نشرت منظمة العفو الدولية، يوم 5 يونيو، تقريراً عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال تحرير مدينة الرقة السورية من إرهابيي داعش، واتهم مؤلفو التقرير التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في مقتل مئات المدنيين وتدمير مدينة الرقة خلال العملية العسكرية في عام 2017. وبالإضافة إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية إلى إجراء تحقيق بخصوص انتهاك القانون الدولي، وطالبت بدفع تعويضات للضحايا، فضلاً عن إقامة حياة سلمية في المدينة التي لم يتم تطهيرها من الألغام حتى الآن.
وقالت منظمة العفو الدولية إن العملية التي استمرت من يونيو إلى أكتوبر 2017 ونفذوها مع انتهاك القانون الدولي وكانت لها عواقب وخيمة على المدنيين. واستخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها بريطانيا وفرنسا الفسفور الأبيض في قصف على المدينة ودمرت المنازل والبنية التحتية الحيوية.
توصل ممثلو منظمة العفو الدولية، الذين زاروا مدينة الرقة في فبراير 2018 وتحدثوا مع شهود عيان، إلى استنتاج أن هجمات عشوائية وغير متناسبة من قبل التحالف أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين وتعتبر انتهاكا للقانون الدولي الإنساني ويمكن وصفها كجرائم الحرب.
أكد التقرير منظمة العفو الدولية، أن طائرات التحالف دمرت مصادر مياه الشرب في الرقة بالقصد أيضاً، وقام مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية بالنهب بعد تحرير المدينة. تجدر الإشارة إلى أن الأعمال على إزالة الأنقاض لم يتم تنفيذها، ولم تتم إزالة الألغام في الرقة بالشكل الكامل حتى الآن.
لا تزال مدينة الرقة السورية في حالة خراب. وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، بات أكثر من 80% من مباني المدينة مدمرة وغير صالحة للسكن، ولا تزال أعداد كبيرة من الألغام التي خلفها الإرهابيون والقذائف والقنابل غير المتفجرة التابعة للتحالف تشكل خطراً كبيراً على آلاف الأشخاص الذين عادوا إلى المدينة.
دعت وزارة الخارجية السورية الأمم المتحدة مراراً وتكراراً إلى إدانة أعمال ما يسمى التحالف الدولي والتي أدت إلى مقتل المدنيين، ووقف جرائم الحرب الأمريكية في الأراضي السورية. لكن بعد ثمانية أشهر يستمر البنتاغون في إنكار مسؤوليته عن الكارثة الإنسانية التي أدت إليها الحملة العسكرية للتحالف.
ومن الواضح أن الولايات المتحدة لن تعترف أبداً أنها المسؤولة عن تدمير المدينة ومقتل المدنيين. وبالإضافة إلى ذلك لن تشارك واشنطن في إعادة إعمار البنية التحتية في الرقة. كما يبدو قررت قيادة التحالف لتحويل الرقة إلى “مدينة ميتة” من أجل إخفاء جرائم الحرب والعدد الحقيقي للضحايا بين المدنيين. من المعروف أن الولايات المتحدة لم تتحمل مسؤولية عن أفعالها في سورية والعراق ولا تعترف بذنبها الآن على الرغم من ظهور تقرير منظمة العفو الدولية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً