الكتاب الأسود

الكتاب الأسود

ثمة كتاب يلعب دورا خطير فى ليبيا ، مؤلفه مؤلفون  وإرشاداته تنفذه عصابة وعصابات ومشعوذون لا تعرف أى كتاب عدا الغدر والدم والاستباحة من منطلق لا أخلاق له.. بالأمس كان اخضر فاشى متهّور أجوف واليوم أسود دموى متوحش مثل الخنزير، يأكل كل شى حتى مخّلفاته.

ماذا حدث بأختصار 

لقد حدث الكثير والمفجع كان بعد أن اكتملت 17 فبراير وانتهى نظام الأربعين عام من قهر وإهمال لشعب بأكمله وحرمانه من مواكبه العصر، وبعد ان اكتشفت خيوط اللعبه بدأت ديمقراطيتهم الحمراء “ألإسلام السياسى الليبى” تطفح على السطح مصحوبة بعناوين مبهمة مثل فجر يأتى من الغرب ونحن ندرك أن الفجر يأتى من الشرق وعلى غرار ذلك العزل السياسى ليرمى بنصف سكانها الى الجحيم، متاكبرا على مفهوم المصالحه الوطنيه ناهيك عن دار الإفتاء وبحجم الانتصارات والتضحيات التى قدمها شباب وشيبا نساء ورجال بل كل ما لديه من مال ولسان وهذا شمل جميع اطياف الشعب الليبى وبعده لنتفاجئ من غربها الليبى وبعد رحيل المجلس الإنتقالى من بنغازى الى طرابلس ليتحدث توارها بأسم الشهداء والأرامل والنازحين ولتزف لنا فتاوى الملابس الداخليه و تحريم العصيده من دار افتائها بعد أن تبلورت ثقافتهم الضحلة من تحت الطاولة لتسّلم سرت لداعش وترسل جرافات الموت ومرتزقة اجانب واسلحه وغيرها الى بنغازى بأسم الثوار وكأن ابن بنغازى المهدى زيو لم يكن ثائرا على الظلم والإقصاء وكان يحلم بدوله مدنيه!

السلطه والمال

لا شك ان صوت الحرية الذي في كل حَي وفي كل روح في ليبيا اليوم؛ لن يموت حتى نحقق دولة المؤسسات والقانون والتداول السلمي للسلطة، ولن يتحقق ذلك إلا بعد ان نعزز قواعد العدالة والمحاسبة! لكن الإشكاليه جوهرها تكمن فى تيار يهدم رموز فكره الدوله والحداثة وقد فعلها مبكرا وبخديعة اسمها التقية (نقتلك ونمشى فى جنازتك)؟ وحدث ذلك حرفيا فى بنغازى مدينه السلام حين استعمل تلك تيار الطامع للسلطة والمال باستعمال نهج التصفية الجسديه للمؤسسة العسكريه والحقوقيين وغيرهم من اجل السيطرة بعد ان خسر اللعبه الديمقراطيه وخارطة الطريق؟

سكت الهّم لين تكّلم

يبدوا من يرّوج لمفاهيم تتجاوز الواقع المرير فى بنغازى وسرت ودرنه وغيرها من مدن ليبيه على ان الفريق خليفه حفتر طاغية جديد  فهذا مرفوض لسبب واحد.. وهو ان سيادته وبعمره لن يؤهله ليكون طاغية! ومن باب الواقع علينا ان نتحدث بشفافية خاصة لنعترف بأن الفريق انقذ بنغازى وقد دشّن للوطن أرضية دفاع وفك لغز المؤامرة المعّقده حينها ليقول لنا ان الإرهاب يعيش بينكم وانتم نائمون! ومنها انطلقت عمليه الكرامة؟

لقد صمت العالم امام مأساة بنغازى وحار اهلها ونطقت افواه الجبناء من غربها ليسّمون انفسهم حينها القيادة والثوار لسبعطاش ظنانا منهم اننا لا نعرفهم فردا فردا بتّجار قضيه وتجار وطن وعصير! وها هم اليوم وبعقليتهم العنتريه اللامتناهيه فضلا عن تدخل روسيا دوليا فى هذا المضمار الواسع لتفك اللغز وبضغط الشارع الأوروبى حتى شماله الى القارة الأمريكية لكى تقف حكوماتهم أمام شعبهم وبوضوح وراء تهديدات لعبه داعش وانصار شريعة و شورى بنغازى ودرنه وقاعدتها التى اصبحت خطر حقيقى وملموس على كيان ليبيا ودول الجوار الى فرنسا و البحر المتوسط؟

ختام 

أختم بالقول ان ما حدث اليوم فى طرابلس بطرد السيد مارتين كوبلر المبعوث الأممى ومنعه من اجراء لقاء صحفى يضيف لنا وللعالم  تأكيد اخر على أن منظومة الإرهاب تعمل من داخل طرابلس العاصمه وعلى عدة محاور منها الأمنية والسياسية وسرقة المال العام غرضها فقط لطرح كتاب أسود كدستور جديد لليبيا داخله داعش وغرضه الخراب والتنكيل فقط ليسيطر على المقهور والمال العام… وهذا لن يتأتى  فقط لنقول ننتصر أو نموت إلى ان نجعل من ليبيا دوله مزدهرة مستقره تتعايش على الخير تسع الجميع، خاليه من الشوائب و الشذوذ الدينى الزائر لأرض الأجداد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً