يُحزننى جداً، ما أرى!

يُحزننى جداً، ما أرى!

فإنّ النارَ بالعودين تُذْكى *** وإنّ الحربَ مبدؤُها كلامُ

فإنْ لم يطفها عقلاءُ قومٍ *** يكونُ وقـودَها جثثٌ وهامُ

فقلتُ من التعجبِ ليت شعري *** أأيقاظٌ أميةُ أو نيامُ

هكذا، ختم الأستاذ (إبراهيم  قراده) مقالته بهذه الأبيات على ” الفيس بوك” يوم الأمس، أوّل أيام عيد الفطر المبارك.. والسيّد قراده، هوالمناضل والمعروف أيضاً بإسم : ادرار نفوسه، نسبة، إلى نسبه النفوسي، الأمازيغيّ.

وحسب ظنّى، هو أيضاً، سفير ليبيا فى الدنمارك حالياً.. رغم قرائتى لإستقالته على شبكة الويب منذ عام تقريباً، ولعلّها لم تُقبل من أولياء أمورنا آنذاك: (مجلس المجهولين الوطنى!). وبالمناسبة، وتفادياً  ودرءاً لأيّ هجومات مستقبليّة، قد تُشنّ على شخصي، فأنا لا أعرف هذا الرجل.. ولم أقابله أو أحاكيه، طوال حياتي.

لعلّ أهم ما ذكره السيّد قراده فى مقالته الهامة – من وجهة نظرى- هو خشيته من أنّ حرباً أهلية، تلوح فى أفق بلادنا.. وخشيته من إنفلات النزاعات – المناطقية/القبلية – والتى قد تؤدي إلى حرب أهلية/قبلية/ مناطقية.. فى وطننا. وهذا من وجهة نظرى، أهمّ وأصدق ما قاله عندما كتب:

” فلنكن صادقين وصريحين وكذلك شجعان مع انفسنا ومن أجل انفسنا، فهناك بؤر توتر قبلية خطيرة واحتقانات اجتماعية تتهب للانفجار في تفاعل متسلسل ينتظر الشرارة لتوفر وقوده. من منا لا يعرف الاوضاع بين مصراتة وورفلة، بين مصراتة وتاورغاء، بين سوق الجمعة وورفلة، بين ورشفانة وسوق الجمعة، بين الزاوية وورشفانة، بين زوارة و(الجميل ورقدالين)، بين نالوت والصيعان، بين الزنتان والمشاشية، بين غريان و(الاصابعة والقواليش)، بين اولاد سليمان والقذاذفة، بين الطوارق وغدامس، بين زوية والتبو؟ كما علينا ان لا ننسى جروح مناطق ترهونة و زليطن والمقارحة، وبل احياء في طرابلس كبوسليم والحي الاسلامي. وكذلك تفاعلات المسألة الامازيغية المنتظرة مع مخرجات العملية”..

أجبت السيّد الفاضل، على صفحات “الفيس بوك”.. بأنّه يحزننى ما أرى.. وأضفت الآتى:

” يحزننى جداً..  أن أتفق معك فى أنّ بؤر الصراع – والعداء القبلى القديم والمتجدد عن قصد! –  هي تنتظر لحظة إشعال فتيل فتنة تستند عليها.  الغريب  يا أستاذ إبراهيم.. أنّ إنتشار السلاح الحربى (بدرجة غير مسبوقة فى العالم!) والإنفلات الأمنى – المُرعب المُخجل – الذى نشكو منه على مدار الساعة.. هو (ربما!) ما يؤجّل فى واقع الأمر.. نيران تلك الفتنة الدموية  لا سامح الله.

إنّ السكوت – بفعل الخوف على الروح والكرسى – من قبل أولياء أمورنا، للسماح لبعض القبائل، أو المدن!..  بتجميع أسلحة تكفى تسليح جيوش دول!.. مع تأجيل تسليح الجيش الليبي؟  لهو مؤشر خطير،  أدعو الله، لن يصل بنا إلى صوملة ليبيا !! والعياذ بالله.

على الشعب الليبي أنّ يعى جيّداً، مدا خطورة المؤامرة التى تحاك له.

قطعاً هناك مؤامرة بكلّ تأكيد. ولكن، ولربما؟  ليس للإستعمار ولا الكفار، علاقة بهذه المؤامرة، هذه المرّة.

يعنى نحن من الآن، ” ذنبنا على جنبنا”.. مطلبنا كان الحريّة…  وقد نلناها  ولله الحمد..

وآن للحرّة أنّ تزرب بيتها أولاً.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً