هل تتكرر مأساة الشعب الليبي…؟

هل تتكرر مأساة الشعب الليبي…؟

في بداية مقالي هذا أنوه إلى عدم امتلاكي لأي عداوة شخصية ضد أحدا من الليبيين
وبغض النظرعن الغايات التي دفعت قوى الغرب للتدخل العسكري في ليبيا خلال انتفاضة الجموع البريئة في أحداث السابع عشرة من فبراير قبل قرابة سبعة سنوات  فالحقيقة باتت ساطعة تؤكد بوضوح أن اسقاط القذافي ونظامه لم يكن بأيدي الليبيين بقدر ما كانت ارادة القوى الدولية المهيمنة على عالم اليوم لأسباب لم تعد مجهولة على أحد من المراقبين والمتابعين.وبغض النظرعن زيف الادعاءات الدولية الواعدة بدعم الديمقراطية ومسارها  في ليبيا  ألا أن  التاريخ لا يرحم أحدا وسيبقى خير شاهد على ما يحدث بيننا في كل يوم وما أنوي قوله لليبيين اليوم بعد هذه السنين السبع تتضمنه الاجابة عن هذا السؤال .. هل تتكرر ماساة الشعب الليبي العظيم؟
أطرح السؤال دون غرضية على شخوص من تصدروا المشاهد واستحوذوا على السلاح ليستقووا به على الشعب الأعزل واستولوا على أمــواله ظلما وعدوانا ويسعون بيننا جاهدين بوسائل خسيسة وأساليب قذرة لمواصلة تأمرهم ضد شعب كريم وضد انتفاضة بريئة طالبت بتحقيق العدالة الاجتماعية لكل الليبيين.
فهذه القوى السياسية والمليشياوية التي فرضت وجودها بيننا خارج شرعية القانون وسلطاته وتسعى اليوم للأخذ بالمزيد من أسباب القوة لاحتكار السلطة وللهيمنة على الحكم في البلاد انما تسعى لفرض أطماعها وعهرها  السياسي على الشعب الليبي في ظل استمرار نكبة البند السابع وهيمنة القوى الغربية وادارتها في الخفاء للصراع ولمجريات الأحداث في ليبيا وطننا الجريح طيلة السنين الماضية  وفي ظل استمرار صلاحية القرار الجائر الذي سلب ليبيا سيادتها واستباح أجوائها وأراضيها وأستخف بارادة شعبها وطموحاته وأماله وبوجودها كدولة مستقلة عضو بهيئة الأمم المتحدة .
هل تتكرر مأساة الشعب الليبي وقد رأينا جميعا  كيف أصبحت ليبيا اليوم!! أتسأل و أنتم ترون الخداع والتضليل والغباء السياسي وهذا العهرالأخلاقي والضلال المبين الذي يقود النخبة بيننا في ليبيا اليوم ..أتسأل وأنتم تشاهدون تواصل المهازل وجرائم القتل والتفجير وهذا الاستخفاف بارادة الليبيين وهذا العبث بمصير هذا الوطن..!
إن تكريس المفاهيم البالية لثقافة احتكار السلطة والاحتكام لمنطق القوة واستخدام السلاح وتشجيع سلوكيات العنف والاستبداد ودعم جرائم الارهاب وقمع الجموع وبث الخوف بين صفوف قواها الحية الوطنية ونخبها المثقفة والواعية والتمكين لثقافات الوصاية الدينية والسياسية وترسيخ  ثقافات التبعية والتقليد الأعمى والنفاق والفساد الاداري والمالي بمؤسسات الدولة تعد مظاهر لحياة مجتمعنا اليوم لا ينكرها الا كاذب محتال,,وهي  لا تبشر بأي خير محتمل في الأفق قادم الى ليبيا والليبيين  بل يعد هذا الواقع المعاش  لمجتمعنا وظواهره السلبية والمتخلفة نذير شؤم بتكرار ماساة الشعب الليبي اليوم واستمرار معاناة الجموع !! ولأن أي تغيير يتم بالقوة لا يعني انتصار الحق وقضاياه العادلة  في أي مجتمع بشري فانني أجدد دعوتي لكل الليبيين بضرورة الاحتكام لمنطق العقل ولصوت الضميروللغة الفكرالعلم والايمان.
ولهذا المعطيات والأسباب أدعو الليبيين دون استثناء في ذكرى فبراير للصحوة ولليقظة من هذا السبات اللعين ولتصحيح المسار بتصعيد الثورة سلميا وبدعم جهود العمل الوطني والنضال الشريف لرفض هذا الواقع المتخلف المزريء والمهين لليبيا وطننا الحبيب اليوم وعدم السماح بتكرار ماساتهم ثانية وفاءا لمن سقطوا بيننا شهداء  دفاعا عن كرامة الشعب والوطن ,,في ذكرى فبراير التي أختلف الكثير منا في وصف حقيقة أهدافها وغاياتها ,, أقول بمنطق العلم والفكر ان قضية الليبيين اليوم هي نفس قضيتهم بالأمس وهي العدالة الاجتماعية وان للديكتاتورية  ولأنظمة الاستبداد أشكال وصور وأثواب ورموز ووجوه يمكن تغييرها في أي زمن .وأن أزمة ليبيا اليوم ليست أزمتها بالامس والأزمة الحقيقية للوطن اليوم هي أزمة ثقافة وعقليات  يمكننا تجاوزها وعلاجها باستنهاض الهمم وتصعيد النضال السلمي لقيادة ثورة ثقافية في المجتمع  تحررالعقول من ثقافات الظلم والاستبداد والخداع والضلال المبين وتطهرالنفوس من الاضغان والأحقاد والكراهية .لتخلق في عقولنا ثقافة بديلة تقودنا بالنوايا الحسنة لحاضرأفضل ولغد مشرق لنا ولمستقبل زاهر للأجيال …
فلا يمكن لاي ثورة أن تحدث أي تغيير ايجابي في حياة الناس والمجتمع بدون أن تكون لها ثورة ثقافية  تنير العقول ولا  يمكن تحقيق أي مستقبل  للوطن بدون ثوابت وطنية ورؤية سياسية مشتركة وارادة واحدة تجمع الشعب ونوايا صادقة تجاه الوطن فليس هناك من سبيل لنا اليوم غير استنهاض الهمم لانتصار الثورة وقيمها النبيلة بالتنازل عن مصالحنا الشخصية والحزبية والقبيلة وبالتضحية بها لانتصار القضايا المصيرية العادلة والشرعية لوطننا ولشعبنا في هذا الوجود بعالم اليوم ..و لكي لا تتكرر مأساة شعبنا بعد كل هذه التضحيات فليس أمامنا الا طريق الثورة لنسلكه الثورة التي تعني التغيير نحو الأفضل في حياة شعبنا ,الثورة بمفاهيمها الصحيحة وبمعانيها السامية وبمضامينها الانسانية وغايتها الشريفة النبيلة سلاحنا في معركتها  الكلمة والقلم وزادنا حب الوطن والفكر والعلم والايمان ولهذا اقول اذا ما أراد الليبيون تحقيق طموحاتهم في قيام دولتهم دولة العدالة الاجتماعية والمؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون فعليهم أن يدركوا جيدا أن للديمقراطية أسس وقواعد يجب فرض احترامها على القوى السياسية وأن للديمقراطية اليات يجب أن تكون مستقلة استقلالية كاملة  وعليهم اليوم  بالعمل على رفض الوجود المليشياوي واختفائه بمختلف مسمياته ودعم وجود جيش وطني مستقل قوي يحمي الوطن والمواطن وعليهم قبل التوجه للتصويت المطالبة بضرورة أن تتضمن الانتخابات القادمة انتخاب رؤساء وأعضاء هيئة ديوان المحاسبة وجهازالرقابة الادارية من الشعب مباشرة  لمنحها شرعية مستقلة ولضمان الاستقلال الحقيقي لهذه المؤسسات الضامنة لحفظ أموال الشعب من النهب والسرقة والتبذير..وعليهم تصعيد النضال والثورة سلميا لضمان فصل المال عن السياسة بالمطالبة  والعمب بقوة على ضرورة تغيير القانون المالي للدولة ورفع صلاحيات السلطات السياسية عن أموال الشعب لأن الشعب هو صاحب الارض والمالك الشرعي لثرواتها وليس الدولة أو رموز السلطة فيها هذا ما تؤكده أهم القواعد في الديمقرا\ية التي هي وسيلة لتحقيق غاية العدالة الاجتماعية ,, نعم عليهم بتحرير أموالهم وثروات وطنهم من هيمنة وسيطرة القلة من القوى السياسية لأن في ذلك وحده الانتصار الحقيقي لفبراير انتفاضة بريئة للجموع وثورة شعب أراد الحياة بكرامة وحرية حقيقية فوق تراب وطنه  ليعود الحق لاصحابه وترد المظالم لاصحابها ويمتلك الليبيون وطنهم ليتمتعوا بثرواته وخيراته دون منة أو فضل من أحد غير الله مالك الملك الواحد القهار !!

هذا ما أقوله صادقاً ومحرضاً على الثورة الثقافية جموع الليبيين برفض ودحر ثقافات الاستبداد والعهر السياسي والخداع والتضليل ومقاطعة قوى الغدر بالديمقراطية وهزيمة أعداء العدالة الاجتماعية ..أعداء الشعب الليبي الأبي .

ختاما لمقالي هذا  يؤسفني أن أشيرالى ذ لك المثل الشعبي الذي توارد على لسان الأباء والأجداد   * الربيع من فم الباب يبان * ولأتسأل عما اذا  كانت مضامينه  ومعانيه سارية على فبراير بين الليبيين حتى اليوم في ظل هذا الصراع المدمر وهذه الأحداث المؤلمة وفي ظل  النتائج الوخيمة والمخجلة لفبراير وخسائرها الفادحة التي تكبدها الشعب والوطن طيلة سبع سنوات من الزمن ,, اقول بأن سبعة سنوات لا تعد شيئا في حياة الأوطان والشعوب وبأني لست من المتشأمين ولكني لا أريد أن أرى تكرار ماساة شعبي الليبي الكريم اليوم وأوطد صحة اعتقادي السليم بالقول: حتما ستتغير نتائج هذا الواقع المتخلف المزريء والمهين الذي تعيشه ليبيا والليبيون  اليوم في ظل تحركهم لقيادة ثورة ثقافية وخلق ثقافة بديلة  تقودنا لاستيعاب المفاهيم السليمة عن الثورة من أنها عملية تغيير نحو الأفضل في حياة الشعوب ورسالة انسانية نبيلة في هذا الوجود و تقودنا لاستيعاب المفاهيم الصحيحة عن الديمقراطية من أنها وسيلة لتحقيق غاية شريفة هي العدالة الاجتماعية وعندها سنتمكن من الحياة في غد أفضل مشرق بالمحبة والأخوة بيننا وبالخير وسنتمكن حتما من صنع مستقبلا زاهرا للوطن وللأجيال.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 2

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً