 ألاف شخص من المدنيين، حيث قام الفاخرى بألغاء هذه القوة، وأنهاء أنتداب عناصر الأمن والجيش فيها، وأعادة جميع ممتلكاتها الى وزارة الداخلية، مما دفع بهذه القوة الى رفض القرار والتهديد بأجتياح بنغازى.

بالطبع خرجت عدة بيانات مسيسة من هنا وهناك، بعضها مؤيد لقرار الحل وبعضها رافض له، وهناك بيانات أخرى من قوات مساندة للجيش من شباب المناطق والأحياء بمدينة بنغازى “الحشد الشعبى” تعلن تضامنها مع قيادة الجيش ووزير الداخلية فى حل هذه التشكيلات التى باتت تشكل تهديدا للأمن والسلم الأجتماعى بالمدينة.

الآن فقط باتت هذه التشكيلات التى أعلنت أعترافها بحكومة الوفاق تشكل تهديدا للأمن والسلم الأجتماعى بالمدينة، فماذا عن السنتين الماضيتين وقتما كانت تتبع للقائد العام حفتر؟

ماذا يريد الفريق خليفة حفتر؟

حفتر يرفض الأعتراف والتعامل مع حكومة الوفاق الوطنى لأنها تتعامل مع المليشيات والكتائب، ومع من يتعامل حفتر بالشرق الليبى؟ فأذا كان حفتر يقصد مليشيات وكتائب ذات مرجعية أسلامية، فهو يتعامل مع شباب السلفية ويعترف بهم كشركاء له بعملية الكرامة.
بكل أسف مثلما خرج علينا “محمد الحجازى” بعد خلافه مع الصنديد حفتر، اليوم خرج علينا الملازم “فرج أقعيم العقورى” آمر قوة المهام الخاصة بسيل من الأتهامات بالخطف والأغتيال والتغييب فى حق حفتر، وتناسى أقعيم بأنه كان يعمل مع حفتر، وشريك له فى كل هذه الجرائم أذا ثبت صحة هذه الأتهامات.

نصحيتى للسيد وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطنى بأن ينأى بنفسه وبوزارة الدفاع عن تلك المتاهات القبلية والجهوية، فحكومة الوفاق الوطنى يجب أن تكون حكومة لكل الليبيين بالشرق والغرب والجنوب، وعليها أن تتجنب أستنساج عملية بناء وتأسيس الجيش على نفس الأسس المغلوطة التى أنتهجها كل من المؤتمر ومجلس النواب فى السابق علينا أن نعترف صراحة بأن ليس هناك جيش حقيقى فى ليبيا، حتى القذافى كان لايملك جيش بل كان يملك بعض كتائب مسلحة، فمن أين لنا بهذا الجيش بل بهذه الجيوش بالشرق والغرب والجنوب والتى يفوق تعدادها النصف مليون مقاتل؟ مع كامل أحترامى وتقديرى لجنود القوات الخاصة بقيادة العقيد “ونيس بوخمادة” فهى القوة الوحيدة التى أثبتت لجميع الحكومات السابقة بأنها ليست للبيع.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

اترك تعليقاً